من “الفيل” إلى”الحمار”.. ابحث عن خازوق سليمان الحلبي.! بقلم : محمد هجرس

سخرية كالبكاء …
بقلم: محمد هجرس – مصر ……
يعجبني جداً، دونالد ترامب، المرشح للرئاسة الأمريكية، وأتمنى فعلاً ـ ومن كل قلبي ـ وصوله للمنصب العتيد.!
أعرف أن العبارة أعلاه، ستثير النقمة عليَّ، وتدفع كثيرين لاتهامي بأني من أنصار الأسلوب العنصري، الذي يعلنه “ترامب” بصراحة لا تخلو من الوقاحة، حيث وزّع خطاب كراهيته على الجميع، من المكسيكيين الذين وصفهم بالمغتصبين، والنساء اللواتي اعتبرهن “غبيّات” و”خنازير سمينة”، وتوعد بإغلاق المساجد والاحتفاظ بقاعدة بيانات عن المسلمين، وبترحيل أطفال المهاجرين غير الشرعيين..
ومع ذلك فهذا رأيي الشخصي، ومن “دماغي” الذي هو بالأساس “جمهورية حرَّة مستقلة”.
دونالد ترامب، رجل صريح، ويتحدث بما يراه هو، عكس كل المرشحين الأمريكيين، الذين وصلوا للمنصب، وأصبحوا رؤساء، ومن ثمَّ.. “ضحكوا علينا” بعد أن “دهنوا الهوا دوكو” و”عبّوا الشمس في أزايز” ووعدونا.. و”طلعوا منها”.
في التاريخ الأمريكي المعاصر، كان كل المرشحين للرئاسة، من “الفيل” الجمهوري، إلى “الحمار” الديموقراطي، مقلباً بل خازوقاً كبيراً، يفوق خازوق سليمان الحلبي، الذي جلس عليه وحده، ثم مات عليه بهدوءٍ وحده، لكننا ـ كعرب ومسلمين، شعوباً وقبائلَ ـ ما زلنا نستمتع بالجلوس فوق كل “الخوازيق” الأمريكية، ونكرّر مقولة بلدياتنا الذي لم يملّ أبداً من الصراخ الشجي:”كمااااااااااان”.!
وعدونا بحلم “الدولتين” كحلٍّ للصراع العربي الإسرائيلي، فاكتشفنا أن كل ما حصلنا عليه، هو مجرّد “صابونة” ليس لها حتى مفعول “رابسو”.. ذلك المسحوق الذي كان “يغسل أكثر بياضاً” فاكتفينا بالدعاية لصابونة “السلام” التي أصبحت “خياراً” استراتيجياً، يتمدّد كثيراً قبل أن نتأكد أنه “يا دوب.. تحميلة” أو “لبوس” ينغرس من أسفل، في استنساخ عبقري لتقنية “النانو خازوق” لتصبح الحفلة جماعية وشعبية.!
أقنعونا بأسلحة الدمار الشامل، فكانت “المقلب” الكبير لإسقاط دولة عربية هي العراق، وجعلوها فريسة لمحاصصة طائفية مقيتة، سمحت لأول مرّة، بأن تقع عاصمة عربية في أيدي منافس تاريخي، لا يزال يحلم بتصدير “الثورة” المزعومة، واستدعاء الحلم الفارسي في الهيمنة الإقليمية.. ومن ثم تقديم رئيسها صدام حسين، قرباناً لثأر شخصي، فيدخل العراق في سكة “اللي يروح ما يرجعش”.!
حكوا لنا عن الديكتاتورية، وسمحوا لقواتهم في “الناتو” بضرب دولة أخرى هي ليبيا، وسحل زعيم عربي آخر، في مشهد كاريكاتيري، وتصبح ليبيا في خمس سنوات مرتعاً خصباً للجماعات الإرهابية، ومتطرفي الذبح وقطع الأعناق.!
خدعونا بـ”الموكوس”.. الربيع العربي، الذي بشرونا بأنه سيقود مركبة التغيير ويدشن حقبة جديدة من الحرية والديموقراطية والكرامة الاجتماعية، لنكتشف أنها مؤامرة كبرى، و”خيبة تقيلة” أدخلتنا في متاهات الفوضى، والضلال باسم الدين، في صفقة مريبة توصل جماعات الإسلام السياسي إلى التحكم في رقاب الشعوب والأوطان، مقابل ضمان أمن أمريكا وحدها.!
……
عرفتوا ليه أنا معجب بسي “ترامب”..؟
الوحيد من ساسة أمريكا الذي لا ينافق، ويضعنا بمواجهة الحائط، ولو لمرّة واحدة في تاريخنا، ربما نكتشف الحقيقة الغائبة التي تنتظرنا في كل الأحوال.. ربما نحسن أو نعرف كيف نختار “خازوقاً” يناسب مقاسنا.
ـــــــ
كاتب وإعلامي مصري