فضاءات عربية …
طلال قديح * كاتب فلسطيني من السعودية …
من رحم المعاناة ، ومن قسوة الحياة، ومن شدة الألم، يولد الأمل في الإبداع والتحدي والإصرار على بلوغ الغاية مهما كلف الثمن.
أجل ، لم ييأس الفلسطينيون رغم الظلم والبطش الذي بلغ حدا لا يطاق، لكنها إرادة الحياة لم تمت ابداً وظلت رافداً معطاء يتجدد معه الصمود وقوة الاحتمال ضد الاحتلال.
كان أبناء فلسطين، أطفالا ونساء ، شيبا وشبابا، مثالا قويا للتمسك بالحق ، والعض عليه بالنواجذ ، في مواجهة مغتصب غادر، تنكر لكل القوانين الدولية ، وضرب بها عرض الحائط ،يشجعه في ذلك حلفاؤه من الغرب الظالم الذين يمدونه بكل ما يحتاجه من أسلحة فتاكة ومال وعتاد وتأييد في المحافل الدولية.
ومع كل هذا وذاك ، يصر الفلسطينيون أن يواصلوا مسيرة التفوق والإبداع في كافة الميادين والمجالات..ففي كل حقل لهم إنجاز باهر وتفوق عظيم، يشهد لهم بالسبق وطول الباع.
وبالامس القريب وتزامنا مع يوم المرأة العالمي، ومع عيد الأم، أبت حنان الحروب إلا أن تهدي المرأة ، والأم العربية والفلسطينية أرفع وسام عالمي وإكليلاً من الغار، مرصعاً بالدرر واللآلئ.. لذا كان فوزها بجائزة أفضل معلم على مستوى العالم كله.
هذا الفوز يأتي في نطاق الإصرار على الحياة المتجددة توافقاً مع التطور العالمي في كافة المجالات، فلا مكان للجمود أو التوقف، فالمسيرة لا ترحم الضعفاء ولا تقيم وزنا للكسالى والمتقاعسين الجبناء. الحياة صراع والبقاء فيها للأعلم والأقوى.
هنيئاً لمسيرة التعليم الفلسطينية التي قطعت أشواطاً من التطور، أصبحت موضع فخر لكل فلسطيني وكل عربي ، وهذا الإنجاز يعزز دور العرب على مر التاريخ في خدمة العلم الذي أسهم فيه علماء العرب بالدور الأهم والأبرز، فملأت عطاءاتهم وإبداعاتهم واختراعاتهم صفحات التاريخ مكللة بأسماء العلماء الذين ما زالت آثارهم العلمية تدل على عظمة ما وصلوا إليه مما وفر على العالم مزيدا من الوقت والجهد ، ليبلغ ما وصل إليه من اختراعات تجاوزت الأرض إلى السماء.
حُق لكل معلم فلسطيني وعربي أن يفخر بما أحرزته المعلمة حنان الحروب، ويعتز بهذا التفوق الذي عزز من جديد، دور المعلم في تربية الأجيال، وغرس القيم الفاضلة والأخلاق السامية في النفوس لتواصل الإنجاز بعد الإنجاز، فيباهي بهم الآباء والأجداد ويعتز بهم الأبناء والأحفاد.
وجدير بالذكر ، أن المعلم الفلسطيني له بصمة واضحة في النهضة التعليمية في كل العالم العربي من المحيط إلى الخليج، وهذا ما يشهد به الجميع لا سيما من تتلمذوا على أيديهم ونهلوا من علومهم ، ونالوا أعلى الدرجات العلمية فتبوأوا مناصب رفيعة في الجامعات ومراكز البحوث العلمية، ممن يشار إليهم بالبنان.
يا أحباءنا، يا كل العرب، امضوا قدماً، ولا تيأسوا أبداً فالطريق ليس مفروشاً بالورود، لكن إيمانكم وحبكم لطلب المعالي كفيل بتذليل الصعوبات وتجاوز العقبات وتحقيق أمانيكم والوصول إلى غاياتكم .. وأول الطريق خطوة، ومن سار على الدرب وصل..سدد الله خطاكم ووفقكم لكل خير ..والله معكم.
*كاتب ومفكر عربي
21 /3/2016م