فن وثقافة ….
عايدة الربيعي – العراق …..
إلى خضير ميري تحديدا ( لأني لا أتقن العويل):
لم نخطط لكل هذا ( لموتنا، لحياتنا، للقائنا) فنحن (كلنا) صرنا نتوكأ على جراحنا النازفة بصمت العقلاء وبلا تخطيط أيضا، مع ذلك يتجلى الجنون جمالاً بيننا ليدلو بلا انقطاع في طيننا الأوروكي..فقُتِلنا بعقلنا مع سبق الإصرار المجروح ! يا ترى، هل كنا نخاف
الظلم؟
الحزن؟
المزيد من الجنون؟
الأسى؟
بلادنا؟
لا ادري على أي جرح اتكأنا لنموت مخنوقين بالتمني!
دائماً نحن متأخرون ومتأخرين جداً في التسرب من الأحلام .. ألم نتفق في القاهرة أن نشتغل معرضا مشتركا نصفه من جنونك والنصف الآخر من الواني؟؟ ألم نتفق أن نصوغ معرضا لروايتك المجنونة؟ وكان علي أن أكون عاقلة جدا لأقبل بفكرتك المجنونة، وقد قبلت أن نرسم الناس المساكين في ( الشماعية) ليرى العالم مأساة هؤلاء ضحايا العقلاء! نعم اتفقنا جدا جداً ..أن نرسم بعقلنا المجانين .. لكننا لم نرقب أميال الساعة جيدا، ولم نرقب الأشجار المحترقة، موتنا المتكرر، الغزاة من حولنا الذين زادوا الصورة ضبابا،
لم نرقب جيدا حوار النار، والرصاص، والخوف، ريشنا الطيني لم يحتمل كل هذا القلق، لهذا تأخرنا كثيرا في إقامة معرضنا المشترك في بلادنا السجن..نعم يا ميري لم يتركوا لنا فسحة معرض.. لأننا جبناء في الكذب، لا نجيد الكذب، فقط اتقنا الرسم والكتابة، لهذا نموت مبكراً قبل الحلم.
يا صديقي العاقل جدا خضير ميري لا يسعني أن اكتب المزيد.