روسيا وتركيا..توتر في العلاقات، وتبادل للاتهامات والتهديدات..؟!! بقلم : طلال قديح

سياسة واخبار ….
طلال قديح* ….
تنتاب العالم اليوم حالة من التوتر الشديد وعدم الاستقرار مما ينبئ بمخاطر كبيرة يكتوي بنارها الأبرياء قبل الأشقياء.
لذا فإن وسائل الإعلام في سباق لم نعهده من قبل، تنقل لنا ما يعيشه العالم- في معظمه- من فوضى عارمة تعصف بمقدرات كثير من الدول، تصرفها عن البناء والإعماروتجعلها عرضة للفتنة والدمار.
وقد يجد بعضها فرصته ، خدمة لأغراضه وتوجهاته، لإشعال نار الفتنة في البلد الواحد بين مكوناته بالضرب على وتر الطائفية والعرقية، كما حدث في كثير من الدول.
لم تعد العلاقات الدولية كما كانت قبل بضعة أعوام، بل عصفت بها الأهواء ولعبت بها التحالفات هنا وهناك. ولنأخذ مثلا العلاقات الروسية التركية، التي طغت على كل ماعداها، وتميزت بالسخونة وانتابها التهديد والوعيد بالويل والثبور وعظائم الأمور.
ومما يزيد الأمر خطورة وتعقيدا، أن الدولتين تخطتا مسألة الحوار بين بلدين جارين، ينبغي أن يعيشا في سلام وأمان، ويستثمرا إمكاناتهما-وهي كثيرة- في البناء والإعمار في كل مجال، وانزلقا إلى ما لا تحمد عقباه  من حرب إعلامية شرسة لا تصب في مصلحة السلام والعيش المشترك.
ومما يزيد الطين بلة، أن لكل دولة حلفاءها ، ممن يتبنى رؤيتها ويؤيد موقفها، ويجد مصلحته في إذكاء نار الحرب بينهما.
نلاحظ كل يوم ارتفاع وتيرة الخلاف ومعه خطوات على الأرض في سوريا والعراق، حتى بلغ الأمر حد التصادم، براً وبحراً وجواً، بكافة أنواع الأسلحة. وهذا ما جعل دعاة السلام وعقلاء العالم يحبسون أنفاسهم يتوجسون خيفة مما تؤول إليه الأمور. وإن كان عليهم أن يضطلعوا بضرورة وأد الفتنة في مهدها وردم الهوة قبل اتساعها- بالتوسط بين الطرفين لإصلاح ذات البين
وتسوية النزاع بما يرضي الدولتين الجارتين، ويجنب العالم ويلات حرب عالمية ثالثة تحرق الأخضر واليابس وتهلك البشر والشجروالحجر.
ومما يؤسف له أن الدولتين اتخذتا العالم العربي ميداناً للتصادم كما يحدث في سوريا والعراق بين الحين والآخر. ولعل المتابع للعلاقات الروسية التركية يدرك بسهولة كيف تطورت الأمور لتصل حد شفير الهاوية، بانتظار شرارة من أحد الطرفين تشعل حرباً لا يعرف أحد متى تنتهي؟ وعلام تسفر؟
وعليه، فقد هددت تركيا بإقفال مضيق البسفور في وجه السفن الروسية  وهو عمل لا يمكن للروس السكوت عنه، فأبرقت روسيا وأرعدت وحذرت بلغة التهديد والوعيد أن هذا ما لا ترضاه أو تستطيع التغاضي عنه لأنه يمس مصالحها وسيادتها.
وتركيا عضو في حلف الأطلسي، الذي حذر روسيا من أية خطوات تصعيدية ضد تركيا، مما يضطر الحلف للرد وبقسوة انتصارا لحليفته تركيا.
إذن فالعالم تتهدده حرب كونية ثالثة ، قد لا يكون فيها للشعوب المغلوبة على أمرها ، لا ناقة ولا جمل. فالكل يحبس أنفاسه ويتابع عن كثب العلاقات الروسية التركية، آملا ألا تصل الأمور إلى ما لا تحمد عقباه، فيجد الأعداء فرصتهم لتحقيق أهدافهم ومآربهم في اللعب بالنار ونشر الهلع والدمار.
أما ألعرب فينبغي ألا يجرفهم التيار فيكونوا مع هذا الطرف أو ذاك، ليدفعوا وحدهم الثمن كما في الحربين العالميتين الأولى والثانية.. احذروا وتنبهوا ولا تتسرعوا في اتخاذ الانحياز لأي من الدولتين المتصارعتين. كونوا على مسافة واحدة منهما ولا تعطوا الأعداء فرصة للصيد في الماء العكر، فيكسبوا وتخسروا.
ربِّ ..سلّم..سلّم..اللهم جنّب العالم ويلات الحروب، وجنّد له دعاة سلام ليعيش الجميع في دعة وطمأنينة وأمان..آمين..آمين.
•كاتب ومفكر عربي