هل تخلت السعودية عن جزيرتي صنافير وتيران للعدو الإسرائيلي؟

دراسات (:::)
د.غازي حسين – فلسطين المحتلة (:::)
يحتل العدو الإسرائيلي جزيرتي صنافير وتيران السعوديتين منذ عام 1967، وتبلغ مساحة جزيرة صنافير (33) كم2، بينما تبلغ مساحة جزيرة تيران (80) كم2، وتقيم «إسرائيل» عليهما محطة كبيرة للإنذار، وتقعان في ممر مائي عرضه 4,5 كم في بوابة مضيق تيران، وتتحكمان في الملاحة عبر ميناء أم الرشراش (إيلات) وخليج العقبة، والجزيرتان جزء لا يتجزأ من أمارة تبوك، ومسجلتان لدى الأمم المتحدة بأنهما تابعتان للسعودية.
ويعتبر مضيق تيران المنفذ الوحيد للعدو الصهيوني نحو آسيا وإفريقيا من خلال البحر الأحمر.
وتحاول المملكة السعودية إخفاء احتلال العدو الإسرائيلي للجزيرتين عن الشعب السعودي وبقية الشعوب العربية والإسلامية، وساعد الموقف المشترك الإسرائيلي السعودي من الملف النووي الإيراني على الاستمرار في صمت السعودية على الاحتلال الإسرائيلي للجزيرتين، بالإضافة إلى العلاقات السرية بين البلدين التي وصلت إلى الشراكة الأمنية بينهما على حد قول الإرهابي نتنياهو.
وتتعاون الدولتان في مواجهة حركات المقاومة في فلسطين ولبنان وتهديد سورية وإيران ودعم الإرهاب الوهابي التكفيري والتدخل الخارجي في سورية لإضعاف الجيش العربي السوري والدولة السورية ودور سورية الداعم لحركات المقاومة لتحرير القدس وبقية فلسطين.
وتعمل الدولتان العدوانيتان على تأجيج الفتن الطائفية والمذهبية والعرقية في البلدان العربية والإسلامية لتفتيتها وإعادة تركيبها لإقامة إسرائيل العظمى الاقتصادية من خلال مشروع الشرق الأوسط الجديد، وتصفية قضية فلسطين، وتهويد مدينة الإسراء والمعراج بشطريها المحتلين، وإنهاء الصراع العربي الصهيوني، والهرولة في تطبيع العلاقات مع الكيان الصهيوني.
وفي الوقت الذي تناست أو ربما تنازلت السعودية عن الجزيرتين لإرضاء إسرائيل والصهيونية العالمية والولايات المتحدة الأمريكية ولتطوير العلاقات بين البلدين شنت حرباً عدوانية على شقيقتها وجارتها اليمن وبدعم من أمريكا وإسرائيل والأردن والإمارات العربية باسم عاصفة الحزم.
ووصلت الغطرسة والوحشية والخيانة السعودية حداً هدد فيه مندوبها لدى الأمم المتحدة سورية بعاصفة حزم لإسقاط النظام، ملوحاً بحرب مماثلة لتلك التي أشعلها آل سعود على اليمن. وكانت المملكة السعودية قد احتلت في الثلاثينات من القرن الماضي جيزان ونجران وعسير.
وتتدخل السعودية بالقوة العسكرية في سورية والبحرين واليمن وليبيا والعراق، وطلبت من الولايات المتحدة شن الحرب على سورية معلنة استعدادها دفع فاتورة الحرب مهما بلغت، إلاَّ أن أوباما رفض الإغراء السعودي الهمجي والذي يصل إلى حد الخيانة في العلاقات العربية ـ العربية.
ولا تزال المملكة السعودية تصمت على احتلال العدو الإسرائيلي للجزيرتين السعوديتين، عدو الله والوطن والمواطن والعروبة والإسلام ومبادئ القانون الدولي العام، والقانون الدولي الإنساني، واتفاقيات جنيف الأربعة لعام 1949 والإنسانية جمعاء، وتعمل سراً وعلانية على بيع فلسطين وتمرير الحل الصهيوني للقضية لقاء حماية الولايات المتحدة الأمريكية الصهيونية والعالمية لمملكة آل سعود من شعبها.