مصر وروسيا وعودة إلى علاقات استراتيجية فاعلة ومؤثرة

سياسة واخبار (:::)
طلال قديح -كاتب فلسطيني مقيم في السعودية (:::)
لا شك أن العلاقات المصرية الروسية التي تعود إلى عام 1943م، تشهد هذه الأيام نشاطاً ملحوظاً، واهتماماً كبيراً من كل وسائل الإعلام، نظراً لأهمية مصر ودورها المحوري الفاعل على المستوى العربي والإسلامي والعالمي، وأيضا دور روسيا الكبيروالنشط على المستوى الدولي.
وانطلاقاً ايضا من أهمية روسيا وقدراتها في كافة المجالات وعلى كل المستويات ، مما يجعل منها قوة عظمى مؤثرة لا يمكن تجاهلها بل من المؤكد أنها تترك بصماتها في العلوم والسياسة والتجارة والاقتصاد ، وبذا تستطيع لجم أؤلئك الذين يزيّن لهم غرورهم أن يفعلوا ما يرون وقتما وحيثما يريدون.
لذا رأت مصر أنه لا بد من تنشيط العلاقة الاستراتيجية مع روسيا بعد حالة من الركود دامت ثلاثين عاما، جربت خلالها العلاقة مع الولايات المتحدة الأمريكية ، لتكتشف أن روسيا أهون بكثير ، وأفضل لأن روسيا لا أطماع لها، ولا تريد أن تفرض رؤيتها وسياستها، وهي تواصل نصرتها للعالم العربي خاصة ، في كافة الأصعدة.
ومن ينسى دور الاتحاد السوفييتي” سابقا” في الوقوف مع مصر ضد العدوان الثلاثي عام 1956م، وكان لإنذاره الشهير الدور الحاسم في صد العدوان وانسحاب الغزاة يجرون أذيال الهزيمة والعار؟؟. ومن لا يقدر دوره في بناء السد العالي الذي سيظل شاهداً على أصالة العلاقات بين البلدين الصديقين؟؟
وفي الجانب الاقتصادي ، بُنيت مدن صناعية عملاقة أسست لنهضة صناعية مصرية في كل المجالات، من الإبرة حتى الصاروخ.
ولكن للأسف ما كان لهذه الانطلاقة أن تواصل مسيرتها المظفرة، فتعرضت لفترة من الفتور والتوقف، أضرت بمصالح البلاد والعباد. وأصابها ما أصابها، وهي بلا شك كبوة جواد .
وهاهي مصر، تنطلق بإرادة قوية وعزيمة صلبة، نحو نهضة عملاقة تبشر بالخير الكثير. وما مشروع قناة السويس الجديدة، إلا الخطوة الأولى في نهضة عظيمة  تليق بمصر موقعاً وتاريخاً ودوراً فاعلاً على كل المستويات.
ومن هنا نلاحظ  حرص الدولتين مصر وروسيا على بناء علاقات مميزة ، تؤتي أكلها كل حين، وتتواصل وتنشط الزيارات واللقاءات بين القيادتين، وبين الوزراء في كل الوزارات ، والكل يبشر بتعاون مشترك وبناء علاقات استراتيجية فاعلة كما كانت في عهد الزعيم الخالد جمال عبدالناصر،مما يدلل على بعد نظره وأصالة رأيه وحكمته- منحت مصر مكانة عظيمة ودوراً هاماً في الساحة الدولية.
وفي ظل الثقة المتبادلة ، يمكننا أن نتفاءل كثيراً، ونأمل أن تتوافر لمصر كل أسباب القوة، عسكريا واقتصاديا وعلميا وهي أهل لذلك، هكذا علمنا التاريخ.
ولا شك أن الزيارة الأولى والتاريخية للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لروسيا وما تمخض عنها من اتفاقات في كل المجالات والتصريحات للمسؤولين، تبشر بمستقبل واعد يخدم البلدين ويشكل سداً في وجه الخصوم والأعداء.
وهكذا تعود المياه لمجاريها، وتعود مصر وروسيا بلدين صديقين، تجمعهما علاقات مميزة ومصالح مشتركة، ولتظل روسيا سندا للقضايا العربية وخاصة قضية القضايا فلسطين، وعونا للعرب في كل المحافل الدولية..