فظائع تيمورلنك في حلب

فن وثقافة (:::)
بقلم الدكتور عثمان قدري مكانسي (:::)
دخل المغول بقيادة ( تيمورلنك)  مدينة حلب عام (803) للهجرة واشعلوا النيران فيها ، فهرب الناسُ إلى الجامع الكبير، فتبعهم جنود تيمور لنك وشرعوا في الأعمال القبيحة فيه ، فصارت الأبكارُ تُفتَضُّ بحضرة الجمِّ الغفير ، ولا يقدر أحد على الدفاع عنهُنَّ. واستمر القتلُ والسبيُ أربعة أيام .
وعمل تيمور لنك من رؤوس الخلائق عدة مآذن قاعدتها عشرة أذرع وعلوّها عشرون.
( النجوم الزاهرة لابن تغري بَردي :جـ 2 ص (222- 225)
بكى احد الشعراء حلب، فقال:
يا عينُ جودي بدمع منكِ منسكبٍ      …   طولَ الزمان على ما حَلَّ في حلبِ
من بعدِ ذاك العلا والعِزِّ قد حكمَتْ     …   بالذلِّ فيكِ يدُ الأغيارِ والنُّوَبِ
وأصبح ( المُغلُ) حكاماً عليكِ ولمْ     …  يرْعَوا لجاركِ ذي القربى ولا الجُنُبِ(1)
وبدّلوا من لباس اللين ذا خشَنٍ         …  نَعمْ، ومن راحة الأبدان بالتعب
وحرّقوا من بيوتِ الله معظمَها         ..  وحرّقوا ما بها من أشرف الكتُبِ
كذا بلادُكِ أمسَتْ وهْيَ خاويةٌ         …  واصبحَتْ أهلُها بالخوف والرّعُبِ
لكنْ مُصيبتُك الكبرى التي عَظُمَتْ    … سَبْيُ الحرائرِ ذاتِ السترِ والحُجُبِ
يأتي إليها عدُوُّ الله يفضحُها           …  ويجتليها على لاهٍ ومرتقِبِ
غُلَّتْ يمينُك يا مَنْ مَدَّها لِسَنا          … ذاك الجمالِ ، وشُلّتْ منك بالعطبِ
نسائل الله بالمختار سيِّدِنا              … محمدٍ ذي التقى والطُهر والحَسَبِ
أن لا يُرِينا عدوّاً ليس يرحمُنا        …ولا يُعاملـَنا بالمقتِ والغضَبِ
1- المُغل: المغول.
التاريخ يعيد نفسَه حين يضعف المسلمون ويبتعدون عن ( الإسلام) مصدر قوتهم .