التصنيف : العائلة العربية (:::)
بقلم : سحر فوزي – مصر (:::)
اتصال تليفوني من إحدى المشاهدات لداعية إسلامية تستفتيها في أمرها ، كانت تقص عليها حكايتها باكية بطريقة هستيرية على الهواء مباشرة ، هدأت الداعية من روعها حتى بدأت تحكى مأساتها :
تزوجت من ثلاثين عاما ولي أربعة أبناء تخرجوا جميعا من الجامعة وتزوجوا وأصبحت جدة ، كنت أعيش في أمان الله ، لم يكن لي أي مطالب في الحياة سوى رضا ربي ودوام نعمته على وعلى أسرتي ، وبدأت مأساتي عندما مرض زوجي مرضا شديدا ، كنت أبكى من أجله وأبتهل إلى الله أن يعافيه من أجلي ، فليس لي في الدنيا سواه ، جفف دموعي قائلا : أنا لا أستحق هذه الدموع ، فلقد قابلت وفاءك وإخلاصك وتضحياتك وصبرك معي طوال سنوات عمرنا بالزواج العرفي منذ ستة أعوام من أرملة صديقي ، التي فتحتي لها بيتك وساعدتيها في التغلب على أحزانها ، وقربتي بأخلاقك الكريمة ودماثة خلقك دون قصد بيني وبينها ، أرجو منك المغفرة ، لأنها عندما علمت بنبأ مرضي طلبت الطلاق ، بحجة أنها لا تريد أن تعيش باقي حياتها مع رجل عاجز مريض ، والآن ليس لي سواك يا شريكة عمري ، فانظري ما ذا تأمرين ؟
أجهشت في البكاء ، كانت تصرخ على الملأ ليسمعها العالم بأسره ، وتئن من ظلم زوجها الذي تذكر الآن الشركة التي كانت بينهما منذ ثلاثين عاما ، والعهد الذي نقضه من أجل امرأة خائنة صادقتها وفتحت لها بيتها لتسلبها أعز ما تملك في هذه الحياة ، والتي حرمتها الأمان وراحة البال والصبر بعد أن أمدتها بهم في يوم من الأيام ، كانت تصرخ وتقول من يعطيني القوة التي تعينني على خدمة هذا الخائن العجوز المتصابي ؟ هل أفضح أمره أمام أبنائه كي ألتمس العذر منهم في عدم خدمتي لهذا الملعون ؟ أم ألقي به في إحدى دور المسنين ليلقى جزاءه ويتذوق مرارة الجحود ونكران الجميل ؟ تبكى قائلة : الانتقام يسيطر على عقلي وكل تصرفاتي وأخشى أن يدمر غضبي أسرتي بأكملها فيضيع أبنائي ومعهم أسرهم ، وهل أنا مطالبة بأن أكمل مشواري مع هذا الرجل ؟
سكتت الداعية دقائق ، ارتسمت خلالها على وجهها علامات الاشمئزاز والذهول ، ثم نطقت قائلة : الغدر له جزاؤه ، والكذب له جزاؤه ، والخيانة لها جزاؤها ، والانتقام له جزاؤه ، و العفو له جزاؤه ، وعليك يا أختي الاختيار .
بقلم / الكاتبة الصحفية سحر فوزى