التصنيف: سياسة واخبار (:::)
بقلم/ حسام الدجني – فلسطين المحتلة (:::)
قد يسأل البعض لماذا ترفض فصائل المقاومة المبادرة المصرية الصادرة يوم 14/7/2014م…؟ وقد يسأل آخر لماذا يقبل الرئيس محمود عباس وحركة فتح بالمبادرة المصرية..؟ وبين السؤالين يقول البعض لو قبلنا بالمبادرة المصرية ما تكبدنا مئات الشهداء والجرحى وآلاف المنازل المدمرة. قد يظن البعض من الوهلة الأولى أن صراع المحاور والأحلاف بالمنطقة ما بين مصر والسلطة الفلسطينية والإمارات والسعودية من جهة وقطر وتركيا وحركة حماس من جهة أخرى أحد أهم العوامل التي دفعت المقاومة الفلسطينية لرفض المبادرة المصرية، وقد يكون هذا العامل وجيهاً من جهة حركة حماس التي تنتمي لمحور قطر تركيا، ولكن لماذا رفضت حركة الجهاد الإسلامي والجبهتان الشعبية والديمقراطية وبعض الحالات العسكرية في قطاع غزة المبادرة…؟ وأضيف أن موافقة حركة حماس للذهاب للقاهرة ضمن الوفد الفلسطيني الموحد بعد أن قبلت مصر بإجراء تعديلات على المبادرة المصرية، والسماح بمناقشتها بعد أن كانت ترفض في البداية، يدلل أن سياسة المحاور لم تكن محددا رئيسا في صناعة القرار السياسي لدى حركة حماس على وجه الخصوص، وفصائل المقاومة بشكل عام. من خلال المتابعة الحثيثة لمجريات الحوار نستطيع ان نسجل ثابتا مهما في الوعي الجمعي الفلسطيني، ومحددا رئيسا في صناعة القرار الفلسطيني ألا وهو عدم تجاوز الدور المصري في القضايا المتعلقة بفلسطين. فمصر الدور والمكانة، التاريخ والحضارة، الجغرافيا الطبيعية والسياسية لا احد يستطيع تجاوز ذلك، والكل الوطني والإسلامي مع تعزيز هذا الدور في إنهاء العدوان وهناك فرق شاسع بين رفض المبادرة المصرية ورفض الدور المصري، فمن يرفض المبادرة المصرية لا يعني ذلك رفض الدور المصري، فمن يرفض المبادرة المصرية له العديد من المبررات المنطقية التي ربما لم تلتفت إليها القاهرة، وقد يكون الرئيس عباس وفتح تسرعت بقبولها كما هي، فالمبادرة المصرية تحدد في ديباجتها طبيعة الصراع بأنه عنف وعنف مضاد، وهذا تحول خطير في وصف الصراع من قبل مصر الدولة العربية الكبيرة ، والبند (أ) من المبادرة المصرية يتحدث عن وقف استهداف المدنيين، وهذا يطرح تساؤلاً: هل تسمح المبادرة باستهداف العسكريين…؟. وتفيد المبادرة المصرية بوقف الأعمال العدائية تحت الأرض، وهذا يعني أن أي عملية تهريب للسلاح من الخارج للداخل الفلسطيني تعتبر أعمالا عدائية وهذا يعني إنهاء لكل أعمال المقاومة المسلحة بعد فترة من الزمن. وأختم بمسألة رفع الحصار والذي قدم شعبنا آلاف الشهداء من أجل تحقيق هذا الهدف، فالمبادرة المصرية الصادرة يوم 14/7/2014م تشترط فتح المعابر بالاستقرار الأمني، وهذا يعيد لذاكرة المواطن الفلسطيني اتفاقية المعابر 2005، حيث كانت إسرائيل عندما تريد أن تعاقب شعبنا تقول إن هناك خطرا أمنيا وبذلك لا يحضر المراقبون الأوربيون ويغلق معبر رفح، وهو المعبر العربي الوحيد الذي يربط قطاع غزة مع العالم الخارجي. الخلاصة: رفضت جميع الفصائل المبادرة المصرية وفي نفس الوقت أجمعت كلها على أهمية الدور المصري، وعليه قامت مصر مشكورة بالموافقة على تعديل المبادرة، وإعادة فتحها بما يحقق تضحيات وتطلعات شعبنا، وخرجت العديد من الأوراق والمبادرات المعدلة والتي من المتوقع ان توافق الفصائل على ما توافقت عليه مع الجانب المصري.
Hossam555@hotmail.com