في ذكرى يوم الأرض

 
التصنيف : فلسطين (:::)

نايف عبوش   – العراق (:::)

يحيي الشعب الفلسطيني، ويستذكر معه الشعب العربي على طول ساحة الوطن العربي في 30 آذار من كل عام ذكرى يوم الأرض، الذي تعود أحداثه لآذار من العام 1976 ،يوم قامت السلطات الإسرائيلية بمصادرة آلاف الدونمات من الأراضي الفلسطينية،حيث عم اضراب عام ومسيرات من الجليل إلى النقب، وأندلعت مواجهات عنيفة يوم ذاك، أسفرت عن سقوط ستة شهداء فلسطينيين، وأُصيب، واعتقل المئات.
واذ يحيي الفلسطينيون الذكرى 38 لأحداث (يوم الأرض) الأليمة، فأنهم يستذكرون فيها مآسي التهجير منذ 66 عاما، في ظل استمرار مشاريع الإستيطان الإسرائيلية، وخطط ترحيل آلاف الفلسطينيين بذريعة استيلائهم على أراض تملكها إسرائيل.

ان التضحيات التي قدمها الشعب الفلسطيني البطل للوقوف بوجه هذا المخطط الصهيوني الخبيث، يأتي في اطار الصراع من اجل الهوية والوجود، حيث لا قيمة للفلسطيني بدون ارضه.لذلك فالمعركة مع المحتلين الصهاينة منذ بداية الصراع العربي الصهيوني بداية القرن الماضي تدور حول الأرض الفلسطينية التي احتلها الكياني الصهيوني، بالتواطؤ مع الغرب المستعمر عندما قامت حرب 1948،حيث أطلق عليها الفلسطينيون والعرب (النكبة)، لأنهم نُكِبوا بضياع الوطن حقا.وعندما انطلقت الثورة الفلسطينية المعاصرة كان عنوانها التحرير والعودة ،أي تحرير الارض وعودة اللاجئين لأرضهم التي هُجّروا منها،كما ان ما اطلق عليه عملية التسوية التي انطلقت من مدريد 1991 ،ثم أوسلو 1993 ،كان عنوانها (الأرض مقابل السلام)،مما يعني ان جوهر الصراع هو تحرير الارض المغتصبة.

وإذ نستحضر هذا التاريخ استذكارا للصراع والكفاح من أجل الأرض، حيث قدم الشعب الفلسطيني آلاف الشهداء والجرحى والأسرى، وخاض من اجلها حروبا متعددة داخل فلسطين وخارجها ، فإننا نستذكر ذكرى ذلك اليوم البطولي المجيد الذي قام فيه الفلسطينيون بانتفاضتهم البطولية ضد مصادرة إسرائيل لأراضيهم،وذلك لاستنفار الحس العربي الجماهيري الجمعي،واستنهاضه لمؤازرة الشعب الفلسطيني في كفاحه المشروع للحفاظ على الارض والهوية،رغم كل سوء الحال الذي يعاني منه الواقع العربي بعد تداعيات ما بات يعرف بالربيع العربي،وتحييد القدرات العربية في الصراع العربي الصهيوني بالكامل.ولاشك ان المطلوب اليوم دعم الفلسطينيين بكل السبل، وحمايتهم من كل اشكال  الابتزاز الصهيوني الأمريكي الغربي في المفاوضات  المستمرة منذ عشرين سنة، حتى لا يفسر الكيان الصهيوني وأمريكا، استمرار الفلسطينيين في المفاوضات مع استمرار الاستيطان الصهيوني، ومصادرة الاراضي الفلسطينية، اعترافا من الفلسطينيين بمنح رخصة لإسرائيل لتستوطن مزيدا من الأرض.