كلمات ل رئيس التحرير … رئيس التحرير :. ارهابي بشع – جولة مع المخابرات الامريكية بقلم : وليد رباح

كلمات ل رئيس التحرير

كلمات ل رئيس التحرير …

رئيس التحرير :. ارهابي بشع – جولة مع المخابرات الامريكية

بقلم : وليد رباح

هذه بعض صور حدثت لي مع جهاز مكتب التحقيقات الفيدرالي في سنوات مضت تعدت الثلاثين عاما .. وذلك بعد صدور جريدة صوت العروبة وبعد ان وضعت حرب العراق اوزارها .. وكان هذا الجهاز عاجزا عن كسب الكثير من العرب الى صفه .. فاتجه الى اللعب على الحبال لكي يجند اناسا من الجالية ربما كانوا ممن يلتصقون بها ويعطونه اخبارا صحيحة .. فكان ان اتجه الى صوت العروبة لتجنيد رئيس التحرير .

***

لا بد من الاعتراف ان من يهاجر الى الولايات المتحدة الامريكية ترهبه( في اوليات اقامته) صورة ال اف بي آي .. فالقمع الذي واجهه ابان اقامته في الوطن العربي تجعله يظن ان هذا الجهاز لا يختلف كثيرا عن اجهزة المخابرات العربية .. وغير خاف على احد ما ينتاب المواطن العربي من مشكلات عندما تضع المخابرات اصبعها على جرح المواطن .. فلا يفكر الا بالاعتقال والسجن والعذاب والتعذيب والتشريد والملاحقة .. ومن هنا فان الصورة في وعيه لا تختلف كثيرا .. انه يناضل ويجاهد للبعد عن هذا الجهاز الذي يمكن ان يعتقله او يرحله او يضطهده باختراع تهمة جاهزة له .. ومن هنا يكون الخوف .

بعد صدور صوت العروبة بثلاث سنوات أو اكثر قليلا .. فوجئت اثناء وجودي في مكتبي بهجوم مفاجىء من جهاز الاف بي آي .. مكون من ثلاثة افراد .. وعندما اطلعوني على هوياتهم جلسوا سويا لكي يفاجئوني انهم يريدون تفتيش المكتب .. فطلبت منهم ابراز ما يفيد انهم مكلفون بذلك .. ضحك احدهم وقال : لا داعي للشطارة .. لقد جئنا في مهمة مستعجلة .. قلت : عن ماذا تبحثون .. قال : عن سلاح .. وللمعلومية انت متهم بمحاولات ارهابية وقد جئنا للبحث عن السلاح الذي تخفيه ..  قلت مبتسما .. هل لديكم معلومات عما اريد فعله .. قال احدهم بما معناه .. بلاش فلسفة ..  لا تستعبط .. قلت : هل السلاح الذي تدعون وجوده موصوف لكم .. قال : انها بندقية بمنظار .. قلت : وهل يمكن ان اخبىء بندقية بمنظار طولها متران في مكتب .. نظر احدهم الى نظرة تعجب وقال : انت تتفلسف كثيرا .. وبدأوا التفتيش .

بدأوا بادراج المكتب فقلت لاحدهم .. هل تعتقد ان بندقية يمكن ان تختفي بدرج طوله ثلاثين سنتيمترا .. قال : لماذا لا تفككها مثلا وتضع في كل درج قطعة منها .. قلت له : معك حق في ذلك .

طبعا .. لم يعثروا على شىء مما جاءوا من اجله .. وجلس احدهم واسترخى على كرسي عريض وقال بعد ان سحب صورة من ركن في شنطته اليدوية .. هل تعرف هذا الرجل ؟ واخرج صورة كنت قد رأيتها عشرات المرات في مكتبي .. قلت : ان مكتبي يحوي ما يقرب من عشرة الاف صورة على هذه الشاكلة .. ان ملامحه عربية .. واعتقد انه اعلان او خبر لشخص ما او صورة اتتني لنشر شىء ما عنها .. لا اذكر ذلك .. قال : انت متهم بعمل جواز سفر امريكي مزور لهذا الرجل .. قلت : اذا كان هذا هو اعتقادك .. فاني سوف اعطيك الف صورة مما يحويه ارشيف الجريدة .. وبامكانك ان ( تلبس ) كل منهم تهمة كما ترغب .. ولكني اقول لك .. انني سوف اتصل بمحامي الجريدة ولسوف يتصرف معكم .. فانتم اما انكم تريدون ازعاجي .. او انكم تريدون تجنيدي .. الاولى فاني مستعد لذلك الازعاج لان ما هو نظيف لا يخاف من بقعة سوداء على قميصه .. فالبقعة حتما ستكون مفتعله .. انني لا اخاف هذه التهديدات وهذه التهم ..؟ لاني اعرف نفسي اكثر منكم .

قال احدهم  بشىء من التودد : اسمع .. لا داعي لاستدعاء المحامي او اخباره .. فنحن اصدقاء جئنا نستفسر عن الامر فقط .. قلت : هل وجدتم شيئا نتيجة التفتيش : قال لا .. قلت . ربما اردتم تفتيش بيتي ايضا .. قال : ليست لدينا اوامر بفعل ذلك .. قلت .. وليس ايضا لديكم اوامر بتفتيش مكتبي ..  وتابعت .. وحتى تطمئنوا فاني اجيز لكم ان تفتيشوا بيتي ايضا .. .. قال احدهم .. لا داعي لذلك .. قلت حتى تطمئن قلوبكم  فتظنون انني اخفي قنبلة ذرية في بيتي .. نظر بعضهم الى بعض وقال احدهم ضاحكا : حسنا لا بأس في ذلك .. واصطحبتهم بسيارة احدهم الى بيتي .. وهناك فتشوا البيت سريعا .. كانوا يعرفون انهم لن يجدوا شيئا واخيرا عادوا الى مكتبي .

قلت لهم : عندما عادوا وقد انبسطت اساريري وتبسطت في الحديث معهم وابتسامتي لا تفارقني .. اسمعوا .. انا اعرف المهمة التي قدمتم من أجلها .. فانتم تعرفون جيدا ان لا سلاح ولا تهم جاهزة ولا اغتيالات ولا يحزنون .. اريد ان اعرف الحقيقة : قال احدهم .. هل تعتبر نفسك ذكيا .. قلت : نعم مع اجهزة المخابرات فقط .. قال : اذن لماذا لا تفسر الامر كما تريد وتعفينا من الاجابة على السؤال .. فنحن عادة نسأل والناس تجيب .. قلت هذا اذا كانوا متهمين .. اما اذا كنتم لا تحملون شيئا ضدهم فمن حقي كمواطني امريكي ان استفسر وانتم تجيبون .. ضحك احدهم وقال : اذن تفضل .. قلت : انتم تريدون تجنيد اكبر عدد ممكن من ابناء الجالية العربية .. فلماذا ( لا تخيطوا بغير هذه المسلة ) وتتركوني وشأني .. فانتم تعرفون انكم لا تستطيعون توجيه اي تهمة ارهابية لي لانني ببساطة نظيف مما تدعون .

قال احدهم : انت تقول عن نفسك انك امريكي .. وقد اديت اليمين بانك سوف تخدم امريكا اذا طلب منك ذلك .. فلماذا لا تتعاون لخدمة امريكا .. قلت : امريكا على الرأس والعين .. ولكن كل اجهزتها مفتوحة لم يقتنع بها .. واني غير مقتنع بكم .. فكيف تريدني ان اعمل مع جهاز لا اقتنع به ولا اقتنع بتصرفاته .. قال : وما دليلك على ذلك .. قلت الدليل وجودكم في مكتبي في هذه الساعة من النهار .. فلو كنتم نظيفين ايها الساده .. وكانت تصرفاتكم مقبولة لما جئتم لتقولوا لي انني ارهابي يخفي سلاحا .. لماذا لا تدخلوا البيوت من ابوابها فتقرون انكم جئتم لتجنيدي .. وانا ابحث الموضوع في عقلي فان وافقت عليه فذلك جيد .. وان لم اوافق فذلك جيدا ايضا .. ان من حقي كمواطن ان ارفض او اوافق .. وليس من حقكم اطلاقا ان تقوموا بكل تلك الحركات والتخويف لكي تجبروني على ان اعمل معكم دون قناعه .

بعد لاي غادروا بعد ان سلموا علي بحراره .. وفي الوقت الذي غادروا فيه اتصلت بمحامي الجريدة الذي قال لي : ان لم يكونوا يحملون ما يفيد بزيارتهم لك فاطردهم من مكتبك .. قلت : لا استطيع .. قال لي المحامي ؟. لماذا ؟ قلت : لان عقدة الخوف ما زالت تتملكني من المخابرات العربية .. ضحك واغلق الهاتف .. في اليوم التالي جاءني احدهم وقد اظهر لي هويته من على الباب .. قلت له : ماذا تريد .. قال .. اريد ان اشرب فنجان قهوة معك .. قلت .. هناك مقهى مقابل مكتبي .. فامكانك ان تأخذ دولارا مني لدفع ثمن فنجان القهوة .. قال : لماذا انت حساس كثيرا ؟ قلت بعد ان وضعت يدي في جيبي واخرجت دولارا قائلا : اذا كنتم تريدون شرب القهوة على حسابي فهاك دولار .. اما اذا اردتم ان تكرروا الزيارة فاني سوف اقدم شكوى رسمية بواسطة محامي الجريدة لكي ارى ما انتم صانعون مستقبلا .. غادر الرجل مسرعا .. وعلى فمه ابتسامة بلهاء .