مرحبا ابناء هذه الامة – نشرت هذه الكلمات اكثر من مرة .. ولكن الطلب من القراء يجبرنا على النشر حسب طلباتهم التي فاقت 15 وربما اكثر .. ,, كنـــــــدرة مدير المخابـــــــــرات بقلم : وليد رباح

كنـــــــدرة مدير المخابـــــــــرات

بقلم : وليد رباح

نقلت وكالات الانباء طرافة لا تحدث الا في عالمنا الثالث .. فقد سرق حذاء مدير مخابرات دولة قيل انها عربية .. ابان صلاته يوم جمعه .. ويبدو ان اللص الذكي اخفاها في مكان لا يعرفه الجن الاحمر ..  حتى ولا الاخضر ..حيث فشلت اجهزة الامن بالاف رجالها من العثور على الكندرة ذات الاعتبار …. التي تؤثر على هيبة الدولة ..

فاولا .. قطعت كل اجهزة البث ارسالها والحزن والاسى مرتسم على وجوه المذيعين لكي تخبر الامة الاسلامية  والعربية والعالم .. بضياع الكندره .. مركزة على الحزن الذي بدا على وجه مدير المخابرات لضياع كندرته .. وفي سياق الكلمات قال مذيع المحطة الرئيسية ان ضياع الكندرة يعني ضياع الوطن .. فمن يسرق قرشا يستطيع سرقة المليون .. ومن سرق المليون يستطيع سرقة المليار .. ومن سرق الكندره .. يستطيع  سرقة ( البرنيطه ) وتلك سبة وشتيمة لقدرة رجال المخابرات على كشف العملاء والخونه .. وذلك مؤشر على أن سارق الكندرة عميل اجنبي اراد أن يثبت قدرته ومهارته وتلطيخ سمعة رجال المخابرات بالوحل ..

وثانيا ..  بما ان الكندره  أو صاحبها .. قاما سويا ومعا بالمشاركة في مطاردة الرجال الشرفاء بحجة او اخرى  فان ضياع الكندرة يعني ضياع اثر المقاتلين الشرفاء .. كما يمكن استخدامها كمقدمة لانتاج القنبلة القذرة .. ولا يستبعد ان تكون جزءا من انتاج اسلحة الدمار الشامل .

وثالثا .. قيل ( والله اعلم ) ان ثمن الكندره مدفوع من خزينة الدولة .. وسرقتها تعني سرقة اموال الدولة .. مما يجب  القبض على الجاني وايداعه السجن بتهمة سرقة اموال الدولة  وتبذيرها بل واخفاءها عن قصد وعمد .. وعقوبة ذلك الاعدام .

ورابعا .. توقفت عمليات البحث عن خونة الاوطان  وركزت اجهزة الامن بحثها عن الكندرة العتيده .. لاثبات قدرتهم ( في حال القبض عليها وسارقها ) ان عين الامن ساهره .. وان البحث عنها من الاولويات ..

وخامسا .. ارسل الجنرال  .. برقية تعزية لمدير المخابرات وعده فيها بان يجد الكندره .. والا استقال من منصبه .. وقد تلقى الزعيم  الجنرال الاف البرقيات تحثه على عدم الاستقالة .. لأن الامر يحتاج منه فقط .. ان يعلن مكافأة قدرها مليون دولار فتأتي الكندرة زحفا على نعلها ..

وسادسا .. تم اقالة عشرين من رجال الامن ممن كانوا يحرسون الكندرة باب الجامع .. وبعضهم دخل السجن بتهمة اشتراكهم او معرفتهم بمن سرقها .. وفي وقت لاحق تم اخلاء سبيل بعضهم واحتفظ بالبعض الاخر بعد ثبوت ( او لا  ثبوت ) التهمة عليهم .

وسابعا .. صدر بيان رسمي نشر في الجريدة الحكومية الرسمية .. يعلن تعطيل الدوائر الحكومية والمدارس  يوما في السنه .. وجعل ذلك اليوم يوم حزن ولطم تجتمع فيه النساء حلقات لتندب وتدق الصدور حزنا على ضياع  هيبة الحكومة ..

وثامنا .. صدرت تعليمات لرجال الامن أن لا يغامروا  اثناء القبض على الجاني فربما كان مسلحا .. وان يطلقوا العيارات النارية تحذيرا اولا .. فان لم يستجب للطلب  تطلق النار على رجليه لابقائه حيا .. للتحقيق معه.. اذ ربما كان جزءا من عصابة عميلة  ( للاجنبي) تهدف الى سرقة كندرة رئيس الجمهورية .. وتلك ( ان حصلت ) سبة وشتيمة في تاريخ المخابرات  .. وسوف يسجل التاريخ  ذلك اليوم موت (الديمقراطية) .

وتاسعا .. الوحيد الذي  فرح لسرقة الكندرة كانت زوجة مدير المخابرات .. فقد تخلصت من رائحة زوجها  عندما ( يأتي المساء ) وقررت ( بينها وبين نفسها طبعا ) ان تحث  نساء رجال الحكومة على سرقة كنادر ازواجهن .. ثم الصاق التهمة بالشرطة .. على اعتبار ان ( حاميها حراميها ) ..

وعاشرا .. قررت الحكومة  الامتناع عن التصويت في مجلس الامن حزنا على ضياع الكندره .. واعلن ناطق رسمي  ان ضلوع الاعداء  ( والكفار ) في سرقة الكندره .. دليل على ان موقف  الدولة مشرف تجاه القضايا الاسلامية ..

وحادي عشر .. التزاما من ( الدولة المنكوبة) بتعاونها مع امريكا في الحرب على الارهاب .. فقد اعتبرت كل سارقي الكنادر ارهابيين .. وطلبت في تعميم داخلي ان يلقى القبض على كل من يفكر في سرقة كندره .. حتى ولو كانت كندرة تابعة لافراد الشعب .. ومن اليقين انه لن يقبض على اولئك الارهابيين لان معظم الشعب حافي ولا ينتعل الا قدميه العاريتين ..

وثاني عشر .. بما ان الدولة العلية .. دولة ذرية .. وشعبها ( ميت من الجوع ) .. فقد صدر بيان رسمي من الدولة يفيد ان مكافأة العثور على الكندرة عشرة ارغفة .. وقطعة قماش (كشميرية)

بعد صدور تلك البيانات .. تم القبض على العديد من الكتاب والصحافيين  .. لأن احدهم كتب ان مهمة مدير المخابرات هي كشف اعداء الوطن وافشال خططهم في احتلاله .. وليست مهمتهم البحث عن كندرة يمكن استبدالها ببساطة .. الا ان المحكمة رفضت ان تخلي سبيلهم على اعتبار ان  كندرة مدير المخابرات ليست ككل الكنادر .. فهي رمز لقوة الحكومة .. وضياعها يعني ضياع الشرف الرسمي .. وتلك سبة في جبين  الدولة  ..والانسانية جمعاء . .. وحسبنا الله ونعم الوكيل .