حكايتان من الجالية : كتبها : وليد رباح

من الجالية العربية في امريكا .. تلقاها .. وكتبها : وليد رباح؛

الحكاية الاولى :

أدري من اين ابدأ ؟ فالمشكلة فوق طاقتي ويصعب حلها … فأنا امرأة عصامية اعتمدت على نفسي في هذه الحياة .. تزوجت من رجل خلته سوف يسعدني ، ونتيجة لكدي وتعبي فقد اشتريت بيتا سجلت فيه اسمينا سويا ، وظللت عشر سنوات أدفع من عرق جبيني لهذا البيت ، وزوجي يقبع في البيت لا يأبه لشيء الا لسكره وعربدته واقترافه المنكرات ..ونتيجة لهذا الزواج فلقد كانت الثمرة بنتان وولد واحد ، بلغ الولد الآن خمس عشرة سنة والبنت الكبرى ثلاثة عشر .. والاخيرة ستة اعوام .
وفي خلاف عائلي بيننا قام زوجي بمراجعة البنوك وحصل على قرض بنكي قيمته مائة وستين الف دولار على البيت دون علمي بعد ان زور توقيعي وقام بسرقة هذه النقود ورحل الى البلاد الى غير رجعة ، ووجدت نفسي بعد ذلك مع الاولاد في الشارع ، فقد استولى البنك على البيت بعد عدة اشهر ، ولم استسلم لهذا الامر ، فقد ذهبت الى البلاد ، وهناك رأيت زوجي وقد افتتح عملا يدر عليه ربحا وفيرا ، وعندما طالبته بالنقود أبى مما اضطرني لرفع قضية ضده ، ولكن تلك القضية كما ابلغني المحامي سوف تأخذ سنوات طويلة حتى تنجز اضافة الى ان القضاء يمكن ان يحكم لي أو لا ، وكلكم تعرفون القضاء في بلادنا ، عليك ان تنتظر سنوات لكي تحل مشكلتك .
ما هو مهم انني عدت ثانية الى امريكا اجر اذيال الخيبة ، فعملت في المهن الصعبة التي تدر علي شيئا من الربح ، عملت بائعة ، ثم عاملة في مقهى ، ثم في مركز للتسوق .. ثم سائقة لسيارة اجرة في مدينة نيويورك لكي اطعم اولادي وادفع اجرة شهرية للبيت الذي اسكنه معهم .
غير ان ذلك ليس بيت القصيد … فنتيجة لغياب الزوج وعدم وجود عائل يشرف على الاطفال فقد خرجت البنت الكبرى عن طاعتي ،فتأمركت بشكل مذهل .. لا أستطيع التحدث اليها الا وتنذرني انها سوف تتصل بالبوليس ، وما ان آمرها بعدم الذهاب الى خارج المنزل ليلا الا وتشتمني وتسمعني رديء الكلام ، حتى بت لا استطيع السيطرة عليها .
الولد الاكبر ارسلته الى البلاد لكي يعيش هناك مع اقاربي .. وارسل له مبلغا من المال لكي لا يتضايقوا من وجوده ، أما الصغرى فإن الدلائل كلها تشير الى انها سوف تخرج مثل اختها لأنها ترى ما تفعله ذات السنوات الثلاثة عشر بي … ولذا فإني اعيش في دوامة لا يستطيع احتمالها احد الا بمساعدة الله الكريم ..
ولقد زاد الطين بلة انني فصلت من عملي لكثرة تردادي على البيت للإشراف على الاطفال ، ولا اجد اليوم عملا اقتات منه وأدفع مصاريف الاطفال وايجار البيت الذي استأجرته حتى لقد كسر علي اربعة اشهر وصاحب البيت يهددني بأنه سوف يطردني ، ولقد لجأت الى الكثير من اهل الخير ، فكان المبلغ الذي احصل عليه لا يكاد سد الفتات
اخبروني بالله عليكم .. ماذا افعل ؟ قيل لي بأن المساجد يمكن ان تساعدني وأنا اعزف عن ذلك لأنني اشعر انني اشحذ ، ولقد ذهبت الى الولفير فخصصوا لي مبلغ مائة وخمسين دولارا في الشهر كــ ( فود ستامب) ولا يريدون اعطائي المزيد بحجة انني امتلك سيارة موديل حديث مما لا يجيزه القانون لمن يتقدمون لطلب المساعدة
اغيثوني قبل ان يضيع الاولاد .. بالله عليكم .

الحكاية الثانية :
مشكلتي يا سيدي صعبة وسهلة في وقت واحد ,.. ولكني اريد ان اعرضها على القراء لكي يرسلوا اليك ما يمكن ان ينير لي الطريق .
رحل زوجي عني بالموت قبل عشر سنوات تاركا لي ستة اطفال .. جهدت لكي اربيهم طيلة هذه السنوات الطويلة حتى تزوج ثلاثة منهم .. وبقي ثلاثة دون السن القانوني وقد بدأت المشكلات بالظهور عندما اصبح اكبر الصغار عمره سبعة عشر عاما حيث يغيب عن المنزل ساعات طويلة من ساعات الليل ولا يأتي الى البيت الا عند الساعة الثالثة أو الرابعة صباحا ..
وقد قيل لي انه في صحبة سوء مع اولاد يدخنون ويتعاملون مع المخدرات ، حاولت بكل جهدي ان اثنيه عن ذلك ، الا ان تعنيفي له قد جعله يغيب عن البيت لثلاثة ايام .. جهدت ان ابحث عنه حتى قيل لي انه ينام في بيت احد اصدقائه فذهبت اليه واعدته الى البيت ولقد احترت في امري ، فإن قسوت عليه وطلبت اليه ان لا يغيب حتى ساعات الصباح الاولى فإنه سوف يهرب الى بيوت اصدقائه ، وان تركته يفعل ما يريد فإني حتما سأفقده .. ولقد نصحته كثيرا ولكنه لا ينتبه لنصائحي .
ومن المصائب ان اخوته الصغار يحاولون مجاراته فيما يفعل فقد أخذوا يغيبون حتى الساعة الحادية عشرة والثانية عشرة منتصف الليل ، مع ان احدهم يبلغ من العمر خمسة عشرة عاما والثاني ثلاثة عشرة .. اني اخاف ان افقد اولادي بعد ان جهدت في تربيتهم ، ولكم ناشدتهم ان يذهبوا الى المساجد للصلاة والركون الى الهدوء ولكنهم لا يستجيبون لمطلبي خاصة وأن البيت يخلو من رجل يمكن ان يساعدهم على هذه الحياة
اخبروني ماذا أفعل ؟ ولكم من الله حسن الجزاء .