آراء حرة ….
عدنان الروسان – الاردن …
في ظل مائة عام من العيش في وطن يحكمه نظام سياسي ملكي وراثي قبل به الأردنيون فقط لأنه مدعوم بالشرعية الدينية أي ان الملك هو من سلالة رسول الله صلى الله عليه و سلم ، و هكذا وافق الأردنيون على الأقل كتبرير أمام أنفسهم و غيرهم لرضاهم بالنظام السياسي الذي امتد منذ الأمير عبدالله الأول في البدايات و حتى الملك عبد الله الثاني اليوم ، غير أن علينا أن لا نغفل موضوع الدور البريطاني في صياغة الوطن الأردني و في تنصيب الهاشميين زعماء لهذا الوطن و يمكن لمن يريد ان يرجع الى مراسلات الحسين مكماهون و الرسائل المتبادلة مع القيادات البريطانية و ما ورد في كتاب أعمدة الحكم السبعة للورنس العرب اضافة الى المعاهدة البريطانية الأردنية التي بها من الشروط ما يثقل حمله على الجبال الراسيات فقد كانت المعاهدة و ما تبعها و ما سبقها أيضا من وضع الأمير عبدالله من قبل تشيرتشل وزير المستعمرات البريطاني تحت التجربة و هذه سابقة في المعاهدات تجعل من الأردن وطنا ملحقا ببريطانيا في كل تصرفاته و أفعاله…
بكل الأحوال لن ندخل في التفاصيل لأنها موجودة و موثقة في كتب موجودة حتى في المكتبات الأردنية نفسها لكننا و نحن نتلفت حولنا اليوم نكاد نشعر ان الوطن الأردني ليس مستقلا و أننا مازلنا محكومين من المندوب السامي البريطاني او من الجنرال كلوب و هذا الكلام قد يعتبره البعض تهكما و قد يعتبره اخرون كلاما يحاسب القانون عليه و بالفعل فقانون العقوبات و قانون المطبوعات و النشر و قانون الجرائم الإلكترونية صارت سيوفا مسلطة على رقاب المواطنين و المفكرين و الكتاب و يجب ان لا تقول ما تعتقد بل ما يطرب أركان النظام و محفل الشر..ق الأعظم ، او الحكومة الخفية التي تدير البلاد و العباد في سواد الليل ، غير اننا ونحن نراقب نظام الحكم و نظام الإدارة نتعجب كيف تسير الأمور …
الملك دائم الأسفار و التنقل و لا يستقر عى حال ، فهو اما في بريطانيا او أمريكا و يشارك في كل دافوس و كل صن فالي و كل مؤتمر للسلام و يسافر لاستلام كل جائزة تهدى اليه في روما او الفاتيكان و كلها جوائز تفيد معطيها أكثر مما تفيد متلقيها ، و الملك يريد ان يزور البيت الأبيض و يتفنن الرئيس الأمريكي في اذلال الشعب الأردني فهو يبقي الملك منتظرا اسبوعا او اسبوعين في أمريكا قبل ان يستقبله لربع ساعة او نصف ساعة و كل اللقاءات لا تتمخض عن شيء الا كما يتمخض الجبل ، اردوغان مثلا حينما يزور دولة يرافقه على متن الطائرة مجموعة من الوزراء و الخبراء و يشاركون في اللقاءات و يوقعون الإتفاقات يوم أمس مثلا زار طهران فرافقه وزراء الخارجية مولود جاويش أوغلو، والدفاع خلوصي أكار، والداخلية سليمان صويلو، والخزانة والمالية نور الدين نباتي، والموارد الطبيعية والطاقة فاتح دونماز، والتجارة محمد موش، والصناعة والتكنولوجيا مصطفى ورانك، والشباب والرياضة طهرم قصب أوغلو و أردوغان على سبيل المثال لا الحصر ، و زيارة طهران على سبيل المثال ايضا ، من يأخذ الملك معه الى البيت الأبيض و عشرة داوننغ ستريت البريطانية و الإليزيه الفرنسية ، لا أحد وحده لا شريك له او معه ولي العهد ، طيب هل هكذا تدار الأمور …
الدولة يديرها الملك و يعين حكومتها الملك و مدير مخابراتها الملك و رئيس هيئة الأركان الملك و رئيس مجلس القضاء الأعلى الملك و مدير الدرك الملك و رئيس الحكومة الملك و رئيس الديوان الملكي الملك و اللقاءات الخارجية يقوم بها الملك و المعاهدات العسكرية و السياسية و الصلح و التطبيع و الغاز و الماء و الهواء الملك ….
طيب شو بسوي رئيس الحكومة … لماذا يعين رئيس الحكومة ما هي صلاحيات رئيس الحكومة ، جمع القمامة و التهريج و التصريحات الفارغة و تحمل أوزار الغير و تعيين الأقارب و الأصدقاء و نهب ما يمكن نهبه الا اذا كان شريفا و ليس مثل عبدالله النسور و علي ابو الراغب و عمر الرزاز و زيد الرفاعي و اله و صحبه أجمعين الى أخر منظومة الفساد أعضاء محفل الشر…ق الأعظم
الشرعية الوحيدة التي تدعم بقاء النظام السياسي و وجود الملك على رأس النظام السياسي الملكي الوراثي هي الشرعية الدينية ، و انتساب الملك و عائلته الى بيت النبوة ، طيب لماذا يقوم وزير الأوقاف بهدم دعائم الشرعية الدينية التي يستند اليها النظام و الحكومة واقفة تتفرج و لا يوقف الرئيس وزيره عما يقوم به من أعمال لهدم النظام السياسي و تدمير أعمدة الأمن المجتمعي و ذلك باغلاق دور تحفيظ القرءان الكريم و الإبقاء على الأندية الليلية و كراخانات الخواجات في شارع مكة و الشميساني و عبدون و الصويفية و مناطق أخرى كثيرة ، لماذا يستفز وزير الأوقاف المسلمين الأردنيين كل يوم جمعة بخطبه التي لا علاقة لها لا بالأوضاع السياسية و لا الأوضاع الاجتماعية و التي هي اقرب الى كلام مرسل و كثير من خطباء لا يجيدون اللغة العربية و لا يحفظون الأيات و الأحاديث و خطبهم مملة مكررة مرسلة لا فائدة فيها ترجى …
لماذا يذهب الملك بالدولة و الوطن الى حالة من التخبط فلا نحن دولة شرعية دينية و لا علمانية و لا ديمقراطية و لا برلمان نزيه و لا انتخابات نزيهة و لا اعلام رسمي حقيقي و نعيش على وقع المارشات العسكرية و أغاني و أهازيج تمجد الملك و تسرح بالشعب الجائع المقطع الأوصال و طبقة الفساد تتسع و نماذج وليد الكردي تتكاثر و الأجهزة الأمنية تشعر بالإحباط بين ما تراه من تخبط في السياسات و اوامر بتشديد القبضة الأمنية ، و الملك يتصرف وكأنه ليس سليل بيت النبوة كما يقال في أجهزته الإعلامية …بل كشيء مختلف تماما
الصور التي تتسرب من الصحافة الغربية للملك و الملكة ( و أرجو أن لا يتنطع بعض الجهلة و يقولون لا تتدخل في حياة الملك الشخصية ) يجب ان نتدخل في حياة الملك الشخصية حينما ينعكس ذلك سلبا على الوطن ، نحن العامة يحاسبنا الله على أعمالنا فقط أما الملك فسيحاسب على أعماله و عن أي ظلم يقع على اي مواطن و عن اي حق يسرق من مواطن و عن الشباب االذين ينتحرون من الفقر و الجوع و البطالة و عن الغارمات اللواتي في السجون و عن المتعثرين الفارين من وجه المرابين اللصوص و مؤسسات غسيل الأموال ، الملك سيحاسب عن كل شيء (لو عثرت بغلة في العراق لسألني الله تعالى عنها لِمَ لَمْ تمهد لها الطريق ياعمر ) فكيف بعشرة ملايين أردني يتعثرون كل يوم بالمطبات و الحفر و الشوارع و المجاري الخربة و الرادارات و كاميرات الجباية ، كيف سيجيب الملك حينما يسأله ملك الملوك عن كل هذا…الصور التي تتسرب و تدخل كل بيت أردني للملك و الملكة في شوارع باريس و كاليفورنيا و ايطاليا و لندن و غيرها من الأماكن و المهرجانات تحرجنا و لا نعرف كيف نبررها و نشرحها لأولادنا و احفادنا …هل هكذا يتصرف أحفاد الرسول صلى الله عليه و سلم ..!!
الشرعية الدينية للنظام تتهاوى و شيوخ السلطان من المرتزقة الذين يروجون أن القوانين الأردنية كتبها عمر ابن الخطاب لن تحمي الملك و لن تحمي شيوخ الفلل و السيارات و المزارع و النساء و الحسابات البنكية و جمعيات النهب و السرقة …
كتبنا لك كثيرا ايها الملك و انت لا بتقرا و لا بتهتم و نحن نواصل الكتابة رغم معرفتنا بأنك لست مهتما بالأردن الا كمزرعة تورثتها عن الوالد و بها شعب من العبيد يعملون و يكدون و يشقون كي تأخذ كل مافي جيوبهم لتسافر و تستمتع بحياتك …
ويل للخاصة من العامة حينما يزداد الظلم و لا يبقى شيء أخر سوى مالا تتوقعون …
[email protected]