آراء حرة …..
بقلم : عدنان الروسان – كاتب اردني ..
تتكرس القطيعة يوما بعد يوم بين الدولة و الشعب ، بين النظام السياسي القابض على كل مفاصل صنع القرار بدون اي استثناء و بين المواطنين الذين باتوا يشعرون كأنهم غرباء في وطنهم ، و هذه هي المرة الأولى في تاريخ الدولة الأردنية التي تصل فيها الأمور الى هذا المستوى من القطيعة بين النظام و ابناء الشعب ، كما أنها المرة الأولى التي ينظر بها المواطنون ، ليس ابناء العشائر فقط و لكن كل مكونات الشعب الأردني الى الملك نظرة سلبية جدا وصلت حد الشعور بالإحباط و اليأس و خيبة الأمل .
إن عزوف الملك عن التعامل مع الشعب و قياداته الحقيقية الساكتة خوفا من النظام أو خوفا عليه ، و اهمال الملك لأبناء العشائر الحقيقيين و المتاجرة بشيوخ العشائر ذوي ( العباءات الصينية ) حسب التعبير الشعبي الدارج أي الشيوخ المستأجرين من النظام و المفروضين على عشائرهم مما أدى الى انقسام العشائر و تشرذمها ، جزء مع النظام و الشيخ المزيف و جزء أخر مع الوطن و لكنه عاجز عن فعل اي شيء .
لقد باتت الدولة الأردنية تعيش على وقع الإشاعات و فبركة الأخبار Fake News لإلهاء الشعب بالحديث عن حالة تحرش جنسي في جامعة او جريمة قتل او انقلاب ينقلب الى فتنة ابطاله بعض بطانة الملك نفسه و بعض أقرب أهله ، و أشياء أخرى لا قيمة لها و تناسي الأوضاع المأساوية التي يعاني منها الناس على الصعيد الإقتصادي و الأخلاقي ، أن يعتبر وزير الأوقاف ان روضة الأطفال و ليس المدرسة أهم من تعليم القرءان للأطفال و هو يعرف المزاج العام للشعب الأردني بأنه مزاج اسلامي قوي ، و أن يعتبر القانون الوضعي و تعليمات وزارته او حكومته أهم مما ورد في القرءان الكريم ، و أن تخاطب امرأة نكرة الشعب الأردني على الهواء مباشرة و تقول انه شعب لا يستحي و شعب كندرة و أن يخاطب وزير أخر الشعب و يصفه بالحمير و بالزبالة و بالأمية و هو يسرق ملايين الدنانير من هذا الشعب الزبالة و أن يتطاول اخرون على الشعب بصفاقة و سماجة حتى أن التطاول بات سيد الموقف و لم يقف الملك مرة واحدة لينصف شعبه من السنة المتطاولين القبيحة ، إن اطالة اللسان نحو مسؤول او سياسي ايا كان مقامه شيء مهم الا ان التطاول على الشعب بات مسموحا حتى ان التطاول على الذات الإلهية صار أخف جرما و عقابا من التطاول على الذات الملكية …
سبحان الله …
لا يمكن ان نغض الطرف عن الضرر الذي وقع على الوطن الأردني و الشعب الأردني هذا الضرر من الصعب تقييم نتائجه و تداعياته بسهولة ، عشرات الأرواح أفضت الى ربها و مئات المصابين في المستشفيات بسبب حادث انفجار صحريج غاز قاتل في ميناء العقبة و يسافر الملك في اليوم التالي الى صن فالي في أمريكا لحضور مؤتمر لأصحاب المليارات دون أن يعلن الحداد يوما واحدا على القتلى و المصابين بينما يموت شخص واحد و يعلن الحداد عليه سبع ايام بلياليهن
أيها الملك و انت تصلي على رسول الله هل ما تقوم به مرتاح ضميرك له ، هل من العقل و المنطق ان يكون لتر البنزين في الأردن بدينار و أكثر و انت تعرف و نحن نعرف ان هذا سعر جائر و غبن واضح و يقوم بعض وزراءك فيدعون ان الدولة تخسر في المشتقات النفطية ، ذلك وزير كذاب ، لا يستحي من الله و لا يستحي من الناس ، هل من المنطق ان يموت الناس قهرا و جوعا و هما و بردا و غما و أنت تسافر من عاصمة الى عاصمة و من قارة الى قارة بحجج لم تعد مقنعة مؤتمرات صن فالي و دافوس و جوائز للسلام و المحبة و رحلات مكوكية الى كافة اقطار العالم و سباقات دراجات في البيرو و استجمام في كاليفورنيا و نحن هنا نتقلب على نار الفقر و البطالة و القهر ، يعني مافي نهاية لهذا الوضع المأساوي ، صارحونا حتى نعرف نوع الجحيم الذي تريدوننا ان نعيش فيه بقية اعمارنا و اعمار اولادنا…
انتم تدفعوننا دفعا للعمل السياسي الذي نرجو أن لا ينقلب الى غير ذلك و أكير منه ، أنتم تدفعون الناس للعصيان المدني او الثورة ، حكوماتك ايها الملك و مستشاريك و وزراءك و وزيراتك و شلة قطاع الطرق الذين يحتمون بك و يصفوننا بالزبالة و الحمرنة و اننا باردين وجه و ما بنستحي كل اولئك قد تفقع مع الشعب يوما و يذهبون لسحلهم في الشوارع ، الشعب الأردني مش حمير ذلك الوزير هو الحمار ابو النووي اللي شايف حاله و مش مصدق و بفكر حاله اينشتاين و تلك النكرة التي تشتم الشعب على الهواء الشعب الأردني احسن منك و من كل قرايبك اللي منهم مثلك يانكرة يللي ما بتخجلي على حالك بشتم الشعب الأردني و كثيرون من هزازي الرؤوس و الأذناب ، و ابناء المحفل ، محفل الشر ..ق الأعظم الذي يدير كل شيء ، نعرفهم و الشعب قادر على قلب كل موزاين المشهد و الوقت ينفذ…
قرفنا من دافوس و صن فالي و سفراتكم و لا نرى أي شيء مما تعدون به ، كلها أحاديث في الهواء ، وين اثنين و ستين مليار دولار ديون اين ذهبت و الهبات الأمريكية و الهبات الأخرى لا بد من التحقيق في هذه الديون هل هي ديون بغيضة و ديون فاسدة و تستحق المساءلة و تنوير دافعي الضرائب الأمريكيين و الأوروبيين بأن أموالهم تذهب الى الملاذات الآمنة و لا يستفيد منها الشعب الأردني ، يجب التواصل مع منظمات المجتمع المدني في الولايات المتحدة و اوروبا و التنسيق معهم في هذا الشأن و غيره … نحن سنقوم بذلك بكل تأكيد
نحن ماضون في تأسيس و اشهار المجلس الوطني للإنقاذ و لم يعد هناك مجال للسكوت على مايجري و اذا كان السجن او الموت ثمنا للدفاع عن وطننا فليكن ، لأن الغالبية العظمى لا تشعر أن الملك يدافع عن مصالحها ، الوطن ليس زيارات و شعارات و تهديد الشعب على لسان وزير الداخلية برفع الأسعار و ما حدا يفتح ثمه لا يا سيدي رايحين نفتح ثمنا و الأردنيون عصيون على الترهيب و التخويف و لا القوات المسلحة بتخوفنا لأنها لم تأسس لتخويفنا فهم ابناؤنا و اخواننا و لا الأجهزة الأمنية يخوفوننا فهم اردنيون و اذا كانت الأمور تسير وفق نهج المحفل فان ذلك لن يدوم …
أيها الملك و الله الذي لا اله غيره ان قضاة ، قضاة اردنيون صغارا و كبارا يشكون منك ، و الله ضباط مخابرات و يرتب عالية يشتكون منك في مجالسهم و يستنكرون ما يقومون به هم انفسم و لكنهم مكرهون ، و المعلمين لا يحبونكم و باقي الشعب الذي يستدين الخبز و يتسابق على حاويات الزبالة لا يحبونك ، و الأحاديث ملئت الدنيا باسرها عن فقرنا و غناكم و ذلنا و عزكم ، عن ابنائنا الذين لا يجدون عملا و ابنائكم الذين يرفلون بأثواب النعيم ، يعني اولادك أحسن من اولادنا ، يعني ابناءك و ابناء الفاسدين من الوزراء و الرؤساء خلقة الله و أولادنا خلقة ابليس ، و لا أولادكم اولاد تسعة و اولادنا اولاد سبعة أم أننا عبيد بالوراثة و انتم نبلاء بالوراثة ..
الناس في ضنك شديد و اللي بقولوا لك غير ذلك كذابون منافقون متشعبطون ، ببساطة رويبضة بمن فيهم رئيس حكومتك الذي سود وجهنا ياريتو ما كان من الشمال ليته كان وافدا كباسم عوض الله و لم يكن منا يا عيب الشوم عليك يا بشر ياحيف على الشرف و النسب …
ابناء الأردن سنصطف جميعا في المجلس الوطني للإنقاذ لإصلاح الوطن و انقاذ ما يمكن انقاذه و لا بد من أن تخافوا الله في الوطن فهو وديعة في رقابكم ” قَبْلِ أَن يَأْتِىَ يَوْمٌ لَّا بَيْعٌ فِيهِ وَلَا خُلَّةٌ وَلَا شَفَٰعَةٌ ۗ وَٱلْكَٰفِرُونَ هُمُ ٱلظَّٰلِمُونَ ”
الأردن بيع معظمه … لحقوا الباقي قبل أن تجدوا أنفسكم أنتم في سوق النخاسة الإسرائيلي …
و الله غالب على أمره و لكن أكثر الناس لا يعلمون …
[email protected]