جحا يعيد كتابة التاريخ –
قلم : وليد رباح : امريكا يا ويكا ..
تسأل المسلم ما امنيتك بعد هذا العمر فيجيب : اتمنى ان اصلي في الاقصى .. وتسأله لماذا : فيقول لك ، كي اختم حياتي بزيارة اولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين .. وتعيد سؤاله : ولكن الارض طهورا يمكن ان تصلي في اي مكان يسره الله لك فيقول : لكن الصلاة فيه بسبعين صلاة او أكثر ( كما قيل ) وتعيد السؤال كرة أخرى : الاقصى محتل فماذا فعلت لكي تسترده فيقول .. اخواننا في فلسطين يدافعون عنه ونحن ننجدهم بالمال والدعاء ..
تسكت .. ليس لانك عاجز عن الاسئلة والاجوبه .. ولكن لان اجابة المسلم ان كان مؤمنا او غير ذلك تدل على سذاجة وقلة عقل وحيله .. ومن ثم تسأل نفسك .. ماذا يفيد الدعاء ولم يهيىء له الداعي اسباب قبوله ..وما زال الدم ينزف من خاصرتي فتجيب نفسك : ماذا افعل وقد سدت في وجهي السبل ولا استطيع الوصول اليه لآن السور الذي بناه المسلمون بيني وبينه خاضعة لمزاج الحاكم .. ولكنك تعيد سؤالك .. ولكن ابا ذر رضي الله عنه يقول : عجبت للمسلم الذي لا يخرج شاهرا سيفه اذا حيل بينه وبين الطعام.. ( فكيف اذا ما حيل بينه وبين الاقصى) .. فما ردك ايتها النفس ؟ فتجيب نفسك في النهاية : انها ارادة الله .. الى هنا .. وكفى .
أول من تمنى الصلاة في الاقصى (قبل احتلاله) كان الحسين ابن علي الذي اقام ثورة ضد الاتراك العثمانيين وجلب لنا الانجليز لاستعمارنا .. فان لم يستطع فليدفن فيه .. وكان له ذلك اذ دفن في قبره ونام مطمئنا .. وثاني من طلب الى الله ذلك كان الملك عبد الله الاول ملك الاردن الذي جاء لاجئا من الحجاز ونصبه الانجليز ملكا على الاردن .. وقبل ان يصبح ملكا اتجه الى اهالي السلط لحمايته فطردوه فعاد الى معان يستنجد باهلها وانجدته (النخوة العربية) ومن ثم اغتيل على ابواب الاقصى ولا ادري ان كان داخلا للصلاة في الاقصى او خارجا منه..ذلك لانه تمنى الصلاة او صلى فيه ولكنه لم يهيىء الاسباب للدفاع عنه .. وكان الثالث الذي تمنى ذلك هو الملك فيصل ملك العربية السعودية الذي دفع ثمن (صلاته ) التي لم تتم رصاصات وجهت الى رأسه وصدره من قبل اقرب المقربين اليه .. واني لاعتقد ان الله ( هو الذي قتلهم ) جميعا لانهم لم يهيئوا الاسباب لامنياتهم التي تمنوها فاصبحوا اثرا بعد عين ..
الاول حفظ له التاريخ الذي لن يمحى ثورته ضد الاتراك ومراسلاته مع مكماهون الذي وعده ان يجعله ملكا على الحجاز ولكنه لم يف بوعده وضحك على ذقنه فمات في حسرته .. والثاني دفع حياته جزاءا وفاقا لما قام به من اتصال بالصهاينة والتنسيق معهم حتى قبل اقامة دولتهم فاخذ جزاءه .. والثالث تمنى الصلاة في الاقصى وعمره الله كي يرى ( موشي دايان ) وهو يزور الاقصى بعد الحرب ويعلن ضم القدس عاصمة ابدية لاسرائيل .. ولو كان دايان مسلما لصلى فيه مرتاحا .. ودعا الله فاستجاب لدعائه لانه هيأ الاسباب لكي يضيع الاقصى وتضيع القدس مع كل ما يجري لها من تهويد وتشريد لاهلها ومقدمات لهدم الاقصى دون ان تتحرك شعرة من ذقون من يدعون الاسلام ويديرون ظهورهم ويكتفون ببعض الفتات من نقود النفط والدخل ( هذا ان وصل الدعم) لتجري دماء المقادسة انهارا وتشرد عائلاتهم وتهدم دورهم وييتم اطفالهم ولا يسمعون غير النداء والدفاع .. النداء بان يبذلوا الجهد كي يظل الاقصى قائما على اسوأ تقدير .. والدفاع بان يدفعوا دماءهم ثمنا لما لا يمتلكونه اصلا ولكنه يخص المسلمين جميعا في مشارق الارض ومغاربها ..
الوحيد الذي صلى في القدس بحماية من جنود اسرائيل هو (السادات) ولقد دفع حياته ايضا ثمنا لذلك .. اوليست (لعنة القدس ) والاقصى تصيب من يتمنى الصلاة فيه او يصلي فيه من رؤوس المسلمين بحيث يتم قطاف رؤوسهم كما تقتطف حبة التفاح من فرعها .. او كما ينتزع ( المصران الاعور) من جنبات المريض الذين يضايقه قبل ان ينفجر ..ولقد حاول وزير خارجية مصر الاسبق ان يصلي فيه فاستقبله المقادسة بالاحذية . فعاد قبل صلاته مهموما محسورا يلعن اليوم الذي جاء به الى الاقصى !!!
ومن مفارقات القدر ان الابراج تبنى وتعلو علو السحاب في بعض بلدان العرب والمسلمين .. ومقابل كل برج يعلو .. يرتفع برج آخر يهودي في القدس .. ومقابل كل عمارة تبنى يهدم بيت للمقدسيين .. ومقابل كل ارض يسرقها امراء العرب من الناس في بلدانهم تسرق اسرائيل ارضا مقدسية وتبني عليها المتنزهات والعمارات التي يسكن فيها المستوطنون .. ومقابل كل مقبرة تزين ويرفه الميتون فيها في بلاد العرب والمسلمين تهدم اسرائيل اقدم واكبر مقبرة تاريخية في القدس تضم رفات الصحابة والتابعين والمجاهدين منذ الاسلام في بدايته وحتى وقت اعلانها مقبرة مندرسه .. ثم يقف المسلمون في اسفل ابراجهم يقرأون الفاتحة عل البرج ويتبركون بها كي يظل واقفا ولا تهدمه طائرة اسرائيلية في المستقبل .. اي رضوخ وخنوع وجبن هذا .. افبعد ذلك نقبل بالدعاء دون تهيئة الاسباب . ؟
يقف الامام في الصلاة ما بعد الركعة الاولى للدعاء فيستجيب المصلون بقولهم (آمين ) .. هل سأل الامام نفسه ماذا قدم للقدس غير دفاع العاجزين .. وهل سأل المصلون انفسهم انهم يدعون الله صبحا ومساء ان يحرر لهم الله الاقصى ولكنه لم يستجب لهم .. فاسرائيل ما تزال على تغولها .. والله لا يسمع ممن لا يهيئون الاسباب لذلك الدعاء .. فما بالنا لا نزال ندعو .. اليس حريا بنا ان نتوقف عن الدعاء ونبدأ العمل .. ام اننا نتمثل بجحا عندما قال له البعض ان حريقا نشب في الحي الذي تسكنه فقال : هل بيتنا سليم .. قالوا : بل بيتك من البيوت المحترقه .. فقال .. هل عيالي ( وزوجاتي ) بخير .. قالوا : ذهبوا كلهم .. قال .. الحمد له .. فما زلت سليما . ( وتصبحون على خازوق )