ورحل الشاعر الفلسطيني المحارب خالد أبو خالد – بقلم : شاكر فريد حسن

 

فضاءات عربية …..
كتب: شاكر فريد حسن – فلسطين المحتلة ..
رحل أمس الجمعة في اليوم الأخير من العام 2021، الشاعر الفلسطيني المناضل المحارب والمقاتل، فارس الثورة خالد أبو خالد، الآتي إلى الحياة في العام 1937 من سيلة الظهر، المقيم والمغادر في دمشق، بعد سيرة مضيئة ومسيرة زاخرة بالكفاح والإبداع الوطني السامق.
خالد أبو خالد من الشعراء الفلسطينيين الكبار الذين ابتعدوا عن الأضواء والشاشات وعاشوا حياة عادية مع أبناء المخيمات الفلسطينية، ومع المقاتلين في خنادقهم، حاملًا هموم الوطن والمقاومة والثورة ونهج التحرير، وأدى دورًا مهمًا في بناء قصيدته، التي استعاد فيها صور الأرض والقرى المهجرة والمخيم وصور المناضلين، والموروث الشعبي، وكتب شعره بلغة الناس العاديين، ولم يكن شاعرًا فلسطينيًا فحسب، وإنما شاعرًا عربيًا غنى وأنشد للأمة العربية بروح وخصائص فلسطينية.
وكان يرى أن “المثقف الحقيقي هو الذي يضيّع بوصلته ولا يغرق في التفاصيل، عندما يكون الوطن مستهدفًا علينا الاصطفاف تحت سقف لكي نقاتل، وكلٌّ يقاتل بأدواته”.
أبقى خالد أبو خالد وراءه مجاميع شعرية عديدة، وكان بيت الشعر الفلسطيني في رام اللـه أصدر أعماله الشعرية الكاملة في ثلاثة أجزاء وحملت عنوان “العوديسا الفلسطينية”، وضمت دواوينه: ” وسام على صدر المليشيا، الجدل في منتصف الليل، تغريبة خالد أبو خالد، قصائد منقوشة على مسلة الأشرفية، وشاهرًا سلاحي أخي، بيسان في الرماد، أغنية عربية إلى هانوي، أسميك بحرًا، دمي نخيل للنخيل، رمح لغرناطة، وديوان الشام، وفرس لكنعان الفتي”.
تميز بكتابة القصيدة الطويلة ذات النفس الملحمي، وانعكست تجربة المقاومة فيها واغنت قاموسه الشعري من جهة، ومن جهة أخرى أغنت رؤيته للواقع، كما أغنت محاولاته للوصول إلى الرؤيا فرأى ما هو بعد ذلك.
يقول الشاعر زكريا محمد: “خالد أبو خالد شاعر له شأن في المشهد الثقافي الفلسطيني، من جيل شعراء الثورة الفلسطينية الذين برزوا بعد العام 1967، وشعره ذو طبيعة مباشرة، وقصائده أقرب إلى النشيد”.
من شعره:
من هنا يا بلادي مرَّ الغزاة.
وراحوا..
ولم يبق منهم أحد..
في براري الشآم الوسيعة تحضر..أجناد حطين ..
والقدس بوصلة الذاهبين إلى مجدها..كبيارقهم ..
والسيوف مطعَّمة بالذهب..
يجيء الفرنجة.. نبقى.. وتبقى البلاد..
يجيء التتار.. ويبقى من الغزو
بعض الغبار..
وبعض العطب..
وقلب حبيبتي الآن مختصر في طبق..
فالعدو القديم يواصل أكل لحوم البشر..
بوفاة خالد أبو خالد تفقد الثورة الفلسطينية والحركة الثقافية الوطنية علمًا من أعلامها، ورمزًا من رموزها، وفارسَا من فرسانها، فله الرحمة وسيبقى خالدًا مخلدًا في الذاكرة الشعبية والتاريخ الوطني الفلسطيني.