هذه مقابل تلك وأكثر من سؤال – بقلم : بكر السباتين

آراء حرة …
بقلم : بكر السباتين …
دعوة سعودية لسحب الوصاية الهاشمية على  المقدسات الإسلامية في القدس..
وماذا عن تدويل مرافق الحج في السعودية!؟
الوفد السعودي في مؤتمر البرلمانيين العرب الذي عقد  مؤخراً في دورته الرابعة والعشرين في المغرب اعترض على الوصاية الأردنية  الهاشمية على المقدسات الإسلامية في القدس.
ويعبر هذا الرفض الذي قوبل باستهجان عربي كاسح عن رغبة استحواذية  للاستفراد بملف القدس وفق خطة مشبوهة من شأنها أن تهيئ لوصاية سعودية عليها، وذلك برغبة إسرائيلية معلنة قد تؤدي لو نجحت إلى ضياع القدس إلى الأبد في أشداق صفقة القرن.
وجاء هذا الرفض السعودي عقب  المشاركة الأردنية في مؤتمر  القدس الأخير  في تركيا الذي سخر أجندته لمناقشة قرار ترامب بعزمه على نقل السفارة الأمريكية إلى القدس المحتلة، حيث جاء المؤتمر  خلافاً للرؤية السعودية المكشوفة التي تذهب إلى أن هذا المؤتمر  ما هو إلا محاولة تركية لسحب بساط الزعامة السعودية للعالم الإسلامي السني، بينما الحقيقة تتجلى في أن هذه الرؤية العمياء لا ترى في القدس وفق الوقائع على الأرض؛ إلا مجرد عقبة كأداء جاءت لتقف أمام صفقة القرن التي ترمي إلى دمج الكيان الصهيوني في محيطه العربي ، ما يستلزم من الرافعة السعودبة لهذه الصفقة بالتمكين السعودي القانوني والمكاني لملف القدس؛ لأجل التخلص منه وعلى رؤوس الأشهاد..
هذا أمر خطير لا يسكت عنه، وعربدة سعودية بإيعاز صهيوني أخذت تخرب في الثوابت المتفق عليها دون رادع؛ الأمر الذي يستوجب من العالم الإسلامي وخاصة الفلسطينيين والأردنيين التصدي لهذه الخطوة بقوة وحزم، فلا بد من “فزاعة” تقابل الموقف السعودي المشبوه ولو من باب الإحراج، بل ويجب أن يأخذ الرد اتجاهاً موجعاً وصادماً يقوم على مطالبة العالم الإسلامي بتدويل مرافق الحج المتمثّلة بالحرمين الشريفين في مكة المكرمة المدنسة بأفكار بن سلمان “الحداثية!!!”، والمدينة المنورة  التي تتهددها  طموحات صهيونية عبرت عن فحواها الصحف الإسرائيلية مراراً وتكراراً، بالاستثمار الثقافي والديني في خَيْبَر داخل المدينة (يثرِب) ، ذلك المعقل التاريخي ليهود المدينة المنورة (بنو قينقاع وبنو قريضة،وبنو النضير) ، أليس من حقنا نحن أصحاب القدس التلويح بهذه الفزاعة! ولو من باب المقابلة بالمثل! وما ضير الأردن أن يتخلى عن اتفاقية “وادي عربا ” المهينة ليتمترس الأردن في خندق المواجهة! هذه أسئلة مشروعة إزاء ما يتعرض له الأردن من تهميش وإذلال!
خسيء بن سلمان ومن لف لفيفه من العربان، ممن يقفون وراءه، حيث أنيط  بهم تنفيذ مشروع المفكر الصهيوني برنارد لويس التفكيكي لوطننا العربي، ومن ثم  تحقيق المرحلة الأهم في صفقة القرن المتمثّلة بتصفية القضية الفلسطينية إلى الأبد وربما بقبول دولة الاحتلال الإسرائيلي ذات يوم كعضو كامل الحقوق في جامعة الدول العربية ويصبح هذا الكيان المسخ فيما بعد ضامناً لأمن الخليج في وجه إيران وحزب الله .”عجبي”