مصر : مولد وصاحبه غائب

الرابط : اراء حرة :
بقلم: د. وجيه الجوهري- الولايات المتحدة:
تناول الاعلام المصري والأجنبي أحداث الإتحادية ومحاصرة مرسي بسبب الدستور الجديد. تضارب في الأقوال والأفعال. مرسي هرب من الباب الخلفي قابله مرسي خرج من نفس باب الدخول في موعده المعتاد، بل وصا الأمر أن مرسي لم يذهب أصلًا إلى قصر الإتحادية.. المتظاهرون أزالوا الحواجز والأسلاك الشائكة.. الشرطة أزالت الحواجز والأسلاك الشائكة حتى لا يصاب أحد بضرر..وهكذا صراع الأضداد في مصر المحروسة التي قد يتغير أسمها بسبب حقد وأنانية أبناءها الى مصر المخروسة أو مصر الملهوسة أو مصر الملحوثة.
لا يعى أنصار البرادعي والصباحي وموسي خطورة تفعيل مظاهرات الإتحادية واللعب بدون حكم أو كارت أحمر، فمصر ليست “بلاي ستيشن” لتسلية هذا أو ذاك. الوضع يتشابه مع أيام مبارك الأخيرة مع الفارق الكبير أن مرسي أتى بقوة صندوق الإنتخابات! طبعًا سيقول أصحاب المليون ناخب- الصباحي وموسى- أو شفيق وأتباعه أو فلوله إنها كانت مزورة! أما البردعي ، فقد كان خارج نطاق الخدمة!
يجب أن نعطي فرصة للرئيس المنتخب أن يقوم بدورة ثم بعد ذلك نحاسبه.. ما يحدث في مصر الآن هو الهرج والمرج، وأخشى ما أخشاه أن تتحول مصر بين ليلة وضحاها الى ساحة معركة بين فلول الأمس واليوم والقوى الاسلامية. قد كان النموذج اللبناني هو مثال للطائفية في المنطقة، ثم حصل العراق بكل جدارة علي أوسكار الطائفية، والآن ينافسها على اللقب بشار سوريا. الوضع في مصر لن يكون طائفي ولكن أيدلوجي أي صراع أفكار معينة وليست بالضرورة دين معين أو طائفة معينة. البعض يتمناها حربًا طائفية، بل يغالون على الأقباط لإيجاد فرصة لزعزة أو ربما زغزغة الوضع في مصر لنصرة وإحياء أجندات معينة في المنطقة.
مرسي والإخوان يقولون أنا والطوفان أما الثلاثي المرح في التحرير يقولون أنا والإتحادية.. هذا الأمر يذكرني بمقولة مبارك أنا أو الفوضى!! متي يتعلم أصحاب السياسة في مصر أن يقولوا نحن.. أو مصر.. أو بلدنا!! حب الذات لن يختلف كثيرًا عن حب الزيت سواء كان ذلك زيت طعام أو البترول كما تترجم بالإنجليزية! مسيرة الثلاثاء ستواجهها مسيرة الأربعاء، ومظاهرات التحرير تواجهها مظاهرات النهضة . هل سيتقابل الطرفان في القلعة بمباركة محمد علي ويتم التخلص من المماليك؟ مكيدة قد تحاك بيد خفية من قبل محمد مرسي مبارك أو أحمد شفيق مبارك الغائب الحاضر، أو البرادعي ورفاقه في منظمة التحرير الدولية بجوار قهوة وادي النيل.
أخيرًا.. رشح المصريون مرسي رئيسًا شرفيًا بدون صلاحيات، فأطاح بالمجلس العسكري وأقتنص الفرصة تلو الأخرى ليبني إمبراطورية الأخوان كما بنى مبارك إمبراطورية الوطني ، وبدى يتودد إلى تركيا كي يقتبس النموذج التركي كما أقتبس نموذج الحزب الوطني أو الحزن الوطني من مؤسسه جمال ومحمد حسني مبارك الذي يتشابه كثيرًا مع محمد مرسي بدون مبارك. من الملاحظ أن جميع رؤساء مصر يحملون إسم محمد ماعدا جمال عبدالناصر.. لنتذكر جميعًا محمد نجيب، محمد حسني، ومحمد مرسي، ولا مانع من محمد جمال عبد الناصر.. تشابه في الأسماء وإختلاف في الأيدلوجيات. الشعب في حيرة من أمره فأصبح الوضع الراهن مولد وصاحبه غائب.. هو مين صاحبة؟!!
__________________________
welgohary@capellauniversity.edu