حروب النفط ! بعد انقلاب الحوثيين

سياسة واخبار (:::)
بقلم : رابح بوكريش – الجزائر (:::)
استراتيجية السعودية ، المتبعة في الحرب الي كانت دائرة بين النظام
اليمني والحوثيين ، منيت بانتكاسة كبرى اواخرها الاسبوع الماضي حين وضع
الحوثيون يدهم على السلطة وفرضهم لمجلس رئاسي. ويقال في الكواليس : أن
قدرة الحوثيين في السيطرة على مقاليد السلطة في اليمن بعد الخطوة الأخيرة
مرتبطة بعلاقاتهم بنظام الرئيس المخلوع علي عبد الله صالح، فضلا عن
التنسيق مع كل من المملكة العربية السعودية ومصر. ويقال ايضا أن أجهزة
أمريكية تزود الحوثيين بمعلومات نوعية، وتتعاون معهم عسكريا
واستخباراتيا، وأن واشنطن أعطت الضوء الأخضر لإيران، بشأن طبيعة وحجم
سيطرة الحوثيين، التي تعتبر حتى الآن محدودة . وثمة من يرى أن سقوط
اليمن، جاء بعد موجة من الخلافات والتهديدات بين السعودية وإيران حول
انعكاسات انخفاض أسعار النفط، وتعنت السعودية ضد إيران، خاصة وأن الرئيس
الإيراني حسن روحاني قد أكد في رسالة له قبل أسبوع أن الدول التي تقف
وراء انخفاض أسعار النفط العالمية ستندم على قرارها .
هذه التطورات تشكل التحدي الأول والأبرز للحكم الجديد في المملكة العربية
السعودية لجهة اعطاء المؤشرات لما ستكون عليه السياسة الخارجية للمملكة.
فحتى الآن بنيت كل التكهنات والتوقعات على واقع ان الحكم السعودي لن
يتدخل عسكريا لإعادة الرئيس الى منصبه . وهناك اعتقاد يسود الاوساط
السياسية في الرياض مفاده ان السعودية كانت على علم بتحركات الحوثي أي
انها ليست ضد الانقلاب ! وخلافا لما يعتقد هؤلاء فان المشكل الأساسي في
العلاقة المتوترة بين الرياض والحوثي تكمن في علاقة الحوثيين بالنظام
الايراني . والأكيد ان ايران ترغب في ان تكون في ذروة قوتها في اليمن ،
ذلك ان وجودها القوي في اليمن يعطيها قدرة على المقايضة اثناء  الملف
النووي . والحقيقة الواضحة تماما هي : أن ايران لا تريد ان يكون لها موقع
قوة في اليمن ، فقط ، وانما هي ، ايضا تريد ان يكون لها مركز قوة سياسي
في الخليج . ولذلك يجب ان لا يغيب عن الاذهان ان السعودية  لا تستطلع
مواجهة ايران عسكريا لذلك فهي تستعمل النفط  لضرب الاقتصاد الإيراني الذي
يعيش أسوأ حالاته؛ مما ينعكس سلبًا على المشاريع السياسية الإيرانية في
المنطقة العربية . وانطلاقا من ذلك فان ايران قد تضغط على السعودية من
خلال وجودها في اليمن للعمل على ارتفاع اسعار النفط . الحقيقة الواضحة
الثانية هي : أنه بعد فشل السعودية في احتواء ازمة اليمن عسكريا ؟ نقلت
الصراع الاقليمي مع طهران الي اسواق النفط العالمية ! ومن المنتظر ان
يعرف اسعار النفط تدهور كبير بسبب الصراع السعودي – الايراني في اليمن .