آراء حرة ….
بقلم : عدنان الروسان – الاردن …
كلما أوغلنا في التفكير كلمنا ازددنا هبلا ، و كلما أردنا أن نزداد علما جهلنا ، فما يدور حولنا غير قابل للفهم ، و يستعصي على العقل و يجعل الحليم حيرانا و الله العظيم يجعل الحليم حيرانا ، وفود خليجية تجيء و وفود تغادر ، و زعماء و شيوخ يأتون و يبتسمون في وجوهنا و يعدوننا مرة بالدخول في مجلس التعاون الخليجي و مرة بصندوق سيادي ، و مرة باستثمارات ليس لها مثيل في الأردن و مرة بالوقوف مع الأردن و مرة يعدوننا بالجنة ، و ينجلي الغبار لنرى إن كان تحتنا فرس أم حمار و إذا بنا في كل مرة نتعرض للكذب و لا ندري لماذا كل هذه الوعود التي لا تتحقق و الآمال التي تتبدد.
ليس مفهوما أبدا كيف تتبعثر الأموال ، أموال الأمة على دول الغرب المسيحي الصليبي المتحالف مع اليهودية العالمية ، الغرب الذي يلغي القدس من إسلامها و يهبها لليهود ، الغرب الذي يقصف المسلمين في كل مكان الغرب الذي يتم أكثر من مليوني طفل و شرد أكثر من عشرة ملايين مسلم من ديارهم ، الغرب الذي انقلب على أول دولة أرادت أن تتحرر من نير الاستعمار الغربي ، الغر الذي يسرق النفط و المال و الغاز و الفوسفات و البوتاس و الحديد و الذهب و يسرق كرامتنا نعها ، الغرب الذي يهتك أعراض حرائر العرب تتهفهف العبي المقصبة بالذهب لتذهب و تركع تحت أرجله و تعطيه كل ما في الصندوق كلما امتلأ بشيء من المال.
ما سر هذا العشق المجنون بترامب و ماي و ايفانكا و كوشنر اليهودي و نتنياهو و دحلان النصاب المحتال اللص الذي يسرق و يعيش على الخيانات و تدمير فلسطين و بيع شرف الأمة مع من يبيعون ، ما سر هذا العزوف عن مساعدة الأردن الذي دفع دما و عرقا و أرواحا من أجل استقرار دول النفط و اللهط ، دول الرمل و الملح ، دول الكذب و الدجل و السرقات التي لا تنتهي لمقدرات الأمة ، النفط ليس أملاكا خاصة لعائلة أو نظام أو شيخ ، النفط ملك الأمة و يجب أن يوزع على أبناء الأمة ، و أن يبقى الأردن يموت موتا بطيئا ليس منطقا .
الأردن لا يستجدي و لا يجب أن يستجدي ، الأردن حمى ممالك و محميات و ساعدكم حينما كنتم لا تفكون الحرف و لا تعرفون العد و لا يتمنن عليكم احد و لكنكم و الله العظيم تتصرفون بطريقة غير مألوفة و لا مفهومة ، ما هذا العشق للكفار الإرهابيون الصليبيون الذين يغزون بلاد العرب و المسلمين و ما هذا الكره للأردن و قطر و سوريا و اليمن ، ما كل هذا الحقد للشعوب العربية ، لماذا كل هذا الإغراق في الحقد غير المبرر ، لماذا تحبون أن تعيشوا بينما غيركم من أبناء جلدتكم يموت لماذا تريدون أن تدفعونا دفعا كي نتمنى زوال النعمة عنكم و نزول خسف الله بكم .
نخشى أن نتحدث عنكم بسوء لأن دولتنا تحاسبنا إذا جرحنا شعوركم المرهف ، أو إذا مسسناكم بسوء رغم أن غانية من غواني بني إسرائيل أشرف من كثير منكم ، فحينما وجدت كلبا يموت عطشا أسقته بينما انتم تقتلون الأردنيين و اليمنيين و تبعثرون الأموال على سيقان ايفانكا و بين يدي الخصي اليهودي كوشنر و أبناء و حرائر العرب يموتون جوعا.
” عروشكم أينعت و الله قاطفها ، بما بطرتم و كنتم للعدا حلفا
و هل هلاك القرى إلا بما اتخذت ، من الولاة عليها المترف الخرفا
لا بارك الله في نفط يقربكم ، زلفى لكل عتل خلفكم وقفا
يا سادة النفط ما أنتم سوى خدم ، عليه للرائح الغادي و ما غرفا
إذا أتى ترامب في جمع الخراج غدا ، فلتحمدوا الله إن ابقى لكم علفا”
لقد تعبنا منكم و تعبنا من نزقكم و جهلكم و غروركم و تفاهة تفكيركم ، و تعبنا من صبرنا عليكم ، فالنفط ليس نفطكم ، و الأيام دول و الأرض تدور و حينما تحين ساعة الخسف بكم فسوف يكون لنا موقف آخر.