كلمة رئيس التحرير ….
بقلم : وليد رباح – نيوجرسي ….
في مراحل النضال المختلفة .. يبرز متسلقون ولصوصا بحجة المشاركة في النضال .. تنطبع على جباههم الحماسة عندما يخطبون .. وتتورم خدودهم وتصبح حمراء فاقعة عندما يذكرون اسم الوطن .. في اجتماعات الناس يتصدرون الصفوف .. يصرخون باعلى اصواتهم اننا حماة الوطن .. يتبوأون المناصب دون ان يعينهم فيها احد .. يصرخون بملء افواههم انهم صرفوا كل ما في جيوبهم من اجل النضال والكفاح .. ثم من بعد ان يبقى النضال اسما فقط يتبرأون او يبتعدون عن ما هم فيه من وطنية زائفة .. لتراهم بعد لأي وقد بنوا العمارات والفنادق واقتنوا افخم السيارات وباتوا في نعيم بعد ان كانوا لا يمتلكون من المال قبل الثورات ما يكفي لمئونتهم .. ومؤونة اطفالهم وذراريهم .. فمن اين لهم ذلك ..
وحتى لا يظن القارىء انني اعني اناسا بعينهم تخصهم فلسطين وحدها .. فان ذلك ينسحب على كل الثورات التي كانت تقوم في القرن الماضي او هذا القرن سواء كانت في مناطقنا او مناطق هذا العالم حيث يقوم الغيورون على مصالح الوطن بالموت في سبيله .. اما هم .. فيغتنون بعد ان لهفوا من الاموال ما يمكن ان يعيشوا هم وذراريهم عيشة رخية .. والنتيجة في كل ذلك .. ليس هنالك من يحاسب .. لآن الاموال التي تجبى توزع بين اللصوص ان كانوا متفقين .. وان كانوا غير ذلك .. فانهم يخفون ما اكتنزوه من اموال ويدعون الفقر والفاقة حتى يحين موعد موت قضاياهم فيبرزون من (قبورهم) المؤقتة ليقولوا انهم جمعوا ثرواتهم من عرق جبينهم ..
ينفلش اولئك في زمن النضال على رقعة الارض في هذا العالم .. تراهم مثل الدود يمخرون عباب النضال والكفاح .. ويظن من يراهم او يستمع اليهم انهم لا يجدون اللقمة اثناء اغتنام فرصهم .. اما بعد غناهم فانهم حسب آرائهم قد جمعوا القرش فوق الاخر لكي يصبحوا من الاغنياء .. انه الجهد الذي يضحكنا عندما نفكر في اموال منظمة التحرير الفلسطينية التي كانت فيما مضى اكداسا من الثروات التي ان عددتها لا تحصيها عددا .. ملايين الملايين وقد تصل الى المليارات ضاعت واختفت .. وفي النتيجة .. اناس ماتوا او استشهدوا في سبيل القضية .. وآخرون عاشوا وما زالوا يعيشون في نعيم اللصوصية .. وينسحب ذلك على اولئك الذين كانوا في ارض الكفاح والنضال .. ومن كان منهم في المنفى يجمع النقود بحجة ارسالها لمصادرها .. ولا يصل من (اللحية غير بعض شعيرات منها ) اما الباقي فهي في بطونهم نارا تكويهم دون ان يحسوا بذلك الكي لانهم ببساطة لصوصا .
ولا انكر ان هناك من كانوا شرفاء في زحمة النضال .. فقد كانوا اصحاب اعمال ناجحة في منفاهم او على ارض النضال .. اولئك لا نعنيهم في هذه الكلمه .. وليست هذه الكلمة نفاقا لهم .. ولكنها الحقيقة التي يجب علينا ان نقولها دون أن نجرح ايا منهم .. فقد كانوا يبذلون جهودهم المضنية في سبيل ان يرسلوا للوطن ولمنظمتهم وخدماتها ما يجب ان يرسلوه دون ان نذكر اسماء بعينها .. فهم معروفون للعامة والخاصة .. انهم اولئك الذين نذروا انفسهم لوطنهم دون منة اونفع .. خاصة واننا في هذه العجالة لا نذكر اسماء عندما نكتب .. واخص بالذكر اولئك المتبرعون الذين كانوا يدفعون عن طيب خاطر وبصمت .. ولكنني اعني اولئك الذين كانوا يدفعون دون ان تكون لهم مناصب مرئية .. وليس الجباة بالتحديد .
ان الاموال التي نهبت ليست في المهجر فحسب .. بل ان من كانوا يتلقون النقود في اوكارهم في عمان وسوريا وبيروت وفي مكاتب المنظمة المنفلشة في هذا العالم على امتداده .. وظهروا للوجود بعد اتفاقية اوسلو اللعينة .. اصبحوا علما وغدوا في مناصب مهمة ولم يزالوا يقودون بحجة انهم من المناضلين القدامى .. واقول صادقا .. بل ما زالوا هم اللصوص الذين خبرناهم قبل اوسلو وبعدها .
ان المحاسبة يجب ان تكون في الحسبان .. ولا ننزه احدا ممن يقبعون على قمة الهرم عندما ظهرت ثرواتهم وهي تغطي عين الشمس .. ولا بأس من ان تفتح ( الدفاتر) للمحاسبة .. وان تشكل لجان ممن يوثق بضمائرهم للبحث والتحري والنبش فيمن كان صفرا فاصبح رقما .. لاننا نعلم انها النفس البشرية التي تخفي في نفوسها ان يجمعوا الثروة حتى ولو كانت على حساب دماء الشهداء .. ولا يلقون بالا للاموال المنهوبة التي تسري في بطونهم نارا يحاسبون عليها يوم لا تنفع النقود ولا المناصب .. ولله في خلقه شئون .