ومع النزع الأخير يصحو الضمير..ولكن هيهات..؟؟!! بقلم : طلال قديح

اراء حرة ….
بقلم : طلال قديح ….
هكذا عودنا ساسة الغرب وهذا ما عرفناه عنهم في كل العهود وإن تغيرت المسميات وتنوعت الشخصيات، فكلهم يناصبنا العداء ويناصر ضدنا الأعداء ولو كان الحق واضحا وضوح الشمس في رابعة النهار. لامجال للعدل والإنصاف بل نثر بذور الفتنة والخلاف لتبقى الأمور معلقة تلعب بها كما يحلو لها الرياح.
أمر حير العقول وعقّد الحلول لا لشيء إلا ليظل العرب حيارى مغيبين عن البناء والإعمار والعيش بطمأنينة وسلام، وتكال ضدهم تهم لا تعد ولا تحصى، هدفها تأليب المجتمع الدولي ضدهم، وحجب الرؤية الواضحة عن العيون ، وطمس معالمها في نظر العقلاء و بصيرة الحكماء.
إن ما سمعناه أخيراً من كيري وزير الخارجية الأمريكي ، يمثل صحوة حلاوة الروح بعد أن أدرك أنه مفارق منصبه ، ولم تعد هناك ضغوطات من ذوي المصالح ، والكل أدار له ظهره وكأنه لا يعرفه على الإطلاق.
أين كان الضمير طوال فترتي رئاسة أوباما؟ لا شك كان غارقا في غياهب المصالح والضغوطات بعيدا عن الحق والعدالة، والسلم العالمي المنشود.
سياسة خرقاء مبنية على مصالح آنية وأنانية شعارها: أنا ومن بعدي الطوفان..؟؟!!
لا شك أن موقف أوباما وكيري هو من باب رفع العتب ليس إلا!! وتجميل الصورة القبيحة!!، لكن  هيهات هيهات ..لا ولن تتغير الصورة، لأن العالم الحر رآها على حقيقتها بلا ألوان أو رتوش..!!
ومما يؤسف له، ويملأ  النفس أسى وألما، أن تنطلي هذه المواقف على البعض، ويحاول مجاراة ومداراة  أهلها في العيش بها آمنين مطمئنين بعيدا عن سياسة القتل والتدمير والتهجير التي يمارسها الغاصبون.
آن الأوان أن يقول المجتمع الدولي كلمته، وأن يقف بصلابة إلى جانب الحق فيرفع الحيف والظلم ليتحقق السلام في أرض السلام، مهد الديانات وأرض الرسالات كما كانت في كل العهود، واحة  أمن وطمأنينة ووئام.
وحق للعالم الحر أن يتساءل بحرقة وألم: أين كان كيري ومعه الغرب كله ليستيقظ الضمير بعد طول سبات ، فيصرح تصريحات لم يعد قادرا عل تنفيذها لأنه أصبح بلا سلطان أو صولجان.، وهذا ما يؤكد ما كان يعانيه من ضغوطات من كل الجهات.
وهنا علينا نحن العرب أن نظل أكثر حذرا وأشد يقظة، فلا تغرنا الابتسامات الصفراء ، والمجاملات الرعناء، ممن يدعون أنهم لنا أصدقاء، وهم في الحقيقة يدسون لنا السم في العسل فدفعنا الثمن غاليا من حياة أبنائنا واستقرارنا لنظل ندور في حلقة مفرغة لا تخدم إلا الأعداء..
وكم كنا نتمنى أن تمارس الولايات المتحدة الأمريكية دورها – كدولة عظمى- بحياد وإنصاف ، خدمة للأمن والسلم والعدل الدولي ، بعيدا عن الجور والظلم.
يا عرب، كفى..كفى، فالوقت يمضي بسرعة، ولا مجال للخلافات،  فما يجمعنا أضعاف أضعاف ما يفرقنا، تذكروا دائما أنكم أمة الأمجاد وسليلو جيل عظيم من الآباء والأجداد  نفخر بهم- ومعنا العالم كله- لإسهاماتهم الخالدة في خدمة البشرية حضارة وعلما.
آن الأوان أن نستفيد من الأخطاء، وألا نخلط بين الأصدقاء والأعداء، وأن  نعزز اللحمة مع الأشقاء لنعيش أحرارا طلقاء في صفاء وهناء.
ومع إطلالة العام الجديد، ندعو الله سبحانه وتعالى، أن يجعله عاما سعيدا مباركا، يلتئم فيه الشمل ويعود الحق إلى نصابة، وأن ينتفي ويتلاشى الخلاف في عالمنا العربي الكبير ليبقى عصيا عل الأعداء، و يظل حرا شامخا عزيزا يفخر به الأهل و الأصدقاء، صباح مساء، في الشدة والرخاء.                                                    *