أبو نؤاس بتمامه : مدحه للرشيد ، علاقته بالأمين ، وفاته (4) و (5) بقلم : كريم مرزة الاسدي

فن وثقافة ….
بقلم : كريم مرزة الأسدي ….
12 – مقدمة لما قبل الهجرة إلى مصر ومديحه :
لم يشر لنا الديوان على أن أبا نؤاس مدح الرشيد منذ قدومه بغداد حتى نكبة البرامكمة في سنة 187 هـ، وإنما حصر مدحه بالبرامكة أولياء نعمته ، ومن خطل التفكير ، وقصر الرؤية ، وعدم البصيرة أن نردد الأقاويل والرويات المنحولة التي تربط بقوة وشائج علاقة ظرافة وطرافة بين الرشيد الصارم الشديد والنؤاسي المتهتك الخليع ، وذكر أبو نواس هذا المدح المنحصر بآل برمك ، ونعني  يحيى وولديه، في رواية ينقلها أبو هفان في ( أخبار أبي نواس ) ،  ” قال  أبو هفان: دخل أبو نوّاس على يحيى بن خالد فقال له يحيى أنشدني بعض ما قلت، فأنشده :
إني أنا الرجل الحكيم بطبعه  ***  ويزيد في عامي حكاية من حكى
أتتبع الظرفاء أكتب عنهمو  ***** كيمــا أحدث من أحب فيضحكا
فقال يحيى إن زندك ليرى بأول قدحة فقال أبو نواس في معنى قول يحيى ارتجالا:
أما وزند أبي عليٍ إنّه  *** **زند إذا استوريت سهّل قدحكا
إن الإله لعلمه بعباده  ***** قد صاغ جدك للسماح ومزحكا
تأبى الصنائع همتي وقريحتي*** من أهلها وتعاف إلا مدحكا ” (27)
لا يمكن للشاعر أن يتجرأ بقول مثل هذا البيت الأخير ، لو كان مدح الخليفة ، هذه زلّة كبيرة ، لا يمكن أن  يغفرها الرشيد ، لو كان قد مدحه من قبل  ، ولا هذا اليحيى البرمكي ، كان سيقبلها  واضعا نفسه فوق مقام الخلافة ، وكان للشعر دور كبير في المجتمع ، وللقصر الخلاقي عيون وعيون ، شغلهم الشاغل مثل هذه الهنات .
نعم كما ذكرنا سالفا عندما هاجر أبو نؤاس البصرة ، وأقام في بغداد سنة 179 هـ ، لم يستطع الوصول إلى قصر الخلافة ، لذلك لم يمدح الخليفة حتى نكبة البرامكة (187 هـ) سوى مرّة واحدة ، أراد أن يرفع من شأن الفضل بن الربيع ( وقيل ابن يحيى) ، فخاطب الرشيد قائلاً :
أنت على ما بك من قدرةٍ*** فلست مثل الفضل بالواجد
ليس على الله بمستكثرٍ ***  أن يجمع العــــالم في واحدِ
طبعاً البيت الأخير ، يقصد فيه الشاعر الرشيد ، ولكن الهدف الأساسي الدفاع عن (الفضل) المفضل مادياً ورعاية لديه  !!
مهما يكن من أمر تنعّم النؤاسي في فسطاط مصر ، ونال ما نال من هبات وجوائز ، ورجع غانماً سالماً إلى بغداد ، والبرامكة أسياد نعمته السابقة ، قد نكبهم الرشيد ، وأصبح الخليفة مستبداً مرهوباً
ويروى أنّ   مغنيه غنّت قصيدة لعمربن ابي ربيعة أمام هارون بإيعاز من حاقدين على البرامكة  ، مطلعها :
ليــت هنــدا أنجزتنــا مـا تعـد **** وشـــفت أنفســنا ممــا تجــد
واســــتبدت مـــرة واحـــدة ***** إنمــا العــاجز مــن لا يســتبد
فلما سمعها الرشيد وعى الرسالة ،  واخذ يرددها متوعداً حتى نكبهم ، فالرجل الرشيد أصبح هو الأول والأخير لمهام الخلافة ، وإصدار قراراتها ، ووزيره الفضل بن الربيع يساعده ، وأخذ هذا الربيع يحاول التقريب بين الشاعر الماجن الشهير ، والخليفة الحاج الغازي الخطير، سنأتي عليها بعد هذه الرواية العجيبة الغريبة.
13 – رواية  للعاصمي عن أبي نؤاس والرشيد من نسج خيال ألف ليلة وليلة :
يروي العاصمي في (سمط نجومه) :
أدخل الفضل بن يحيى أبا نواس إلى عند الرشيد،فقال له الرشيد: أنت القائل: من مجزوء الرمل :
عتقت في الدن حتى ***هي في رقة ديني
أحسبك زنديقا. قال: يا أمير المؤمنين، قد قلت ما يشهد لي بخلاف ذلك، قال: وما هو؟ فقال: من السريع :
أية نـــار قدح القادح *** **  وأي جد بلغ المازح؟
لله در الشيب من واعظ *** وناصح لو قبل الناصح
فاغد فما في الحق أغلوطة ** ورح لما أنت له رائح
من يتق الله فذاك الذي****سيق إليه المتجر الرابـح
لا يختلي الحوراء من خدرها**إلا امرؤ ميزانه راجح
فاسم بعينيك إلى نسوة ****مهورهن العمل الصـالح
فقال الرشيد: لا أعتبر بهذا الكلام، يا غلام، اضرب عنقه، فقال أبو نواس: يا أمير المؤمنين، أتقتلني شهوة لقتلي؟ قال: بل استحقاقا، قال: فإن الله تعالى يحاسب، ثم يعفو أو يعاقب؛ فبماذا استحققت عند أمير المؤمنين القتل؟! قال بقولك: من الطويل :
ألا فاسقني خمرا وقل لي هي الخمر**** ولا تسقني سرا إذا أمكن الجهر
قال: يا أمير المؤمنين، فهل علمت أنه سقاني أو شربت؟! قال: أظن، قال: أفتقتلني على الظن، وبعض الظن إثم؟ قال: وقد قلت – أيضا – ما تستحق به القتل غير هذا، قال: وما هو؟! قال: قولك في التعطيل: من الكامل :
ما جاءنا أحد يخبر أنه  *** في جنة من مات أو في نار
قال: أفجاء أحد يا أمير المؤمنين؟! قال: لا، قال: أفتقتلني على الصدق؟! قال: أو لست القائل: من البسيط :
يا أحمد المرتجى في كل نائبة  ***  قم سيدي نعص جبار السموات
قال أبو نواس: أفقام أحمد يا أمير المؤمنين، وصار القول فعلا. قال: لا أعلم، قال: أفتقتلني على ما لا تعلم؟! قال: فدع هذا كله، قد اعترفت في مواضع كثيرة من شعرك بما يوجب عليك القتل، قال: قد علم الله تعالى هذا من قبل علم أمير المؤمنين، فأخبر عني أني أقول ما لا أفعل؛ يشير إلى الآية في الشعراء: ” وأنهم يقولون ما لا يفعلون ” ” الشعراء: 226 ” ، فقال الفضل: يا سيدي؛ إنه ليؤمن بالبعث، وإنه يحمله المجون على ذكر ما لم يعتقده
ثم إن أبا نواس أنشد الخليفة يقول مدحا: من الطويل :
لقد طال في رسم الديار بكائي  *** وقد طال تردادي بها وعنائي
كأني مريـــــــع في الديار طريدة  ***  أراها أمامي مرة وورائي
فلما بدا لي اليأس عديت ناقتي … عن الدار واستولى علي عزائي
إلى بيت حان لا تهر كلابـــــه  *****علي ولا ينكرن طول ثوائي
وكأس كمصباح السماء شربتها  ***** على قبلة أو موعد بلقاء
أتت دونها الأيام حتى كأنها  *****  تساقط نورا من فتوق سماء
ترى ضوءها من ظاهر البيت ساطعا *** عليك ولو غطيته بغطاء
تبارك من ساس الأمور بقدرة **** وفضل هـــارونا على الخلفاء
نراك بخير ما انطوينا على التقى *** وما ساس دنيانا أبو الأمناء
إمام يخاف الله حتى كــــــأنه ***** يؤمل رؤيــــــاه صباح مساء
أشم طوال الساعدين كأنمـــــــا **** ينـــــــــاط نجادا سيفه بلواء
قال: فخلع عليه الرشيد، ووصله بعشرة آلاف درهم، والفضل بمثلها، فنظر إلى جارية تختلف كأنها لؤلؤة، فقال: يا أمير المؤمنين، أنا ميت في ليلتي هذه، فإذا مت، فمر أن أدفن في بطن هذه الجارية، فقال له الرشيدة خذها لا بارك الله لك فيها…(28)
نكتفي بهذا مما أورده العصامي ، جزماً هذه الرواية موضوعة على غرار قصص ألف ليلة وليلة ، لا يعقلها عاقل أن يطيل خليفة مثل هارون الرشيد الحاج الغاز مع شاعر ماجن على المكشوف ، ويدور مع الشاعر أنّى دار لإلقاء الحجة عليه ، ومن يصدق أن أبا نؤاس  – وهو الشاعر المتهتك – أن يلاسن الخليفة ، ويحاججه ، ويفحمه ، ويتدخل الفضل لحسم الموضوع ، ويخرج الشاعر قصيدته ، ويمدح الرشيد ، وتنقلب الأمور بالتمام ، فمن عقوبة قطع الرأس حتى الجائزة السنية ، ومعها جارية كالشمس ، ثم القصيدة الهمزية التي مدح بها الرشيد ، نظمها الشاعر بعد نكبة البرامكة ، فمن أين جاء هذا الفضل بن يحيى ؟!!  نقلنا نحن الجزء الأكبر من الرواية ، لما فيها من شعر جميل لأبي نؤاس ، والتحليل ، والمقارنة ، والسرد الخيالي الجميل .
14  – ثلاث قصائد في  مدح  الرشيد :
بعد أن توّسط الفضل بن الربيع  بين الشاعر وخليفته الرشيد سنة  187 هـ  أبان عودته إلى بغداد ملذاته ، وكان الرشيد المتجبر المستبد المرهوب يحشّد جيوشه ليحارب الروم وقائدهم البيزنطي الشهير  نقفور ، وعند انتصار الرشيد المبهر ، وإذلال  نقفورهم ، كل الأمور وظفت لمعركة الانتصار ، ولا ريب كان الشعر من أهم الأسلحة ، وكان أبو نؤاس من أبرز شعراء عصره ، فمدح الرشيد بقصيدة رائعة منها :
خلق الزمان وشرتي لم تخلق *** ورميت في غرض الزمان بأفوق
تقع السهام وراءه وكأنـــــه  ***** أثــــر الخوالف طالب لم يلحق
وأرى قواي تكاءدتها ريثة  ***** فإذا بطشت بطشت رخو المرفق
ولقد غدوت بدستبان معلم **** صخب الجلاجل في الوظيف منسق
حر صنعناه لتحسن كفــــه  ****  عمــــل الرفيقة واستلاب الأخرق
واستمر في وصف البازي إلى أن قال :
هذا أمـــير المؤمنين انتاشني ***** والنفس بيـــن محنجر ومخنق
نفسي فداؤك يوم دابق منهما  ***** لولا عواطف حلــــمه لم أطلق
حرمت من لحمي عليك محللاً  ****  وجمعت مـــن شتى إلى متفرق
فاقذف برحلك في جناب خليقة ***** سباق غايـــــــات بها لم يسبق
وأخفت أهل الشرك حتى إنه ******* لتخــافك النطف التي لم تخلق (29)
وبالرغم مما قيل على أنّ البيت الأخير فيه تجاوز على مشيئة الذات الإلهية ، ولكن – والحق يقال – يعتبر قفزة شعرية هائلة في سعة الخيال بالنسبة لعصره ومدى معرفة في ماهية النطف وتركيبها وفسلجتها.
والقصيدة الثانية هي الهمزية التي مر ذكرها في رواية العاصمي ، وزعم خياله أن الفضل بن يحيى البرمكي أدخل أبا نؤاس على الرشيد ، ودار ما دار بينهما ، وزجّ بالقصيدة الهمزية ، والحقيقة القصيدة الهمزية نظمها شاعرنا بعد نكبة البرامكة بعامين ) ، وتحديداً كما يذكر الطبري في أحداث سنة 189 هـ بـ (تاريخه) ، وعند تنصيب ابنه القاسم ولياً للعهد بعد الأمين والمأمون ، وأطلق عليه المؤتمن  ، ويذكر البيتين التاليين منها :
تبارك من ساس الأمور بقدرة **** وفضل هـــارونا على الخلفاء
نراك بخير ما انطوينا على التقى *** وما ساس دنيانا أبو الأمناء (30)
القصيدة الثالثة نظمها شاعرنا سنة 190 هـ ، وذلك عندما اتّخذ الرشيد قلنسوة ، مكتوب عليها (غاز حاج)، ومطلعها :
حيّ الديار إذ الزمان زمان **** وإذ الشباك لنا حرى ومعانُ
ويأتي بعد عدّة  مقاطع على مدح  الرشيد ، وتبيان مدى عدله :
إلى أبي الأمناء هارون الذي *** يحيا بصوب سمائه الحيوان
في كل عام غزوة ووفــــادة ***** تنبت بيـن نواهما الأقران
هارون ألفنا إئتلاف مودة *****  ماتت لها الأحقاد والأضغان
متبرج المعروف عريض الندا*** حصر بلا منـــه فم ولســـان
ومع كل هذا المديح الرسمي للخليفة الرشيد في المناسبات العامة ، حيث لم يجعله الخليفة من جلسائه ، لم تأخذه  لومة لائم في إيداع الشاعر الكبير في السجن إذيذكر ابن عساكر في (تاريخ دمشقه)  :وقد اتهم الشاعر ابونواس بالفساد والزندقة ودخل هذا السجن، ولم يطق الحياة فيه في عهد الرشيد فأرسل استعطافا الي الرشيد حتي يفك سجنه.. يقول في رسالته تلك
بعفوك بل بجودك عذت بل ***  بفضلك يا امير المؤمينا
فاني لم اخنك بظهر غيب *** ولاحدثت نفسي ان اخـونا (31)
نبرر للرشيد فعلته مع أبي نؤاس ، وفق مقاييس الدين والعصر ،  بما ذكره ابن عساكر في (تاريخ دمشقه)  بسند عن أحد الرواة  من أصحاب الشاعر  – مع بعض  التصرف اعتماداً على تاريخ بغداد للخطيب –  :
كان أبو نواس يشرب عند عبيد بن النمضر فبات ليلته ثم قال لا بد لي من (عسى)  فقوموا بنا فاتيناها ودخلنا حانة خمارقد كان يعرفه ومعه غلام قد كان افسده على ابويه وغيبه عنهما ونحن في موضع اطيب موضع فذكرنا الجنة وطيبها والمعاصي وما يحول منها وهو ساكت فقال :
يا ناظرا في الدين ما الأمرُ ***** لا قدر صح ولا جبرُ
ما صح عندي من جميع الذي ** تذكر إلا الموت والقبرُ
فامتعضنا من قوله واطلنا توبيخه فأعلمنا أنا نتخوف صحبه فقال ويلكم والله أني لاعلم ما تقولون ولكن المجون يفرط علي وارجو أن اتوب فيرحمني الله عز وجل ثم قال :
أية نـــار قدح القادح ***  وأي جد بلغ المازح؟ (32)
ويذكر الأبيات التي أوردناها في رواية  العاصمي ، ويعصمنا الله من كل مكروه ، وإليه ترجع الأمور ، ونحن بإذنه سنرجع إليكم مع الحلقة الخامسة ، شكرا لكم .

الحلقة الخامسة

5 – أبو نؤاس من الأمين حتى الموت

15 – أبو نؤاس وملامح من  حياته في عهد الأمين ، وعلاقة الأخير به :
أ – المقدمة :أ
توفي هارون الرشيد  (سنة 193 هـ / 809 م ) ، وخلفه ابنه الأمين، وكان الرشيد قد أودع أبا نؤاس السجن ، لمجونه وتهتكه وخلاعته ،وذات يوم قريب من يوم تنصيبه ،قامت جارية تغني بين أيدي الأمين ،  أعجبه الشعر ،  فسأل عن قائله ، فقيل له : لأبي نؤاس ، فرغب باستدعائه ، فقيل له : محبوساً ، قأمر بإطلاق قيده ، وقرّبه منه ، لتلائم طبائع الرجلين ، إذ وافق شنٌ طبقه ، وفي سنة 196 هـ نشب الصراع بين المأمون والأمين ، إثر خلع الثاني ولاية العهد من الأول ، فأخذ أنصار المأمون يعيبون على الأمين بمصاحبة شاعر ماجن ، خليع ، يظهر الكفر ، وينتهك المحرمات ، وذلك في خطبهم عندما يعتلون المنابر في مساجدهم ، مما يؤدي إلى اضطرار الخليفة إلى حبس شاعره ، لإبعاد التهمة عنه ، فيتدخل الوزير الفضل بن الربيع لإطلاق سراحه ، وتعود المياه إلى مجاريها  ولمّا مات الخليفة الأمين رثاه صاحبه شاعرنا برثاء موجع ، ولم يلبث بعده إلا قليلا ، وتوفي في ظروف غامضة ، لاضطراب تلك السنوات ، كما ذكرنا سالفاً .
ب – كيف تعرف الأمين على شاعره ؟ :
هنالك بعض الروايات تعيد معرفة أبي نؤاس مع الأمين زمن فتوة هذا الأمين ، برواية لا يقبلها العقل السليم ، ولا الفكر القويم ، تقول عندما كان الكسائي الكوفي يشرف على تربية المأمون ، والأمين ، وكان الأخير صبيح الوجه ، طلب منه أبو نؤاس أن يجد له مخرجاً لتقبيل السيد الأمين ، وإلا يهجوه ، فقال له الكسائي ، ما عليك إلا أن تغيب فترة ، ثم تأتي كأنك ما رأيتني فترة من الزمن ، وتهمّ علي تقبيلاً ، ثم تميل على الأمين وتقبله، وكان ما اتفقا  عليه ، وقال أبو نؤاس في ذلك:
قد أحدث الناس ظرفا  *** يعلو على كل ظرفِ
كانوا إذا ما تـــــلاقوا *** تصافحوا بالأكـــــفِ
فاحدثوا اليوم رشف الـ** خدودِ والرشف يشفي (33)
عبد الله بن طاهر ، وهو الأدرى بأسرار القصر ،   ينفي الخبر ، وجزماً الرواية منحولة ، فلا كان يسمح للرعية بتقبيل الخلفاء ولا أبنائهم ، ولا الكسائي الكبير كان مستعداً للقيام بهذا الدور ، ولا أبو نؤاس من الجهل بمكان ، يلّح على طلب تافه ، لا يُزيد ولا يُنقص .
مهما يكن من أمر، تعمقت العلاقة بين الشاعر وخليفته الأمين بعد موت الرشيد  ، وإنّ الطيور على أشكالها تقع  ، فيروي أبو هفان  :  ” كان محمد الأمين مستهترا بأبي نواس لا يصبر عنه ساعة ينشط للشرب، وكان يطلبه بعض الأحيان فلا يكاد يوجد، فتابع الأمين الشراب عدة أيام وأرسل من يستنبطه ويبحث الحانات ويطلبه في مظانه فلم يقدر عليه، فغضب غضبا شديدا، وكان بعض ندمائه يحسد أبا نواس على موضعه من الأمين، فوجد مساغا للقول وموضعا للكلام فسبه وتنقصه وقال: يا أمير المؤمنين هذا عيار شارب شواظ ينادم السفلة والسوقة وينتاب الحانات ويركب الفواحش، يرى ذلك غنما وإن في منادمته تشنعة على أمير المؤمنين، فلما أكثر في ذلك قال له محمد: ألغ هذا الكلام عنك فوالله ما ينبغي أن يكون نديم خليفة إلا مثله في أدبه وظرفه وعلمه وكمال خصاله، وما غضبي عليه إلا تأسفا على ما يفوتني منه. ” (34)
كما تقرأ خليفة المسلمين يبرر بإصرار للمتهتك لحرمات المسلمين ، والخليع من كل أعرافهم ، ما دامت الخلافة لا يمسّها خطر محدق، و لا يلوح لها بشرّ داهم، فتمادى الشاعر في ارتياد حاناته ، بل الإقامة فيها ليل نهار ، وقذ يطيل المكوث فيها شهرا ، جفاه الخليفة ، ولم يعد يسأل عنه ، وفي ذات صباع شرب  الخليقة الأمين ثلاثة أرطال وطابت نفسه ، فذكر أبا نواس وظرفه وطيب محادثته، وأن عنده في كل شيء نادرة، فأمر بإحضاره، فلما دخل عليه شكا عظم ما ناله من غضبه وإبعاده وسأله الصفح عنه واغتفار هفوته، فأمر فخلع عليه وأقعد في مجلسه الذي كان يقعد فيه لمنادمته ثم عاتبه على انقطاعه للشراب ، وإقامته في الحانات  ، وعدم احترامه لهيبة الخلافة ، فقال: يا أمير المؤمنين، من تمام العفو ألا يذكر الذنب، قال: فأنشدني ما قلت في مقامك هناك فأنشده :
وفتيان صدق قد صرفت مطيهم  ***إلى بيت خمار نزلنا به ظهرا
فلما حكى الزنار أن ليس مسلما ***   ظننا به خيرا فصيره شــرا
فقلنا: على دين المسيح بن مريم ** فأعرض مزورا وقال لنا كفرا
فقلنا له ما الاسم؟ قال سموأل  ***على أنني أكنى بعمر ٍولا عمرا
وما شرفتني كنية عربية  ******ولا أكسبتني لا سناء ولا فخرا
ولكنها خفت وقلت حروفها **** وليست كأخرى إنما خلقت وقرا
فقلنا له …عجبا بظرف لسانهِ * *أجدت أبا عمرو فجود لنا الخمرا
فأدبر كالمزور يقسم طرفه *****  لأوجهنا شطرا وأرجلنا شطرا
فجاء بها زيتيـــــة ذهبية ****فلم نستطع دون السجود لها صبرا
خرجنا على أن المقام ثلاثة ***** فطاب لنا حتى أقمنا بها شهرا
عصابة سوء لا ترى الدهرمثلهم*وإن كنت منهم لا بريئا ولاصفرا
إذا ما أتى وقت الصلاة تراهموا  **** يحثونها حتى تفوتهم سكرا (35)
فاستحسنها الأمين وقال: يا غلام. اسق القوم ولا تسق أبا نواس، قال: يا أمير المؤمنين ولم؟ قال: لأنك تصف الغلام إذا ناولك الكأس بأنه قد سقاك كأسين كأسا بعينه وكأسا بيده وتذكر أنك جمشته فهات الآن ما عسى أن تقول إذا لم يسقك فأنشد
أعاذل أعتبت الإمام وأعتبا *** وأعربت عمّا في الضمير وأعربـــا
وقلت لساقيها أجزها فلم يكن ***** ليأبى أمير المؤمنين وأشـــربا
فجوّزها عني سلافاً ترى لها **** إلى الأفق الأعلى شعـــاعاً مطنّبا
إذا عبّ منها شارب القوم خلته ****  يقبّل في داجٍ مـن الليل كوكبا
ترى حيثما كانت من البيت مشرقاً **وما لم تكن فيه من البيت مغربا
يدور بها رطب البنان ترى له **** على مستدار الخدّ صدغاً معقربا
فقال له الأمين: ويحك، لم ينج منك على حال يا غلام، اسقه ثم خلع عليه عند انصرافه وأمر له بجائزة (36)
من الأبيات الرائية الأولى التي يصف بها الشاعر  بائع الخمر ببراعة متناهية أمام خليفته ، وترى كيف كان يتمتع أتباع الأديان الأخرة بحرية كاملة ، وجرأة متناهية ، بل يعيبون على العرب كنيتهم ، ويستصغرون شأنهم وهم في دارهم ، في حين يقول العرب ، ودارهم مازلت في دارهم ، فكان العرب والمسلمون تتسع سماحتهم لضم الجميع – نعم المتوكل ، خلافته بين ( 232 هـ – 247 هـ ) ، اتبع سياسة التمايز ، فقلل من شأنهم ، واحتقر أمرهم ، ببعض الإجراءات التي ألزمهم بها – ثم عادت المياه ألى مجاريها ، ولشد ما يدهشي هذا النؤاسي – في قصيدته البائية – إذ يقول  لساقي خمرته ، اسقنيي رحمك الله : أجزها فلم يكن ليأبى أمير المؤمنين وأشـــربا ، وهو القائل لصاحبه ذات يوم ، لمعاقرة الخمر :
يأحمد المرتجى في كل نائبةٍ ***قم سيدي نعصِ جبّار السمواتِ
عصيان جبّار السموات  – كما يبدو لك –  عند الشاعر أهون من مخالفة أمر أمير المؤمنين ، وهذا الخليفة الأمير أدرى بعصيان أبي نؤاس وتهتكه ، ولكن والحق يقال ، عندما تحاهل الخليقة شاعره الظريف ، وأهمل أمره ، لم يتذلل الشاعر النؤاسي لأميره الخليفة ، أو يتوسل به للرجوع إليه ،  وإنّما الأمين نفسه تنازل عن قراره ، وأشخصه إليه ، وبرر غيابه ، وأشاد به ، وكرّمه ، فالرجل الشاعر ، كان من الذكاء الحاد ، وفرط الإحساس ، أن يتبين الود المبطن بالكراهية ، فيبتعد عن المتصنعين إكراماً لنفسه ، واحتراما لها ، اقرأ هذين البيتين الرائعين :
لم ترضَ عنّي ، وإنْ قرّبتْ متّكي **** يا راضي الوجه عني ساخط الجودِ
بل استترتَ بإظهار البشاشة لي *** والبشرُ مثــــــل استتار النارِ في العود
ج – من قصائد مديح أبي نؤاس في أمينه الخليفة :
قال يمدحه قبل توليه الخلافة ، ولا تفوتك كلمة ( الأمير) في قافية عجز المطلع ، ولا تطلق كلمة الأمير على الخليفة ، وإنما الخليفة ، أو أمير المؤمنين أو الإمام
تتيه الشمـس و القمـر المنيـر****إذا قـلنـا كـأنـهـمـا الأميـر
فإن يـــكُ أشبـها منه قـليلاً ***  فـــقد أخطاهــــما شبهٌ كــثيرُ
لأن الشمس تغرب حين تمسي **** وأن البدر ينقصه المسير
و نور مـحمدٍ أبداً تمـامٌ **** على وَضَــح ِالطـريقـةِ لا يـحـورُ (37)
يقول أبو هلال العسكري في (ديوان معانيه) ، تشبيه الوجه بالشمس والقمر ابتدعه المحدثون  أي – والكلام لي –  بدايات العصر العباسي ، وأبو نؤاس من رواده  الأوائل ، والجميل الرائع أنّ أبا نؤاس جعل وجه الأمين أروع من الكوكبين الشمس والقمر ، وإنهما دونه في الجمال ، وعلل
ثم تصرف المحدثون في تشبيهه، أي الوجه، بالشمس فقال ابن الرومي ، من بعده ” كالشمس غابت في حمرة الشفق ”  ، وقال العباس بن الأحنف :
قالت ظلوم وما جارت وما ظلمت*** إن الذي قاسني بالبدر قد ظلما
ابدر ليــــــــــس له عينٌ مكحلةٌ  *** ولا محاسن لفظ يبعث السقما (38)
وقال يمدحه أيضاً :
ملكتَ على طير السعادة واليمنِ ***** و حـزتُ إليـكَ الملكَ مقتبـل السن ِ
لقد طـابت الدنيـا بطيب محمدٍ  ***** و زيـدتْ به الأيــامُ حسناً إلى حسن ِ
ولولا الأمين بن الرشيد لما انقضت **رحى الدين، والدنيا تدور على حزن ِ
لقد فك أغـلال العنـاة محمــــدٌ ****** وأنزل أهل الخـــوف في كنف الأمن ِ
إذا نحن أثنيـنا عليـك بصــــــالح ٍ *****فأنت كما نـثني، وفوق الذي نـثني
وإن جرت الألفـاظ يوماً بمــــدحةٍ ***** لغيـرك إنســـاناً، فأنت الذي نعـني
يتبين لنا من البيت الأول أن القصيدة نظمت بعد تولي الخليفة الأمين بفترة وجيزة ،  والدليل قوله (و حـزتُ إليـكَ الملكَ مقتبـل السن) ، ، إذ كان سنه ثلاث وعشرين سنة هجرية ، فهو من مواليد 170 هـ  ، والرشيد توفي 193 هـ ، وهو أصغر من أخيه المأمون بستة أشهر ، وفضل على مأمونه ، لأن الأخير أمه جارية فارسية ، اسمها مراجل ، أما الأمين أمه حرّة هاشمية ( زبيدة) ، والأمين الخليفة الثاني في التاريخ الإسلامي من أبوين هاشمين ، بعد الإمام الحسن ، ولو أن الرشيد كان يتمناها للمأمون لذكائه وحنكته وحكمته وجرأته …ثم  يتطرق من البيت الثاني إلى أنه كان عادلاً وصالحاً ،  وقد وفر الآمن والاستقرار، وفي البيتين الخامس والسادس ، يرفع سقف المدح إلى الغاية القصوى ، أو قل : يصيّر من ممدوحه الفرد الأوحد في الدنيا ، كما فعل مع الرشيد من قبل ، إذ جعله قد جمع العالم في واحد، أما الأمين ، فهو كما يثني عليه ، أ و فوق الذي يثني، وإذا مدح آخر ، وبالغ في مدحه ، فإنما يعني الأمين ، وهنا لفتة عبقرية من الشاعر ، إذ فرض على خليفته إن يعطيه صكاً على بياض ، ليمدح  من يشاء بلا جساب ولا كتاب!!
ومدحه بقصيدة ثالثة رائعة  مطلعها  :
يا دار ما فعلت بك الأيـــــامُ *** لــــــم تبـــق فيك بشاشة تستام
أيام لا أغشــــي لأهلك منزلاً ****** إلا مراقبــــــــ ة عليّ ظلام
ولقد نهزت مع الغواة بدلوهم **وأسمت سرح اللهو حيث أساموا
وبلغت ما بلغ امرؤ بشبـــــابه *****وإذا عصـــارة كل ذاك أثام
وتجشمت بي هــــول كل تنوقه ***** هوجاء فيها جــــرأة إقدام
تذر المطي وراءها فكـــــــــأنها ****** صف تقدمهن وهي إمام
وإذا المطي بنـــــــا بلغن محمداً *** فظهورهن على الرجال حرام
قربننا من خير من وطي الحصــــا ****   فلها علينا حرمة وذمام
رفع الحجاب لنــــــــاظري فبدا به  ****ملك تقطع دونــــه الأوهام
أصبحت يا ابن زبيدة ابنــــة جعفر*** أملاً لعقـــــــد حباله استحكام
فبقيت للعلم الذي يهدي بــــــــــه ****وتقاعست عـــن يومك الأيام
قصيدة في غاية الروعة ، تكلم عن إبداعها النقاد القدماء ، واستشهد في العديد من أبياتها المعاصرون الأدباء ، وركزوا كثيراً على البيتين التاليين :
وبلغت ما بلغ امرؤ بشبـــــابه *****وإذا عصـــارة كل ذاك أثام
وإذا المطي بنـــــــا بلغن محمداً ** فظهورهن على الرجال حرام
لا يخفى المعنى الإنساني العميق المتأمل الحكيم في البيت الأول ، أما البيت الثاني ، فمرّد إعجابهم  إلى عصرهم ، وأعني القدماء منهم ، إذ قارنوه بقول جرير  :
ألستم خير من ركب المطايا *** و أندى العالمبن بطون راح؟
وعندي – وهذا مالم يتطرق إليه أحد – أهم ما جاء في القصيدة هو ذكر اسم زبيدة وأبيها ، وهذا يجب أن لا يمر علينا مرور الكرام ، بل يعني أن زبيدة هي التي كانت مسيطرة على قصر الخلافة سيطرة تامة ، وهي التي حركت ابنها ،وضغطت عليه  لخلع أخيه المأمون من ولاية العهد مما أدى إلى مقتل ابنها الأمين وتدمير بغداد بعد سنتين من الحروب والفتن   ، ووجد  الوزير الفضل بن الربيع الفرصة سانحة للتخلص من المأمون ، وبالتالي من ذي الرئاستين وزير الأخير ، وأخيه الحسن بن سهل ،القائد العسكري الشهير ، والذي أصبح من بعد وزيراً للمأمون ، والمأمون تزوج ابنته بوران في أشهر عرس بالتاريخ الإنساني، ولكل زمان دولة ورجالُ ، وزماننا هذا الرجال محالُ !!

د – الخليفة الأمين يسجن شاعره ،  بعد أن سجنه أبوه الرشيد من قبل :
لم يتعظ أبو نؤاس من سيرته السابقة ، والحقيقة ما كان له الاستطاعة أوالقدرة على الاتعاظ ، لأنه مجبول على خلاعته طبعاً  ، ولم يكتسبها تطبعاً ، بمعنى ليس بحاجة إلى أحد يعوّده عليها ، وإنّما هو الذي يبتدعها لوحده ، ويعوّد الآخرين عليها ..!! ، فسار على هواه كما فرض عليه ما يهواه ، ووجد من الخليفة سنداً قوياً له  – وربما الخليفة أيضاً مثله – ، يساعده على الانطلاق .
فأصبحت هذه العلاقة الغريبة بين خليفة يُعدُّ رمزا للمسلمين ، ويحمل راية الإسلام ،و بين شاعر خليع ماجن متهتك متسكع تشيع بين الناس ، ولما نشب الصراع بين الأمين والمأمون سنة (196 هـ) ، إثر خلع الأمين مأمونه  من ولاية العهد ، إثر تحريض الوزير الفضل بن الربيع ، وبعض أركان الدولة  ،    وضمن نطاق هذا الصراع ،  كان خصوم الأمين يعيبون عليه اتخاذ شاعرٍ خليعٍ نديماً له، ويخطبون بذلك على المنابر ، فيضطر الأمين إلى حبس شاعره. وكثيراً ما كان يشفع الفضل بن الربيع له لدى الخليفة فيخرجه من سجنه.  وقد مدح الشاعر وزيره الفصل بقصيدة من الرجز المنهوك مطلعها :
وبلدة فيها زورْ *** صعراء تخطى في صعرْ
مرت إذا الذئب اقتفرْ *** بها مـــن القوم أثرْ
كان له من الجزرْ*** كل جنين مـــــــا اشتكرْ

ويذكر أبو بكر الطرطوشي في ( سراج ملوكه) : ” وقد كانت صحبة محمد الأمين لذلك الرجل الخليع والماجن الرقيع أبي نؤاس الشاعر وصمة عظيمة عليه، أوهن بها سلطانه ووضع عند الخاص والعام قدره، وأطلق ألسنة الخلق بالشتم والثناء القبيح على نفسه، فحاربه بذلك أخوه المأمون على الولاية ووجه طاهر بن الحسين لمحاربته ببغداد، وحاربه حتى قتله وأنفذ برأسه إلى المأمون، وكان يعمل كتبا تقرأ على المنابر من خراسان فيقف الرجل فيذم أهل العراق فيقول: أهل فسوق وخمور وماخور! ويعيب الأمين بذلك فيقول: استصحب أبا نؤاس رجلا شاعرا ماجنا كافرا، يستصحبه معه لشرب الخمور وارتكاب المآثم ونيل المحارم. وهو القائل :
ألا فاسقني خمرا وقل لي : هي الخمرُ****ولا تسقني سرا إذا أمكن الجهرُ
وبح باسم من تهوى ودعني من الكنى **فلا خير في اللذات من دونها ستر” ( 39)
فتغيرت  على الأمين  نفوس الخلق وتنكرت له وجوه الورى، فلما بلغ ذلك حبس الخليفة شاعره ، وأنيس مجلسه ، ثم أطلقه بعد أن أخذ عليه أن لا يشرب خمرا ولا يقول فيه شعرا. فمتى أراد السلطان إصلاح رعيته وهو متماد على سيئ أخلاقه، كان كمن أراد بقاء الجسد مع فقد رأسه، أو أراد استقامة الجسم مع عدم حياته، وكمن أراد تقويم الضلع مع اعوجاج الشخص .(40)
وهكذا تم الأمر بعد قطع رأس الأمين على يد هرثمة بن أعين ، وبقيادة طاهر بن الحسين الخزاعي حين دخلت جيوش المأمون بغداد سنة 198 هـ ، وأصبحت بغداد أثراً بعد عين ، وقال الشاعر البغدادي عمرو بن عبد الملك العتري الوراق عنها بعينين دامعتين :
من ذا  أصابك  يا بغداد  بالعــين ِ**** ألم تكوني زماناً قرة  العين ِ
ألم يكن فيك   قوم كان مسكنهم  ***** وكان قربهم زين من الزين ِ
صاح الغراب بهم بالبين ،فافترقوا**  ماذا لقين بهم من لوعة البين ِ
أستودع  الله   قوما ما ذكرتهــم **** الا تحدر ماء العين من عيني
كانوا  ، ففرقهم دهر، فصدعهم ** والدهر يصدع ما بين الفريقين(41)

توفي الشاعر الشهير بظروف غامضة بعدها بسنة ( 199 هـ / 815م)، وكما ذكرت في بداية بحثي معظم الرويات ، وفذلكتها  قضى حياته بين (أواخر 139 هـ ، ووفاته 199 هـ  / 757 م – 815 م)  ، وكفى بالله وكيلا ، وتقبل مني سلاماً جميلا….!!!
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
–  (27) (أخبار أبي نواس) :عبد الله بن أحمد بن حرب المهزمي العبدي،أبو هفان – ـ المتوفى:257 هـ – 1/- الوراق –  المويوعة الشاملة –
(28) (سمط النجوم العوالي في أنباء الأوائل والتوالي)  : عبد الملك بن حسين بن عبد الملك العصامي المكي (المتوفى: 1111هـ) – 2 / – الوراق – الموسوعة الشاملة .
(29 ) (معاهد التنصيص على شواهد التلخيص) :العباسي – 1 /   – الوراق – الموسوعة الشاملة .
(30) ( تاريخ الرسل والملوك) : أبو جرير الطبري  – ج 8 ص – ط 2 – دار المعارف المصرية .
(31) ( تاريخ دمشق ) ابن عساكر – 13  / – الوراق – الموسوعة الشاملة .مصدر الكتاب : ملفات وورد من على ملتقى أهل الحديث.
(32) (تاريخ مدينة دمشق) :  – ابن عساكر – ج 13  – – موقع مكتبة الشيعة
(33) – ( أبو نؤاس حياته وشعره ) : مجموعة من الأساتذة –   – م . س.
(34) (أخبار أبي نواس) :  عبد الله بن أحمد بن حرب المهزمي العبدي، أبو هفان (المتوفى: 257هـ) – 1 /- المكتبة الشاملة.
(35) م . س .
(36) (جمع الجواهر في الملح والنوادر) : الحصري – 1 /   – الوراق – الموسوعة الشاملة .
(37) (ديوان المعاني) : أبو هلال العسكري – 1 /  – الوراق الموسوعة الشاملة
(38) م . ن .
(39) سراج الملوك : أبو بكر الطرطوشي – ( 1 /) – الوراق –   الموسوعة الشاملة.
(40) م. ن .

(41) تاريخ الرسل والملوك : أبو جرير الطبري-ج8- – المصرية.