تهب الرياح من كل اتجاه : هكذا افكر انا – بقلم : ادوارد جرجس

اراء حرة ….
إدوارد فيلبس جرجس – نيويورك ..
هل تحدثت عن الأخلاق قبل ذلك ؟ حقيقي لا أتذكر ، وإن كنت ، ما المانع أن أتحدث ثانية وثالثة وكلما أتيحت الفرصة ، أليس أفضل من كلمات عن غباء السياسة أو الغباء الذي يظلل على عالم الألفية الثالثة بصفة عامة ولا استثناء ، في أيامنا كنا دائماً نجد أن كلمة ” العيب ” ترافق الأخلاق ، فلو ارتكب التلميذ أي خطأ أو تفوه بكلمة غير لائقة يعبس وجه الأستاذ وينهره قائلاً ” عيب ” أخلاقك لا تسمح بذلك ، حتى خُيل إلى عقلنا الطفولي أن الأخلاق توجد ضمن الأعضاء الجسدية وهي التي تسمح أو لاتسمح ، في المنزل كنا نسمع نفس الكلمات الأخلاق والعيب ، في دور العبادة بصفة عامة كان الحديث عنهما يوضع في الكفة الأخرى من ميزان العقيدة ، نشأنا في مجتمع يقدس الأخلاق ولا يسمح بالعيب ، لم أكن أعرف أن مقولة ” دوام الحال من المحال ” تسري حتى على الأخلاق ، أين ذهب الأستاذ الفاضل ، أين ذهبت كلمة عيب يا ولد التي كانت تقال لنا من الأم أو الأب ويدهم على استعداد أن ترفق القول بالفعل بصفعة تهوي دون رحمة ، أين ذهب رجال الدين وكلماتهم التي كنا نرى فيها معاني القيم والأخلاق تنساب من أفواههم كخيوط الذهب. لست أعلم هل أقول أفزعتني أم هزت داخلي هذه الحوادث المفجعة المتتالية التي لا أكاد أنسى إحداها حتى تقفز الأخرى لتوقظ سابقتها من جديد وتضع عنواناً كبيراً داخل رأسي ” زمن اللا أخلاق ” أو ” زمن العيب ” . الفتاة تحبل من شقيقين لها وعندما يكتشف الأب جرمها تقول له بمنتهى الوقاحة أسأل أولادك ، أي أولاد ، أولاد الشيطان قد يعفون عن هذه المصيبة الأخلاقية الفادحة ، أين الأخلاق والعيب والحرام في هذا المنزل أو الماخور على حد سواء ، هل ألوم المدرسة أم ألوم الأب أم ألوم من ؟! ، هل ألوم القباحات التي أصبحت جزءاً من المجتمع وفي كل مكان ، الشقيقان يعاشران اختهما معاشرة الأزواج وتحبل  ، هل يقتل الأب الثلاثة دفاعاً عن شرف بيته ، أعتقد أنه من الأفضل أن يقتل نفسه لأنه من المؤكد كان غافلاً عن شيء اسمه الأخلاق وهي أول بذرة تزرع في الأسرة . هل أذهب بكم إلى كارثة أخلاقية أخرى أم أكتفي بهذا ، أعتقد أنه من الأفضل أن أذهب فقد تكون كبوق إنذار ، أزواج يتبادلون زوجاتهم ، نعم تم القبض عليهم ، لكن مهما كانت العقوبة فهي لا شيء ، فالعقوبة لن تغسل الأخلاق التي تمرغت في الوحل ثم بعد العقوبة تعود ريما إلى عادتها القديمة ، في الحقيقة مهما بلغت عبقريتي على تصوير المشاهد في رواياتي لا أستطيع أن أصور مشهد الزوج وهو يقدم زوجته لرجل آخر وقد يقدم له معها بعض المنشطات الجنسية حتى يقوم بالواجب على ما يرام ، حقيقي لا أعرف كيف ينظر الزوج إلى  وجه زوجته بعد أن يختلوا بأنفسهم في منزل واحد وكل منهما كان يمارس الدعارة بعلم الآخر وتحت نظره وبمباركته وتمنياته بقضاء وقت جميل ، يا ترى هل يمكن أن يكون لديهما ولو خردلة من الأخلاق يقدمانها إلى نسلهما ؟!!. معذرة يا قوم لوط فلدينا الآن من هم أحط منكم .
edwardgirges@yahoo.com