اراء حرة ….
طلال قديح …..
كم هو مؤلم حقا، وكم هو محزن حقا، أن نرى الأطفال الأبرياء وقوداً لتصفية الحسابات بين الجماعات المتصارعة والتيارات المتقاتلة..إنها بكل المقاييس والاعتبارات جريمة نكراء لا تقرها الأديان السماوية ولا حتى القوانين الوضعية..
يا للهول..كيف يمكن للإنسان العاقل السوي أن يتحمل ما يعانيه الأطفال من بطش وتعذيب وقتل ؟ وبأي مبرر – تستغل براءتهم ويُزجّ بهم في أتون المعارك والحروب؟ بل تعدى الأمر ذلك ووصل إلى ما هو أبشع وأمرّ، أصبح الأطفال ، يتخذ منهم ممتهنو الإرهاب مواد للتفجير، يزيّنون لهم أشياء خارج نطاق قدرتهم، وبعيدة عن حدود فهمهم ومعرفتهم، ويلقون بهم-بلا خوف من الله أو وازع من ضمير- في الميدان وسط النيران – ليفجروا أنفسهم وسط الحشود، فتتناثر الأشلاء وتسيل أنهارا الدماء، ويموت الأطفال الأبرياء،ويتعالى من الأهل البكاء حزنا على فلذات الأكباد، أحباب الله.
أصبح استغلال الأطفال وجعلهم طعما للقتال، أمراً معتادا، يتصدر كل وسائل الإعلام، على تعدد أنواعها واختلاف اتجهاتها.
أن يبلغ العالم هذه الدرجة من التقدم العلمي في كافة المجالات، ونرى الأطفال يزج بهم وسط المعارك والحروب- فهذا أمرلم يخطر على بال ولم يكن في الحسبان..ولكن في ظل الصراع المرير الذي يعصف بالعالم من أقصاه إلى أدناه..بات أمرا مألوفا ومشهدا معروفا، ينام العالم عليه ويصحو..
ومع ذلك، ما الحل؟، وحتام يظل العالم يسبح في هذه الفوضى القاتلة؟ والصراعات الدامية ؟.. أين العقلاء؟ أين ذوو الضمائر الحية؟ أين أنصار السلم والسلام ؟ ودعاة المودة والوئام؟
يا حكماء العالم ، ألا هبوا من غفلتكم واصحوا من نومتكم، وابذلوا كل جهودكم لوأد الفتن ودفن الأحقاد، ليعيش أطفال العالم الأبرياء في طمأنينة وحب ورخاء، يسرحون ويمرحون، يلهون ويلعبون، بينما الأهل يراقبون فرحين مسرورين.
اتركوا الأطفال يعيشوا حياتهم في هناء وصفاء بعيدا عن الأحقاد والبغضاء، تظللهم رعاية رب الأرض والسماء..فلا حياة سعيدة بلا أطفال كما لا حياة بلا هواء أو ماء.
أحبابنا ما أجمل الدنيا بكم لا تقبح الدنيا وفيها أنتمُ
اللهم احفظ الأطفال زهور الحياة العبقة بالرياحين، من كل سوء واهدهم سواء السبيل ورد عنهم كيد الكائدين الحاقدين، وجنبهم مزالق الشياطين ..آمين .