تهب الرياح من كل اتجاه .. هكذا أفكر أنا – بقلم : ادوارد جرجس

اراء حرة …
بقلم : إدوارد فيلبس جرجس – نيويورك …
أخرج مسدسه وأطلقه على قائد السيارة الأسود فخرجت روحه هاربة من جحيم حفنة من الطلقات وسؤال من زوجته التي كانت تجلس إلى جواره ” لماذا ” وصرخات طفله الجالس في المقعدالخلفي تُعلن اليتم ، خرجت مظاهرة تعلن الاحتجاج  على تهور رجل الشرطة واندفاعه وربما لتقول أن عنصرية الرجل الأبيض على الأسود لا تزال ساكنة بداخله ، في وسط هذه المظاهرة كان بعض القناصة الذين أقتنصوا أرواح خمسة من رجال الشرطة وأصابوا خمسة آخرين ، هذا ما حدث في” دالاس ” ، فأسرع القلم ليكتب هل أصبح القتل هو لغة التفاهم الآن؟! ، ” القتل ” كلمة تعني أن البعض يولدون وبداخلهم شهوة الدماء ، ربما يكونون من سلالة ” قابيل ” الذي لم يجد أمامه سوى شقيقه فأشبع رغبته وأرداه قتيلاً ، جريمة القتل التي ترتكب الآن ببرود الأعصاب كاحتساء الماء تدل على مدى التوحش الذي ساد العالم الآن ، الدارس لعلم الحيوان يعرف جيداً أن الحيوانات المتوحشة لا تقتل دون سبب بعكس نسل آدم ، أصبح القتل بالنسبة لهم كالكيف ، لو حصرنا عدد المرات التي يقتحم فيها القاتل أماكن التجمعات التي تصل حتى إلى مدارس الأطفال لتبين لنا أنه هناك نزعة شريرة داخل الإنسان منذ ولادته ، هذه النزعة قد توجد في حالة سائدة أو متنحية ، ثم يأتي دور الأسرة ومن بعدها المجتمع ، إن كان الطفل يجد فيهما ما يجعل جينات الشر السائدة في حالة تيقظ مستمر لأن الأسرة لم تحاول أن تزرع فيه الخير والمجتمع عجز عن التعامل معه المعاملة السليمة ، أم العكس ، فتكمن هذه الجينات حتى لو وجدت فيه بحالة سائدة . سؤال إجابته لا تصعب على أي عقل ، هل الأسرة والمجتمع يؤديان دورهما كما يجب في وقتنا الحالي ، بالتأكيد ليس الجميع لكن ودون مبالغة يمكن أن نقول أن الأغلبية لا تفعل ، الأسرة تحولت إلى شيء مفكك لا رابط بينها وأسس التربية لا ترتقي إلى المستوى الذي يمكن أن يخلق الفرد القادر على استيعاب المعنى بين الخير والشر ويزيد الطين بلة البيئة المجتمعية التي يجد فيها بؤرة من الانحلال وفساد الأخلاق تحت مسمى التقدم ، في الأسرة قد يفقد الأب دوره التربوي والقدوة الحسنة ويتحول إلى مجرد بنك للإمداد بالمال الذي ينفقه الأولاد في بيئة تشجع الإنفاق في كل ما هو مضر بالذات أو النفس ، أو قد يكون الأب خريج مدرسة الجهل وكما يقولون فاقد الشيء لا يعطيه فهو يفتقد التنوير والثقافة لكنه يملك رصيداً هائلاً من الجهل يغدق منه دون حساب على أفراد أسرته ، الأسباب كثيرة ومتعددة التي تخلق الشخصية الغير سوية التي يمكن أن تنجرف إلى عالم الجريمة أو شهوة الدم حتى لو كان بالقانون كما فعل هذا الشرطي الذي أزهق روح الرجل دون سبب يستدعي وكانت لديه الفرصة أن لا يلجأ إلى قتله أو على الأقل إصابته إصابة لا تؤدي إلى موته ، هذه الدماء أيقظت عوامل الشر في بعض أبناء جلدته وخرج هذا القناص ليقتص أو ليثأر بالجملة من أشخاص ليس لهم أي ذنب سوى أنهم يعملون في نفس المجال ، حقيقة ليس هذا الحادث فقط لكن على مستوى العالم كله أصبح القتل هو وسيلة التفاهم ، إلى الجحيم أيها العالم !!
edwardgirges@yahoo.com