الشعر ….
شعر : حاتم جوعيه – فلسطين المحتلة …
عاشقَ الرُّوح ِ سأبقى لا الجَسَدْ أيُّ سحر ٍ يا حياتي … إسْتَبَدْ
قرَعَ الحُبُّ شبابيكَ فؤادي فأضحَى الكونُ حُلوًا كالشَّهَدْ
مَرَّةً فيها التقينا يَوْمَهَا كانَ فجرًا وَغرامًا قد وُلِدْ
وَعَشِقنا بعضَنا يا ليْتَنا في نعيم ِ الحُبِّ نبقى للأبَدْ
إنَّ فكري في هَواهَا هائمٌ بعد حُلم ٍ واتِّزان ٍ وَرَشَدْ
وفتاتي في كياني لم تزلْ مُهْجَة َ الروح ِ وَلُقيَاهَا أوَدْ
أسدَلَ السِّحرُ عليها ظلُّهُ كلُّ حُسن ٍ في فتاتي قد وُجِدْ
تَخجَلُ الشّمسُ سَنا طلعَتِهَا خَدُّهَا البدرُ ضياءً يتَّقِدْ
شعرُهَا الأشقرُ نورُ الشَّمس ِ كم أتغنَّى فيهِ كالطَّير ِ الغَرِدْ
كيفَ أنساكِ حياتي … مُهجَتي أنتِ تَحْتلّينَ روحي والجَسَدْ
يا جمالاً رقصَ القلبُ لهُ وازْدَهَى الكونُ بهاءً وَرَغَدْ
إلتقينا .. كانَ يومًا رائعًا وتلاشَى كلُّ حُزن ٍ وَكَمَدْ
وَشَعَرنا أنَّنا مذ زَمَن ٍ بعضَنا نعرفُ من قبلِ المَهَدْ
جَسَّدَ الثاني كلانا ، إنَّنا معهَدُ العِلم ِ وللفكرِ سَنَدْ
إنَّ عينينا وَقلبينا ارْتَوَوْا ليتَ روحينا بجسم ٍ تَتَّحِدْ
لم تزلْ صورتُكِ الحُلوة ُ في عُمقِ قلبي وَخيالي … للأبَدْ
كيفما سرتُ تعيشينَ بفكري ، وروحي وخيالي والخَلَدْ
أنتِ روحي يا حياتي والمُنى فهَواكِ خالدٌ حتى الأبَدْ
خالِدٌ حُبُّكِ مهما قد جَرَى لم تُزَعْزِعْهُ خُطوبٌ تُسْتَجَدْ
نحنُ حَقّقنا الأماني والعُلا في طريقِ الفجر ِ دومًا نجتَهِدْ
فتحَ الخُلدُ لنا هَيْكَلَهُ فإذا نحنُ شُمُوسٌ تَتَّقِدْ
وَضَمَمْنا المَجْدَ مِن أطرافِهِ سُؤدُدَ العِلم ِ وَعَلَّيْنا العَمَدْ
أنا رَبُّ الفنِّ والشِّعر ِ أنا كلُّ قولٍ غيرُ قولي قد فسَدْ
جنَّة ُ الشِّعر ِ ربيعٌ دائِمٌ ونعيمٌ للتي فيهَا تَرِدْ
شاعرُ المَرأةِ قد حَرَّرتُهَا مِن قيودِ الكبتِ مِن تلكَ العُقدْ
كم فتاةٍ لجمَالي سَجَدَتْ وَنساءُ الكونِ وَصلي كم تَوَدْ
إنَّني أشرَفُ مَن داسَ الثَّرَى مثلُ حُسني وَجَمالي ما وُجِدْ
وأنا الشَّمسُ تَهَادَى نورُهَا كلُّ مَن شاهَدَ طيفي قد سَجَدْ
لم أدَعْ قلبًا خليًّا فأنا “دونجوانُ ” العصر ِ حقًّا لا فَنَدْ
كم قلوبٍ في غرامي احتَرَقَتْ وَعُيونٍ حُرمَتْ طعمَ السّهدْ
فالعذارى في غرامي انْبَهَرَتْ لم أدَعْ قلبًا خليًّا يبتَعِدْ
أنا في شَرْخِ ِ شبابي لم أزَلْ فُقتُ أهلَ الأرضِ ِ عزمًا وَجَلَدْ
كم عذولٍ وَلئيم ٍ حاقدٍ ماتَ غيضًا والْتِيَاعًا وَحَسَدْ
وَدَّعَتني وافْتَرَقنَا بَعدَها كُلُّنا في بحر ِ عِلم ٍ قد وَرَدْ
بالتّليفونِ تكلَّمْنا طويلاً شكَوْنا بعْدَها مِمَّا نَجِدْ
سَألتْ عن مُعْجَباتي والهَوَى صُورتِي الْصَارَتْ مثالاً مُنْتَشَدْ
كُلُّ مَن يُنْعَى شهيدًا في حيا ةٍ لهُ عُمرٌ جديدٌ مُسْتَمَدْ
وَعَدَتْنِي بلِقاءٍ صَحَفيٍّ لقلبي كانَ يوْمًا مُنْتَشَدْ
سَألَتْ رَأيي بإعلانٍ لَهَا قُلتُ : حُلوٌ ، ثمَّ قالتْ ما أوَدْ
أنتَ حُلوٌ وَسَتبقى ، قُلتُ : ” أنتِ فتاتي … أنتِ أحلى ما أجِدْ ”
يا لِحُبٍّ إلتَقَينَا مَرَّة ً بَعدهُ كانَ وَداعًا وَسُهُدْ
أسْعِدِيني بلقاءٍ إنَّني ذبتُ وجدًا ثمَّ أضناني الكَمَدْ
سوفَ آتيكِ ملاكًا ساحِرًا شَعَّ نورًا وَضياءً يتَّقِدْ
أفتحُ الشُّبَّاكَ في ليلِ الدُّجَى لكِ أرمِي وَردَةً .. أعوادَ نَدْ
هامتِ الرُّوحُ اشتياقا إنَّها بعدَ لقياكِ لربِّي تستَعِدْ
لكِ في القلب مكانٌ راسِخٌ لم تحلْ فيهِ فتاةٌ أو تَكَدْ
يا لعينيكِ ويا لي منهُما أيُّ سحر ٍ…يُّ مَعنًى ما وَرَدْ
أنتِ عٌمري ، وَحياتي ، والمنى أنتِ في روحي وفكري والجَسَدْ
إنَّ قلبي في يديكِ قد غدَا فمتى قلبي فتاتي يُستَرَدْ
وَيْلُ نفسي مِن غرام ٍ حارِق ٍ مثلُ حُبِّي وَهيامِي ما وُجِدْ
إلتقينا .. كانَ فجرًا ساطعًا يومها فنِّي وَشعري قد وُلِدْ
هائمٌ فيكِ ، حياتي ، إنَّني كم أصابَ العينَ سُهْدٌ وَرَمَدْ
قبلةٌ منك سَتُحييني وأخطُو مع الدُّنيا .. أمالي تُسْتَمَدْ
أتركيني أنظمُ الشِّعرَ فأنتِ حياتي ، ثمَّ فنِّي … ما أوَدْ
إسمُكِ السِّحريّ كم رَدَّدْتُهُ في شفاهي يا فتاتي كالشَّهَدْ
يا حياةَ ما أقسَى النَّوَى كلُّ يوم ٍ دونَ لُقياكِ نَكَدْ
أنتِ كيمياءُ حياتي مُنيَة َ الْ قلبِ .. إنِّي عن هَواكِ لم أحِدْ
إفترَقنا بعدَه لم نلتقِ أشهُرٌ مَرَّتْ وَأخرى تبتَعِدْ
وَعَدَتْ أن نلتقي بعدَ غَدٍ وَفتاتي آهِ مِنها كم تَعِدْ
شعر : حاتم جوعيه – المغار – الجليل