المحكمة الأوروبية ونشوة النصر الصحراوي

سياسة واخبار : بقلم:لحسن بولسان
رغم انه  من السابق لأوانه تعداد النتائج السياسية وغير السياسية التي ستفرزها تدعيات القرار الصادر عن محكمة الإتحاد الأوروبي القاضي بإلغاء قرار مجلس الاتحاد الاوروبي الصادر منذ ثلاث سنوات والمتعلق بإبرام إتفاق فلاحي بين الاتحاد الاوروبي والمملكة المغربية مع التنفيذ الفوري،إلا أنه  يمكن مبدئياً الإشارة إلى عدة قضايا على قدر من الأهمية:
اولا : هذا مكسب قانوني أخر  لقضيتنا يأكد  أن المغرب قوة إحتلال ،وتستنزف خيرات أرض لا تملك شرعية التواجد بها ولا حق إستغلال خيراتها .
الامر الثاني، أنه بإصدار هذا الحكم  تعود قضية الصحراء الغربية كقضية مركزية في الحياة السياسية الدولية وتحديدا الأوروبية .‏
ثالثا لقد  تفطن  العالم أن التعاطي مع القضية الصحراوية يجب أن يمر عبر القبول بحقيقة وطبيعة قضية مدرجة في قضايا تصفية الإستعمار وأن اي مجهود يجب ان يسير في اتجاه اتمام مسار إعطاء الصحراويين حقهم في تقرير المصير
الامر الرابع : أن هناك اليوم مواقف وأراء إقليمية ودولية تأخذ إتجاهات اكثر إتساعا دوليا ،وأكثر عمقاً في فهم طبيعة نزاع الصحراء الغربية، وكشف حقيقة نظام المملكة المغربية.
الامر الخامس ، ان  هذا القرار اعطى قوة لجبهة البوليساريو  وزاد  من احترامها و ثبت شرعية مطالبها
أما الامر السادس ، فإن  هذا الحكم لا محالة سيفسد   ورقة إستغلال الاحتلال لخيرات الصحراء الغربية في إنتزاع مواقف معادية للصحراويين وهوما   يعد مكسبا معنويا لأصدقاء الشعب الصحراوي و  كرس صوابية وشرعية مطالبهم ، علما أنه لا يمكن إغفال أن العالم  تغير وأن التوجه الدولي ينحاز نحو  الصحراويين  شيئاً فشيئا وليس نحو  الاحتلال المغربي،  فإلى وقت قريب جداً كان المغرب يعيش وضعاً خاصاً، ويعتبر نفسه البلد المدلل في عيون الاوروبين،بل هناك حتى من وصفه ب”العشيقة”و “العاهرة للمضاجعة ينبغي الدفاع عنها دون أن تحبها” ، إلا ان العالم  مختلف اليوم  عن البارحة . فالقرار صادر من محكمة لجهة  رسمية وازنة دوليا ممثلة في الاتحاد الاوروبي ولن تتاثر بسياسة “اتفعفيع”ولا  ببيانات وتبريرات المغرب ولا بقدرة “لوبيه” على صعيد عالمي على شن الهجمات الدعائية المضادة… التي تستند في اساسها على الوهم والتضليل  وبالتالي  ستبقى قضية الصحراء الغربية ،  اكثر  حضوراً في الحياة الأوروبية والأخطر عليها في فضائها المتوسطي الواسع والمهدد لمصالحها الكثيرة.  واذا كان الصحراويون ينظرون الى هذا الحكم على انه انتصار  ينبئ بأن اوروبا  على غرار الإتحاد الإفريقي تسير في طريق التعامل الصارم مع المغر ب ، الا انه  سيفتح لهم  مع أصدقائهم  أفاقا  واعدة  جدا  في الساحة الدولية لتضيق الخناق على الاحتلال ونزع كل أوراق دعايته إعتمادا على لغة القانون ،وهو ما يعني   بالنسبة للمتتبعين  على اننا بصدد تحول بالغ الأهمية دوليا  في التعامل مع القضية الصحراوية وسيفتح أفاقا  واعد ة جدا في التعاطي الدولي مع قضية شعبنا وحتى تلك الاطراف الاوروبية والغربية عموما التي يحلو لها إستغلال خيرات وثروات الصحراء الغربية لن يتسنى لها ذالك إلا بإحترام إرادة  أهل الارض الاصلين في حريتهم وكرامتهم  ، واكيد ان الدول المتضررة من نص الحكم هي اليوم تعض أصابيع الندم لانها اكتشفت انها كانت تتعامل مع دولة محتلة وسارقة   و هي مجبرة أن تتبصر   وأن تعيد صوغ مفاهيم جديدة، قبل أن تتحدث عن اي علاقات مع المغرب
وأخيرا ورغم أن الخيبة المغربية واضحة،إلا أن الساسة المغاربية يحاولون تغليف هذه الخيبة بكثير من الغرور والعنجهية الكاذبة ……والتهجم على كل من يقول كلمة الحق، ولا يمكن وصف ذالك إلا بجعجعة أنتجها الخوف من المجهول والقادم ومن معادلات جديدة تغيرت في المنطقة بفضل تضحيات الشعب الصحراوي الذي من حقه أن يعيش نشوة هذا النصر