دراسات (:::)
د. غازي حسين – فلسطين المحتلة (:::)
تعتبر الهجرة اليهودية جوهر الصهيونية كأيديولوجية وحركة وكيان، وهي التي خلقت الوجود اليهودي في فلسطين العربية بمساعدة بريطانيا والولايات المتحدة وألمانيا النازية وأموال تعويضات ألمانيا الاتحادية، وإمكانيات الحركة الصهيونية ومنظماتها، واستخدام العصابات اليهودية الإرهابية المسلحة للإرهاب وارتكاب المجازر الجماعية والشاحنات والبراميل المفخخة لترحيل الفلسطينيين من وطنهم فلسطين.
وتحتل الهجرة اليهودية مكانة مرموقة في الفكر والممارسة الصهيونية، حيث تُحاط بهالة من القدسية ويطلقون عليها «عليا» أي الصعود، بينما يطلقون على النزوح «يريداه» أي الهبوط، ويلقبِّون المهاجر بالصاعد، والنازح بالهابط.
وأدت الهجرة إلى خلق وجود ومجتمع يهودي في فلسطين بعد استلام هتلر للحكم في ألمانيا وتوقيع اتفاقية هافارا بين وزارة الاقتصاد النازية والوكالة اليهودية في فلسطين لتهجير يهود ألمانيا إلى فلسطين فقط، وتعويضهم عن ممتلكاتهم في ألمانيا بضائع ألمانية كانت ترسل إلى ميناء يافا، وتقوم الوكالة اليهودية ببيعها في فلسطين ولبنان وسورية والعراق.
اتفق هتلر مع الحركة الصهيونية لتنظيف ألمانيا من اليهود تحقيقاً للهدفين النازي والصهيوني، وهو تحقيق النقاء العنصري للآريين واليهود.
وتالياً قاد الهدف المشترك للنازية والصهيونية إلى التعاون بين النازية والصهيونية، للتشابه النظري والعملي بين الأيديولوجيتين العنصريتين، فالنازية كانت تعارض اندماج اليهود في المجتمع الألماني، والصهيونية كانت تعمل على عزلهم بمساعدة السلطات النازية وتهجيرهم إلى فلسطين.
وقاد اضطهاد النازية للمعادين لها ومنهم يهود ألمانيا، الذين يؤمنون بأن ألمانيا وطنهم، ويعادون الصهيونية ولا يريدون الهجرة إلى فلسطين إلى توطيد التعاون بين الجستابو والموساد لتهجير يهود ألمانيا إلى فلسطين.
وأغلقت جميع بلدان العالم أبوابها أمام هجرة اليهود إليها، بناء على القرار الذي اتخذه مؤتمر إيفيان في سويسرا عام 1938م، حيث أصرت غولدا مائير ممثلة الحركة الصهيونية إلى المؤتمر على ذلك. وقالت: إما أن يتوجه يهود ألمانيا إلى فلسطين أو يبقون في معسكرات الاعتقال.
وفتحت دولة الانتداب البريطاني أبواب فلسطين على مصراعيها لهجرة اليهود إليها تلبية إلى إلحاح الولايات المتحدة عليها.
وأدت هجرة يهود ألمانيا إلى نجاح الاستيطان اليهودي، وإلى إقامة الكيان الصهيوني ككيان استعمار استيطاني عنصري وإرهابي، وإلى النكبة الفلسطينية المستمرة، وإلى الهولوكوست الإسرائيلي المستمر على الشعب الفلسطيني، وترحيله من وطنه، ومصادرة أراضيه وممتلكاته، وتدمير العائلة الواحدة والمجتمع الفلسطيني.
وجرى تغيير خارطة فلسطين الديمغرافية والسياسية باستخدام القوة والحروب العدوانية والمجازر الجماعية والتطهير العرقي.
وكانت حرب عام 1948 وارتكاب العصابات اليهودية الإرهابية المسلحة كالهاغاناه وشتيرن والأرغون (74) مجازر جماعية على غرار مجزرة دير ياسين، وارتكاب «إسرائيل» بعد تأسيسها عشرات المجازر الجماعية انعطافة أساسية في ترحيل الشعب الفلسطيني من وطنه تطبيقاً للمخططات الصهيونية للترحيل التي بدأت بوضعها منذ عام 1938 ولا تزال مستمرة حتى اليوم، لإقامة أكبر غيتو يهودي عنصري وإرهابي في قلب المنطقة العربية والإسلامية، معاد لشعوب المنطقة وأداة في يد الإمبريالية الأمريكية والصهيونية العالمية.
مكانة الهجرة في الحركة الصهيونية:
تظهر أقوال كبار الصهاينة مكانة الهجرة لدى الحركة الصهيونية العالمية والآمال التي يعقدون عليها لإقامة إسرائيل العظمى الاقتصادية للمحافظة على قوتها العسكرية والاقتصادية لتحقيق نظرية /المجال الحيوي للصهيونية من النيل إلى الفرات للهيمنة على العالم/.
أبدى المؤسسون والقادة الصهاينة اهتماماً كبيراً بالهجرة اليهودية ومكانتها الجوهرية في الحركة الصهيونية. وأعلنوا عن الأحلام والآمال التي يعقدونها عليها.
وقال بن غوريون، مؤسس الكيان الصهيوني عن دورها ما يلي:
«إن انتصار «إسرائيل» النهائي سيتحقق عن طريق الهجرة اليهودية الكثيفة، وإن بقاء إسرائيل يعتمد فقط على توفر عامل هام وهو الهجرة الواسعة إلى إسرائيل(1)».
واستغل بن غوريون المؤتمر الصهيوني العالمي الذي انعقد في القدس المحتلة عام 1961 ليمارس الضغط والابتزاز على يهود العالم لتهجيرهم إلى فلسطين وقال:
«منذ اليوم الأول الذي قامت فيه الدولة اليهودية في إسرائيل وفتحت أبوابها لكل يهودي يرغب في المجيء إليها، منذ ذلك اليوم وكل يهودي متدين ينقض يومياً أوامر الديانة اليهودية ببقائه في بلاد المهجر(2)».
وأعلن مؤسس «إسرائيل» للتدليل على الأهمية القصوى للهجرة اليهودية ما يلي:
«إن مشكلة إسرائيل الرئيسية هي الأمن، و أن هذا الأمن لا يمكن أن يحققه أي جيش مهما بلغ تسليحه، ولكن تحققه الهجرة اليهودية المستمرة والمتدفقة إلى أرض إسرائيل حتى يعود إليها جميع يهود العالم(3)».
وقال ليفي اشكول، رئيس الوزراء الإسرائيلي الذي أشعل حرب حزيران العدوانية عام 1967 عن مكانة الهجرة ما يلي: «ويبقى موضوع الهجرة مشكلة إسرائيل الأولى، إن حق الحركة الصهيونية في الحياة يعتمد على نجاحها في مجال الهجرة(4)».
وقالت غولدا مائير، رئيسة الوزراء عن حاجة «إسرائيل للمحاربين من أجل الحروب العدوانية» إن ما نحتاج إليه في الوقت الحاضر أكثر من أي شيء آخر هو الهجرة: توجد أمور كثيرة نحلم بها، ولكن لقلة الرجال… لا نستطيع أن ننجزها إلاَّ إذا أتى المزيد من الرجال(5).
وصرح أبا إيبان، وزير خارجية «إسرائيل» الأسبق عن مركزية الهجرة في تخليد الاحتلال وقال:
«إن تنشيط الهجرة اليهودية من شأنه أن يعزز مكاسبنا في الحرب، وأن احتلال الأراضي وحده ليس كافياً، فنحن بحاجة إلى استيطان هذه الأراضي(6)».
وأكد ناحوم غولدمان، رئيس المؤتمر اليهودي العالمي على دور الهجرة في مستقبل الصهيونية وإسرائيل وقال:
«إن مستقبل الصهيونية العالمية يتوقف على سياسة الهجرة إلى إسرائيل خلال عشر السنوات القادمة. إذا حُلَّتْ مشكلة الهجرة، وهي المشكلة الثانية، فلن يكون هناك مشكلة أولى وهي الأمن(7)».
وشعرت «إسرائيل» بالغطرسة والتصلب والاستعلاء بسبب هجرة اليهود الجماعية إليها من بلدان أوروبا الشرقية وازدادت إنكاراً للحقوق الوطنية للشعب العربي الفلسطيني وتنكراً لمبادئ القانون الدولي وحقوق الإنسان وقرارات الشرعية الدولية، وصعَّدتْ من القمع والإرهاب والعنصرية والترحيل تطبيقاً للخرافات والمزاعم والأكاذيب الواردة في التوراة والمخططات الصهيونية.
وتؤكد تصريحات حكام «إسرائيل» التصميم على زيادة عدد المهاجرين إلى أكبر عدد ممكن وبالمقابل تقليص عدد الفلسطينيين عن طريق إبادتهم وترحيلهم وتوطينهم خارج وطنهم فلسطين بالتركيز على معزوفة القنبلة الديمغرافية.
أهداف الهجرة اليهودية
تقوم الأيديولوجية الصهيونية على الإيمان بوجود شعب يهودي عالمي واحد، هو شعب الله المختار، وعرق يهودي نقي وأمة يهودية نقية تعيش في المنفى، والعمل على جمع شتات «المنفيين» بتهجيرهم إلى فلسطين لإقامة إسرائيل العظمى (الاقتصادية) عن طريق الهجرة وترحيل العرب والاستيطان، وجعلها دولة لجميع اليهود في العالم الأحياء منهم والأموات تماماً كما فعلت في اتفاقية التعويضات مع ألمانيا، ومن أجل تحقيق الهجرة تعاونت الحركة الصهيونية مع الدول الاستعمارية وألمانيا النازية والحركات اللا سامية، حيث تعاونت مع دعاتها وساهمت في بعض الأحيان في اختلاقها وتساهم في تضخيمها وتخليدها ونعت انتقاد «إسرائيل» أو معاداة عنصرية الصهيونية باللا سامية. وتعاونت مع بعض الخونة والعملاء والمتصهينين من الحكام العرب ومنهم بعض الأمراء والملوك الهاشميين وآل سعود وجعفر النميري.
تضمن برنامج حزب الماباي (العمل حالياً) عام 1951 على «أن مهمة الصهيونية كانت ولا تزال حل المشكلة اليهودية عن طريق جمع شتات الشعب اليهودي في أرضه المزعومة، وذلك على الرغم من أن المسألة اليهودية، نشأت في أوروبا وبحق يهود أوروبا ولا دخل للعرب فيها على الإطلاق، ولماذا يدفع العرب ثمنها؟
وتعمل الصهيونية والكيان الصهيوني على جمع الشتات بشكل مستمر مما يكشف عن نوايا العدو الصهيوني العدوانية والتوسعية والعنصرية والاستعمارية.
ويعني جمع شتات يهود العالم في فلسطين المزيد من الحروب، والمزيد من التوسع والاحتلال، والمزيد من التراتسفير (ترحيل العرب)، والمزيد من الاستيطان أي الاستعمار الاستيطاني وبناء المستعمرات والمزيد من تهويد الأرض والمقدسات العربية والإسلامية في القدس والخليل وبيت لحم ونابلس، وبقية الأراضي الفلسطينية المحتلة.
أكد د. ألتمان، عضو الكنيست وأحد قادة حزب حيروت (الليكود حالياً) على الأهداف التوسعية لإسرائيل وقال في 29 تموز 1951: «إن جمع الشتات معناه خمسة ملايين يهودي على الأقل في دولة إسرائيل خلال عشر السنوات القادمة. وهذا شيء لا يمكن إتمامه في الحدود الحالية لدولة إسرائيل، ولذلك فإن جمع الشتات يتطلب سياسة خارجية ترمي إلى تحرير جميع أراضي إسرائيل»، أي احتلال فلسطين بأسرها.
وتعمل الحركة الصهيونية لتحقيق الأهداف التالية من الهجرة اليهودية:
ـ تقوية طاقات إسرائيل العسكرية والاقتصادية.
ـ دعم حروب إسرائيل العدوانية وتزويدها بالطاقات البشرية.
ـ الاستيطان في الأراضي الفلسطينية والسورية واللبنانية والعربية المحتلة واستغلالها وتهويدها وسرقة مياهها.
ـ استغلال الهجرة كسوط مُسلّط على رقاب اليهود في العالم فإما الهجرة أو تقديم المساعدات المالية والسياسية والإعلامية لإسرائيل في حال عدم هجرتهم إليها.
قامت وتقوم الهجرة على أساس اعتبار أن يهود العالم يعيشون في المنفى، وهم معرضون للاضطهاد واللا سامية، وإسرائيل معرضة للإبادة، لذلك يجب عليهم أن يعودوا للدفاع عنها ولإقامة إسرائيل العظمى، مما يدل بوضوح على عدم صحة الأسس التي تقوم عليها.
وتعتبر الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة أن الضفة الغربية المحتلة أراض يهودية محررة وليست محتلة، وذلك خلافاً لقراري مجلس الأمن الدولي 242 و338، والعديد من الشرعية الدولية وانتهاكاً فاضحاً لمبادئ القانون الدولي الملزمة.
دور اللا سامية والإرهاب في دعم الهجرة:
ثبت بجلاء من خلال الوثائق التاريخية التي ظهرت عن الحقبة التاريخية الممتدة من القرن التاسع عشر وحتى الآن أن زعماء الحركة الصهيونية لم يهتموا مطلقاً في أي فترة من فترات هذه المرحلة التاريخية بإنقاذ اليهود من الملاحقة والاضطهاد وإنما اهتموا فقط بتحقيق أهداف الحركة الصهيونية، ومنها مقاومة اندماج اليهود والتعاون مع الحركات والشخصيات اللا سامية لتهجيرهم إلى فلسطين وإقامة «إسرائيل» فيها على حساب الأرض والحقوق والثروات العربية.
تقود الحركات اللا سامية إلى ما تهدف إليه الصهيونية، لذلك تستغل الصهيونية الحركات والشخصيات اللا سامية، وتقيم معها العلاقات الوثيقة لتحقيق أهدافهما المشتركة، ومنها عزل اليهود ودفعهم إلى الهجرة. وظهر ذلك بوضوح في علاقات الحركة الصهيونية مع ألمانيا النازية.
ففي عام 1933 في غمرة تطبيق قوانين نورنبيرغ العنصرية تم توقيع اتفاقية هافارا بين الحركة الصهيونية ووزارة الاقتصاد في ألمانيا النازية.
وكان المهاجر اليهودي الألماني بموجب الاتفاقية يترك أملاكه في ألمانيا ثم ترسل إليه على شكل بضائع ألمانية عن طريق مركز الوصاية لإرشاد اليهود الألمان في برلين إلى مكتب هافارا في تل أبيب. مما زاد من أرباح المؤسسات الألمانية والحركة الصهيونية.
ولجأت المخابرات الإسرائيلية والمنظمات الصهيونية الموجودة في بلدان أوروبا الغربية إلى كتابة الشعارات اللا سامية، ونبش بعض الحجارة في المقابر اليهودية، لإشاعة جو من الخوف والقلق بين اليهود لحملهم على الهجرة إلى «إسرائيل»، ولممارسة الضغط والابتزاز على حكومة ذلك البلد للحصول على المزيد من الأموال ولتأييد سياسة «إسرائيل» الإرهابية والاستعمارية بحق الشعب العربي الفلسطيني.
ولم تكتف الحركة الصهيونية باختلاق الأخبار والأحداث اللا سامية لزيادة الهجرة والضغط والابتزاز بل اقترفت جرائم وحشية بحق اليهود لحملهم على الهجرة إلى فلسطين واتهمت اللاسامية بارتكابها.
ففي تشرين الثاني عام 1940 أوقف الأسطول البريطاني الباخرتين باسيفيك وميلوس وكانتا تحملان نحو ألف وسبعمائة مهاجر يهودي وقررت حكومة الانتداب إرسال المهاجرين المهربين إلى جزيرة موريتشيس على ظهر السفينة باتريا.
ولكن قبل إقلاع السفينة من ميناء حيفا وقع انفجار على ظهرها أدى إلى قتل وغرق (267) يهودياً. وحمّلت الوكالة اليهودية بريطانيا المسؤولية وأعلنت «أن الانفجار كان عملاً من أعمال الاحتجاج اليهودي الجماهيري على القرار اللا إنساني الذي أصدره المندوب السامي البريطاني، بل عملاً من أعمال الانتحار الجماعي(8)».
وهكذا اتهمت الوكالة اليهودية، بريطانيا واليهود أنفسهم بتفجير باتريا، وأشاعت أسطورة الانتحار الجماعي للمهاجرين على غرار ماسادا في التاريخ اليهودي لكي تُخرج الحكومة البريطانية وتجبرها على فتح أبواب فلسطين أمام الهجرة اليهودية. وبالفعل سمحت بريطانيا لركاب باتريا بدخول فلسطين.
وأثبتت الأدلة التي توصلت إليها لجنة التحقيق «أن إغراق الباخرة كان عملاً مقصوداً ومتعمداً قامت به جماعة من الصهاينة المرابطين على الشاطئ(9)»، وهي عصابة الهاغاناه الإرهابية بأمر من مؤسس إسرائيل دافيد بن غوريون.
وأكد الكاتب كريستوفر سايكس «إن عقول رجال الوكالة اليهودية ذوو المسؤولية الرسمية عن طريق الهاغاناه، هي التي خططت لهذا الحدث الرهيب(10)».
وأكد أيضاً الكاتب اليهودي المشهور الفريد ليننتال أن زعامة الهاغاناه هي التي نفذت العملية لأنها قررت عدم السماح للسفينة باتريا بمغادرة ميناء حيفا. ولكن الوكالة اليهودية كعادتها في الكذب سارعت إلى إخفاء دورها الوحشي في المجزرة وروّجت أكذوبة الانتحار الجماعي لتركيز السخط والابتزاز على حكومة الانتداب البريطاني.
واتبعت الحركة الصهيونية في الستينيات من القرن الماضي أسلوب باتريا مع مراكش، حيث أسست المخابرات الإسرائيلية منظمة سرية في مراكش لتهجير يهود المغرب، فقامت هذه المنظمة الصهيونية بنسف سفينة بسكس التي كانت تحمل (43) يهودياً أمام ساحل المغرب. وألصقت التهمة بالسلطات المغربية.
وقامت بحملة إعلام كاذبة ومركزة ضد المغرب كي تحمله على رفع القيود التي وضعها منذ عام 1959 على الهجرة اليهودية. وبالفعل أُجبرت السلطات المغربية على رفع جميع القيود التي فرضتها على الهجرة اليهودية، وهاجر يهود المغرب إلى إسرائيل تطبيقاً لمخططاتها لتهديد فلسطين المحتلة، وإقامة أكبر غيتو يهودي في قلب الوطن العربي.
فالحركة الصهيونية لم تتورع عن ارتكاب أبشع الجرائم ضد اليهود وغير اليهود لتحقيق أهدافها، بما في ذلك التعاون مع ألمانيا النازية ضد يهود ألمانيا غير الصهاينة، وتهجير اليهود من ألمانيا إلى فلسطين.
وانطلاقاً من هذا الموقف الصهيوني الوحشي قامت المخابرات الإسرائيلية عشية زيارة أبا إيبان وزير خارجية «إسرائيل» إلى ألمانيا الاتحادية عام 1970 بارتكاب جريمة وحشية، وذلك بحرق منزل للمسنين اليهود في مدينة ميونيخ تمهيداً للزيارة، لكي تحصل «إسرائيل» على المزيد من الأموال والأسلحة الألمانية، واتهمت الجهات الفلسطينية بالعملية للإساءة إلى منظمات المقاومة في أوروبا، ولإشعار اليهود بالخطر الدائم عليهم.؛ لحملهم على الهجرة إلى فلسطين العربية وتهويدها.
————————–
المصادر:
1 ـ تيسير النابلسي، حركة الهجرة اليهودية بعد عدوان حزيران 1967، مركز الأبحاث الفلسطيني، بيروت 1971، ص11، نقلاً عن مجلة نيويورك تايمز، 2 شباط 1959.
2 ـ بن غوريون في المؤتمر الصهيوني الذي انعقد في القدس المحتلة عام 1961.
3 ـ د. غازي حسين، إسرائيل الكبرى والهجرة اليهودية، دمشق 1992، ص52. نقلاً عن مجلة الشراع اللبنانية، العدد 427 في 29/5/1990، ص28.
4 ـ تيسير النابلسي، حركة الهجرة اليهودية بعد عدوان حزيران 1967، مصدر سابق، ص11. نقلاً عن جويش أوبزيرفر آند ميدل أيست ريفيو 7 تموز 1967.
5 ـ جريدة دافار 1970.
6 ـ جريدة دافار 19111 ـ 1967.
7 ـ تيسير النابلسي، حركة الهجرة اليهودية، مصدر سابق، ص12.
8 ـ جريدة دافار في 9 أيلول 1975.
9 ـ جريدة دافار في 30 تشرين الثاني 1975.
10 ـ جريدة معاريف في 15/12/1975.