هارفي غورديل…أضرار جانبية في لعبة المخابرات الفرنسية

التصنيف : استخبارات وجاسوسية (:::)
سفيان بومدين – الجزائر (:::)
لا داعي لانتظار ما سيسفر عنه التحقيق, لأن العملية مخابراتية و التحقيق فيها أيضا مخابراتي, و سيتفق كل من DRS و DGSE على غلق القضية بطريقة أو بأخرى مع تحقيق بعض المكاسب هنا أو هناك لهذا الطرف أو ذاك…
لم تكن عملية اختطاف و ذبح الرعية الفرنسي سوى عملية استخباراتية ناجحة نوعا ما. و لكن من قام بالعملية؟ المخابرات الفرنسية أم الجزائرية؟
لقد أجمع المحللون و القادة السياسيون في الجزائر من معارضة و موالاة على أن العملية كان القصد منها الزج بالجزائر في أتون الحرب الكونية على داعش في إشارة إلى إمكانية تورط جهاز المخابرات الفرنسي في ذلك, في الوقت الذي رأى فيه محللون من الضفة الأخرى للمتوسط عكس ذلك تماما ليشيروا هم أيضا إلى إمكانية تورط المخابرات الجزائرية في الموضوع, كما ذهب إلى ذلك قادر عبد الرحيم، الباحث بمعهد العلاقات  الدولية و الإستراتيجية بفرنسا…إذن فالعملية مدبرة بليل, و لكن من من الجهازين قام بالعملية؟ DRS  أو DGSE؟
في تصريح غريب من مدير المخابرات الفرنسية السابق إيف بوني تعليقا على الحادثة قال هذا الأخير أن عملية اختطاف وقتل هارفي غورديل هي عمل إرهابي إسلاموي وليــــس عملاً استخباراتياً!! بتحليل بريء من أبسط محللي أبسط وسيلة إعلامية, الهدف من هكذا تصريح و في هذا التوقيت هو إبعاد أي شبهة قد تحوم بجهاز المخابرات الفرنسي…و إلا فما المغزى من هكذا تصريح ؟؟
و بالعودة إلى أبجديات الفعل و رد الفعل خاصة فيما يخص العمل المخابراتي, نجد أن المستفيد من عملية ما هو من قام أو لنقل خطط للعملية, في حين أن المتضرر من العملية هو الضحية إلا في حالة فشل العملية أين يمكن للسحر أن ينقلب على الساحر, و هنا تتضح الرؤية شيئا ما, فمن المستفيد من ذبح الرهينة الفرنسي في الجزائر و من المتضرر؟ هذه العملية تعتبر بالمقاييس المتعارف عليها ضربة قاسية للجزائر على كل الأصعدة, و يستحيل التصديق بأن المخابرات الجزائرية هي من قام بالعملية, في حين أن فرنسا و إن خسرت رعية لها (في عمل المخابرات تعتبر أضرار جانبية ليس لها أي وزن) إلا أنها ربحت الكثير و يكفي أن الرأي العام الفرنسي توحد خلف القيادة الحالية لمحاربة داعش (ليس هذا هو الهدف الحقيقي للعملية)…و لا داعي لانتظار ما سيسفر عنه التحقيق, لأن العملية مخابراتية و التحقيق فيها أيضا مخابراتي, و سيتفق كل من DRS و DGSE على غلق القضية بطريقة أو بأخرى مع تحقيق بعض المكاسب هنا أو هناك لهذا الطرف أو ذاك…