الرابط : سياسة واخبار (::::)
بقلم : نبيل الهتاري – اليمن (::::)
لقد بات معروفا للجميع مدى الاحتقان الذي يغلي في صدور كل من ابناء البلدين الجارين اليمن والسعودية حول مشاكل الحدود بينهما وأحقية كل منهما بمناطق نجران وعسير وكل فريق يبرهن ويسرد من المبررات مالا يعد ولايحصى لإثبات أحقيته حتى غدت معظلة شائكة يزداد حلها تعقيداً. ومع كل هذا تبقى حتى الان مجرد مناوشات ذات طابع غير رسمي رغم الاتفاقات الغير عادلة المبرمة بين الطرفين في ثلاثينات القرن الماضي وأوائل القرن الحالي.
لقد كان لإعلان بعض الشركات النفطية قبل أشهر قليلة على إمتلاك اليمن لثروة نفطية هائلة في محافظة الجوف ردود أفعال حادة وغير متوقعة من قبل المملكة العربية السعودية كمسارعتها ببناء جدار عازل في منطقة الحدود المشتركة المقدرة ب20 كيلومترا وهي بهذا التصرف تخالف بنود الاتفاق التي تنص عليها معاهدة جده التي كان التوقيع عليها خطئاً أكيداً بحد ذاته وتفريط كبير بحقوق اليمن التاريخيه . الامر الثاني يتمثل في قيام الجارة السعودية بعمليات تنقيب أفقية للنفط داخل الحدود المشتركة الامر الذي يعد تجاوزا سافراً لسيادة الجمهورية اليمنية ووجوب الرجوع إليها إزاء أي تصرف في منطقة الحدود المشتركة بين البلدين. ومن المعروف أيضا أن نجران وعسير التي يرى اليمنيين أنها أراض يمنية على مر التاريخ هما بمثابة البقرة الحلوب للمملكة لوفرة منابع النفط ومناجم الذهب في تلك المناطق.
والأسواء من هذا، هو قيام المملكة بعمليات استطلاع جويه متكرره على العديد من مناطق الجوف بذريعة محاربة القاعدة وحماية أراضيها من تسلل العمالة اليمنية إليها بطرق غير رسميه للبحث عن عمل. أما حال العمالة اليمنية الوافدة إلى المملكة فلا تكاد تقل سوءاً عما يلقاه سجناء جوانتاناموا أو سجن أبو غريب. وقد سطر الامن السعودي أبشع الامثلة من قتل وتعذيب وسجن للمواطنين اليمنيين القادمين للبحث عن عمل مع العلم أن الحكومة السعودية قطعت على نفسها العهود والمواثيق أثناء معاهدة جده بتوفير الأمن للعمالة اليمنية وتسهيل العقبات تجاههم ولكن اتضح أن كل تلك العهود ما كانت إلا ورقة خداع لإنجاح تلك المعاهدة المشؤمه.
لقد أصبحت الحدود بين البلدين اليوم أشبه بمنطقة مثلث برمودا التي من دخلها من اليمنيين فلا يلقى إلا الموت المحتوم ولا سبيل له الى النجاة. أرى أنه يتحتم على الحكومة اليمنية القادمة بعد الفترة الانتقالية اتخاذ مواقف جريئة تجاه مشاكل الحدود والعمل على تصحيح كل ما سبق من معاهدات ونزاعات حتى ينعم البلدين بحسن الجوار ويأخذ كل ذي حق حقه؛ وإلا فستظل مشاكل الحدود فتيل نزاع وصراع بين البلدين. وفق الله الجميع لكل خير.