الطلاب والمهن الخطرة (3) بقلم : سعيد مقدم ابو شروق

منوعات …..
بقلم: سعيد مقدم ابو شروق – الاهواز ….
في الصف السابع، غاب رعد أسبوعا كاملا!
ورعد ليس جيدا في الدراسة، بل أسوأ من هذا بكثير، هو لا يفهم من الرطين شيئا.
والسبب يعود إلى أن أسرته عند اندلاع الحرب لم تتمكن من النزوح، فبقت في المحمرة، وبعد أن احتل الجيش العراقي المدينة نقلهم برفقة آلاف آخرين إلى العراق حيث آواهم في معسكرات خاصة بالأحوازيين، منهم من امتهن الفلاحة، والشباب منهم التحقوا بالجيش الخاص بالأحوازيين وكان يطلق عليه فيلق الأحواز.
وقليل من طلابهم استطاع أن يجتاز الابتدائية ويواصل دراسته.
وعندما اجتاح حزب البعث الكويت وأدى إلى تدمير العراق، رجع الأحوازيون إلى مدنهم لا يعرف أطفالهم من اللغة الفارسية شيئا؛ فواجهوا ما واجهوا من مشاكل في المدارس الإيرانية. وواجهوا ما واجهوا هم من البطالة والتهميش.
وأرجع إلى رعد، حضر رعد بعد أسبوع وهو يرتدي السواد!
استفسرت منه السبب فقال إن أخاه مات. لكن زملاءه أخبروني أنه انتحر شنقا!
يعزو رعد انتحار أخيه إلى البطالة والعوز. لكنهم أخبروني إنه كان مدمنا على الأفيون!
ثم تضارب الكلام حول إدمانه، منهم من ادعى أنه مدمن ومنهم من قال لا … حتى قام عباس ذو الهيكل الضخم وأنهى النزاع قائلا:
إنه مدمن يقينا، والدليل الدامغ إنه كان يشتري الأفيون مني!
– منك؟! وهل أنت تبيع الأفيون؟! (سألته في دهشة وذهول).
وكأنه أدرك زلة لسانه فقال: لا، يشتري من جيراننا.
ثم صاح الطلاب معظمهم: بلى، عباس يبيع الأفيون.
وبعد أن دق الجرس أحضرت عباسا ذا الثالثة عشرة سنة وسألته عن حقيقة هذه المهنة المهلكة فاعترف وقال:
أبيع لخالي فيعطيني كفلا من الربح!
نصحته كثيرا أن يرجع إلى الصراط المستقيم؛ لكنني أستبعد أن أجد لنصيحتى أية جدوى ما دام عباس (الفقير) تذوق حلاوة الأفلوس!
أما ما تسمى دائرة مكافحة المخدرات، فإنها بناية على واجهتها يافطة فحسب. وأرجو أن لا يخطر على بالك أنها تكافح المخدرات بتاتا.