منوعات [….
بقلم : محمد بونوار – كاتب مغربي مقيم في المانيا ..
أولا وجبت الاشارة أن الثقافة الترفيهية هي جميع الانشطة التي يمارسها الانسان في أوقات الفراغ والمجالات طبعا كثيرة ومتنوعة : المسرح , والغناء ,والثمثيل, والرقص ,والالعاب الرياضية , والتنزه في الحدائق ,والمخيمات الصيفية ,والتزحلق على الثلوج ,والسباحة ,والصيد بكل أنواعه , والمشي على الاقدام في أماكن مهيئة ,و…و اللاءحة طويلة .
ثانيا , دور الثقافة الترفيهية هو الترويح عن النفس و خلق توازن ذهني وفكري وبدني ونفسي لدى الاشخاص الممارسين والممارسات , علاوة على شحن ذاكرة الاطفال خاصة بفوائد العمل الجماعي وحب الانتماء للوطن.
والترفيه المباشر ينمي شخصية الانسان ويحميها من الانزلاق في متاهات التطرف والانطواء والتشدد و يفتح أفاق التواصل الاجتماعي .
ثالثا , الفرق شاسع وكبير بين ما تخصصه الدول الاروبية والدول العربية لثقافة الترفيه وبرمجتها وبناء أماكنها وصيانتها وصناعة أدواتها والتفكير في الرفع من قيمة ما تزخر به الطبيعة من تضاريس وجبال وأنهار وأودية وشلالات وعيون وبحيرات وتحويلها الى مرافق ترفيهية , هذا الفرق سببه الوعي السياسي الذي لا يخصص ميزانيات ضخمة للنهوظ بهذا الجانب الذي يشكل جزءا من الثقافة بشكل عام في الوطن العربي .
رابعا , الثقافة الترفيهية , أو بالاحرى المشاريع الترفيهية تغيب في برامج الدول العربية وتبقى حاضرة لدى الخواص الذاتيين , بمعنى آخر , الترفيه الوطني المجاني ضعيف جدا مقارنة مع الترفيه الممول من الخواص و الذي يعتمد على الارباح .
خامسا , نأخذ دولة المغرب مثلا كنموذج في هذا البحث المتواضع , وتجدر الاشارة في البداية أن ثقافة الترفيه شقت طريقا لاباس به في مجالات التخييم وممارسة الرياضات خاصة في المناطق الحضرية , وهو الامر الذي يترجم تقدم بعض الرياضيين والرياضيات المغاربة في ألعاب القوى على الصعيد العربي وفي ممارسة ركوب الخيل وركوب الدراجات ورياضات أخرى بحكم الممارسات اليومية التي تبتدأ كترفيه وهواية في اوقات الفراغ, وتنتقل فيما بعد الى درجة التخصص و الاحتراف .
مؤخرا حصلت عدد من الشواطء المغربية – 21 شاطئ قابل للاصطياف – على درجة شواطئ نظيفة من قبل منظمة البيئة العالمية , وهو ما يعني أن ثقافة الترفيه والاعتناء بأماكن الترفيه بدأت تشق طريقها الى الظهور بشكل حسن . لكن رغم هذه المحاسن , لازالت ثقافة الترفيه في المغرب تحتاج الى عناية أكثر , خاصة في المجال القروي حيث يفتقر المواطن المغربي الى حدائق ومسابح للاطفال , وأماكن للترفيه , كما لازلت البحيرات والشلالات وغيرها من الثراوات الطبيعية تحتاج الى تهيئة شاملة خاصة منها الجبلية والتي يمكن أن تكون كرافعة أساسية للنهوض بالثقافة الترفيهية والتي لها علاقة بالسياحة الوطنية والتعريف بالثروات الطبيعية .