منوعات …..
بقلم : عبد القادر رالة – الجزائر ….
اعتقدت فرنسا مطمئنة بأن المقاومه الشعبية انتهت للأبد و أنها بسطت سلطانها علي كامل التراب الجزائري مشرقا ، مغربا ، شمالا وجنوباً… وأن الأمير عبد القادر الجزائري وبوعمامة وفاطمة نسومر وبوبغلة والحداد طواهم النسيان وإن ذُكروا فكأبطال اسطوريين ورموز لضعف الأهالي وقوة فرنسا وهيبتها بين الدول والأمم ..
لكن الشعب الذي انجب الأمير عبد القادر الجزائري وبوعمامة وفاطمة نسومر وبوبغلة والحداد والمقراني ليس شعباً عقيماً ، وله رصيد لا ينضب من الشجاعة والنخوة والانتماء الوطني وإن بدا لفرنسا أنه يئِس واستسلم نهائياً !
وبعد زمن استسلم المشعل إمام ومصلح ثائر مميز كان له دور كبير في الاستقلال. ويحق لنا أن ندعوه البطل الثاني بعد مؤسس الدولة الأمير عبد القادر الجزائري و اهم شخصية وطنية بعده في تاريخنا الحديث.
لم يحمل السلاح ولا نظم الصفوف ولا انتسب الى الاحزاب السياسية ، وإنما حمل الجزائر في قلبه ، وبذّل جهودا جبارة لكي تبقى الوطنية حية في قلوب الجزائريين . وجد أن أغلب الشعب جاهل و أمي وان كان له احساس بانتماء وهوية تخصه تختلف عن انتماءه المزيف لفرنسا المفرَوض بالقوة .
عاهد نفسه علي أن يحارب الجهل قبل محاربة فرنسا فأسس الجمعيات و المدارس،وألقى الدروس ،وفسر الٌقرآن وكتب المقالات وراسل العلماء في الشرق والغرب… وهدفه الكبير هو تكوين جيل وطني مستنير يُواصل مسيرة الامير .
جيل مؤمن بالإسلام دينا وانتماءا ، العربية لغة والحرية حلما والاستقلال هدفا…
و بدأت المسيرة…. مسيرة كفاح وصراع فكري شاق وصعب تعترضه معوقات أولها وأصعبها الاستعمار ، وثانيها الطرقية وثالثها المعمرون ، ورابعها قلة الامكانيات لكن ما يئس َ ولا استسلم…
استطاع هذا الإمام الثائر ورفقاءه أن يُكونًوا جيلاً من الشبان الثائر الذين انطلقوا وثاروا وزلزلوا الارض من تحت فرنسا…. وكانت ثورة عظيمة …استمرت سبع سنين..ثورة لم ترضى عن الاستقلال بديلا… كان هدفا…وتحقق …وكان نتيجة حقيقية ومنطقية لنضال ابطالنا الشجعان منذ الامير عبد القادر والمقراني والتبسي وحوحو وبن نبي والعربي بن
مهيدي و سي الحواس … واليوم اذ ذكرنا أبطالنا الكبار إلا وذكرنا الامير عبدا لقادر وابن باديس…