منوعات ….
بقلم : عبد القادر رالة – الجزائر ….
في خلال اسبوع توفى أشخاص… وكل وفاة كانت تعبر عن حالة ، وكانت تعبر عن شعور ، وعن مكانة … الموت واحد ، لكن التأثير كان مختلفا…
توفي قريب لي ، وتوفي رجل في حينا كنا نحترمه… وتوفي كاتب وباحث كبير هو شيخ المؤرخين في بلادنا ، وتوفي شاعر كبير يسمى صوت البسطاء… وتوفى مناضل ورئيس كبير يطلقون عليه صوت الضمير!
قريبي مدحه الجميع ، من أصهاره ، وأبناء عمه ، وابناء الخالة … قالوا إنسان طيب ودود يصل الأرحام…لم تكن وفاته ألما لأولاده وإنما لنا جميعا عائلته الكبيرة…
أما جارنا منصور ، فقد بكيناه بحرقة ، وأحسسنا بأننا فقدنا انسانا مميزا …جميع الجيران نوهوا بخصاله ومدحوه بما تميز به من شمائل وصفات… الصغار قبل الكبار ، وحتى النساء .. يُحي الجميع … يبتسم للجميع.. يسأل عن الجميع … يحضر الأعراس والجنائز… ولم تكن وافته خسارة لعائلته وإنما للحي بأكمله…
المؤرخ أبو القاسم سعد الله عاش بسيطا … وغادر الدنيا بسيطا.. الكاتب الوحيد الذي اتفق عليه جميع الجزائريين ، مدحه الجميع واتفقوا على مكانته العلمية وعبقريته وأصالة بحوثه ، واعتبروا وفاته خسارة علمية لا تعوض ، ولم تكن خسارته للوادي وقمار ، وإنما للجزائر كافة ، ولم تكن خسارته لمدرسة التاريخ الجزائرية وإنما للثقافة الجزائرية الحديثة…
و مثل سعد الله عاش الشاعر الفذ فؤاد نجم بسيطا في حياته لكن عبقريا في ابداعاته الشعرية ومواقفه السياسية وانحيازه للشعب والحرية ، ولم تكن وفاته خسارة لمصر فقط وإنما للعرب جميعا…
الرئيس الوحيد ، في تاريخ الانسانية ، أو في التاريخ المعاصر الذي بكاه الجميع ، أبناء بلاده جنوب افريقيا ، وابناء قارته افريقيا السوداء ، وأبناء العالم من المحرومين والمضطهدين … ربما الرئيس الوحيد في التاريخ المعاصر الذي لم يتنازل عن مبادئه… ولما انتصر لم ينتقم وإنما سامح… وتنازل عن الحكم وهو الذي افنى حياته في السجن … فكان مثالا للإنسانية..
هؤلاء الثلاثة الكبار توفوا في زمن واحد تقريبا… .
أبو القاسم سعد الله جزائري من بلدي الحبيب الجزائر….
فؤاد نجم عربي… ينتمي الى أمتي العربية….
نيلسون مانديلا افريقي من قارتي الجميلة افريقيا….
عبدالقادر رالة/ الجزائر