الشعر ….
شعر : نمر سعدي/ فلسطين المحتلة ….
حُبُّ الحياةِ
لصباحاتِ كانونَ أسبابُها كي نحبَّ الحياةَ
غمامٌ على الأرضِ
أنشودةٌ للقرنفلِ لا تنتهي
مطرٌ في الشفاهِ
وصايا المُحبِّ لمحبوبهِ
قمرٌ ناصعٌ في النهارِ
حديثُ النساءِ الصباحيُّ عن وجعِ الحُبِّ
رائحةُ القهوةِ العربيَّةِ
في الشارعِ العامِ في الناصرةْ
غوايةُ فيروزَ
أغنيةُ البحرِ
شوقُ الغريبِ لمسحِ غبارِ طفولتهِ
عن مرايا الصباحِ الجليليِّ
أو وهَجِ البرتقالِ الحزينِ
بحاكورةِ البيتِ …
أو خدَرٌ موغلٌ في الجسَدْ
حينَ تغفو ذراعٌ بعفويَّةِ الماءِ
تشبهُ خفقَ قلوبِ الطيورِ على الخاصرةْ
بائعُ التُحفِ الأربعينيُّ يبحثُ عن قوتهِ
وحمامٌ يعاكسُ قابلةً خلفَ نافذةٍ
في صباحِ الأحدْ
سنحبُّ الحياةَ كما لم يحبَّ الحياةَ أحدْ
* ***
أوديسُ الجديدُ
ويقولُ أوديسُ الجديدُ:
توهَّجي كالشمسِ في جسدي
فنولُ الثلجِ ينقضني كغزْلٍ فائضٍ
عن حاجةِ امرأةٍ من الدنيا
سأطوي البحرَ طيَّ قصيدةٍ يا زوجتي..
ولتكملي نقصانَ أغنيتي الأخيرةِ
عن سبايا الملحِ..
أو فلتغفري لي نزوتي البيضاءَ
يا بنلوبُ إنَّ هوايَ هاويتي
وقلبي كالفراشةِ في السراجِ
فنبتةُ الفلِّ المريضةُ
لن تحوكَ قميصَ نومكِ في غيابي عنكِ
إلا إن طلبتُ أنا إليها أن تحوكَ
وكومةُ الصَدَفِ المعذَّبِ لن تضمَّ حفيفَ صوتكِ
مثلَ زادِ الدربِ لي
إلا إذا زينْتِها للبحرِ خلخالاً
وللريحِ الحرونِ قلادةً فضيَّةً..
هل بعدَ أن تأوي عصافيرٌ إلى أوكارها
والشمسُ تخلدُ للمنامِ
ويجمعُ اللهُ الحبيبَ إلى حبيبتهِ
ويُنفخُ حينها في الصورِ
يا قمرَ الزمانْ
هل يستريحُ المتعبانْ؟
****
ديسمبرُ السيَّاب
يومُ الخميسُ أو اندلاعُ العطرِ بالليمونِ
في ديسمبرِ السيَّابِ..
من شمسِ الغروبِ قطفتُ زنبقةً
وبحتُ لغيمةٍ أرضيةٍ:
لن تفهمي قلقي المشبَّعَ كالهواءِ
بوجهِ فاتنتي وظلِّ قصيدةٍ سريَّةٍ
وبكلِّ أنفاسِ النبيذِ أو الظباءِ…
كأنَّ لوك نورانَ تأتي من بعيدٍ
كي تتمَّ المشهدَ الشعريَّ
حارسةً لايقاعِ الزهورِ
لرغبةٍ تخبو على الأهدابِ
كي يتوَّهَجَ القمرُ النهاريُّ الكسيرُ..
وفجأةً تمضي فأسمعُ في الفراغِ
بكاءَ نهرِ بويبَ أو صوتاً سرابيَّاً يقولْ:
(وذهبتِ فانسحبَ الضياءْ
لم يبقَ منكِ سوى عبيرْ
يبكي وغيرُ صدى الوداعِ إلى اللقاءْ
و تركتِ لي شفقاً من الزهراتِ جمَّعها إناءْ).