التجربة الصينية أفق اخر

اراء حرة (::)
بقلم : بكر السباتين (::)
كتب أحد المثقفين العرب على صفحته في موقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك) ، ساخراً من صناعة الصين لأضخم طائرة ركاب في العالم؛ في أنها ستكون عرضة للسقوط بعد انتهاء عمرها الافتراضي الذي لن يتجاوز الشهر الواحد. وانهالت بعد ذلك التعليقات على الموضوع ما بين مؤيد لرؤية الكاتب أو متفهم للتجربة الصينية المتفردة، التي تجاوزت كل التحديات في أتون حرب اقتصادية مستعرة تدور رحاها بين الدول الصناعية الكبرى في عالم متغير. وفي الحقيقة ينبغي عموما قبل كل شيء أن ندرك كيف يفكر العقل الصيني فلا نقيسه بمعطيات العقل العربي لأنهم في الصين يفكرون بمنطق الإنتاج وتوفير البدائل للزبائن من نفس النوع وفق سياسة إرضائية تستهدف إشباع كافة الأذواق بعدم حصرها في الطبقة القادرة على الشراء.. لذلك هم يصنعون أي سلعة مهما تعقدت تقنياتها، لكل الأذواق وفق الإمكانيات المتاحة.. فمثلاً الملابس التي تباع في أمريكا لا تتشابه مواصفاتها مع ذات السلعة التي تباع في الأردن.. وبالتالي يمكن الاستنتاج بأن كل من يقدر على صنع سلع عالية الجودة بتقنيات متفوقة، رغم أن عمرها الافتراضي قصير بسبب استخدام قطع غيار رخيصة؛ يمكنه أيضاً تحقيق ذات الهدف بمواصفات متقدمة لتنافس السلع حتى في اليابان.. علماً بأن جزءاً من الصناعة الصينية تخضع لنظام الامتيازات التي تحصل عليها أفخر الصناعات العالمية.. الصين دخلت في شراكة مفتوحة حتى مع وكالة ناسا الأمريكية وهذا بلا أدنى شك يعني الثقة المتبادلة بين شريكيين عملاقيين في كافة المجالات.. نحن لا يجب الحكم على المنتج الصيني من خلال ما يباع في الشرق الأوسط بل بمحاولة الدخول إلى العقل الصيني لمعرفة كيف يفكر بمعزل عن كل التجارب العالمية السابقة.. لأنهم ابتكروا وسائلهم المتفوقة في تسويق الصين إلى العالم وفق ما يرضي الأذواق والجيوب