اراء حرة (:::)
محمد بونوار – المانيا (:::)
هناك مثل شعبي يقول : من لا غيرة له على دينه وأهله ووطنه , فهو ليس بمواطن كامل .
انطلاقا من هذا المثل الشعبي أغتنم الفرصة وأرد بسرعة على الصحافية اليابانية والتي تدعى هيراتا اتسوكو , بخصوص كتابها الاخير والذي يروج لفكرة أن المغرب بلد مستعمر ومستبد . والذي تريد من خلاله ايصال فكرة أن الصحراء المغربية هي آخر المستعمرات في القارة الافريقية , وأن جبهة البوليزاريو هي – حكومة المنفى – بالنسبة للصحراء المتنازع عليها .
أولا وقبل شيئ استرجع المغرب الصحراء لانها كانت مستعمرة اسبانية , ولم يسبق ان كانت هناك دولة قائمة , بل كانت قباءل صحراوية تابعة للحكم المغربي . وهذا الاسترجاع تم بفضل مسيرة قوامها 350 الف مغربي سنة 1975 في عهد الملك الحسن الثاني رحمه الله .
في غضون هذه الفترة تكونت جبهة البوليزاريو, والتي انقسمت الى ثلاثة فرق , فريق غادر البلاد واستقر فوق تراب مدينة تندوف التابعة للجزائر, ووزع مهامات المسؤولية بين أفراده خارجا عن الوطن , ويعتبرهم المغرب كجبهة انفصالية مغربية.
وقسم فضل العيش بالوطن , ولازال مواليه يجهرون بانتمائهم السياسي للجبهة وايدلوجيتها الانفصالية , وفي مقدمهم السيدة أمينتو حيدر, ويعتبرهم النظام المغربي كمعارضة سياسية .
وقسم ثالث , استأنس العيش في أحضان الوطن , وهم السكان الحاليون في المناطق الجنوبية الصحراوية للمغرب.
ثانيا , عكس ما حاولت الصحافية اليابانية ترويجه , فالمغرب ليس ببلد مستعمرولا مستبد , بل العكس هو الحاصل , حيث لازالت بعض اراضيه ترزخ وتعاني من الاستعمار الاسباني في مدينة سبتة ومليلية , علاوة على الحدود الترابية التي تلامس الاراضي الجزائرية والتي تلاعبت بها فرنسا , اعتقادا منها أنها لن ترحل عن الجزائر آنذاك , والتي تمت اٍضافتها الى التراب الجزائري .
ثالثا , ثلث قيادة الجبهة فضلت الرجوع الى الوطن الام في فترات متقطعة , ومنهم من لازال يعيش ومنهم من قضى نحبه.
رابعا , المغرب يرحب بجميع سكان الصحراء الفارين من مخيمات تندوف بحكم الحصار المضروب عليهم .
خامسا , المغرب يرحب بفكرة تبادل الزيارات بين سكان المخيمات وأهاليهم بالمناطق الجنوبية , سواء برعاية منظمة الهلال الاحمر الدولي , اومن خلال المعاهدات المنبثقة عن الاتفاقيات الثنائية .
سادسا , المغرب , يطرح حل وسط شجاع يسمى بالحكم الذاتي ,والذي لقي اقبال كبير من طرف المجتمع الدولي والهيئات المسؤولة عالميا .
سابعا , المغرب سرا وعلانية يجلس فوق طاولة واحدة مع جبهة البوليزاريو للتفاوض بحضور ممثلي الامم المتحدة بدون عناء ولا استعلاء ولا تكبر.
ثامنا , لم يسبق للمغرب أن رفض طلب انفصالي واحد يريد الالتحاق بالوطن الام – المغرب – خاصة الذين يعيشون خارج الوطن .
تاسعا , لو تم فتح باب المساعدات الانسانية لاعانة سكان مخيمات تندوف لما كان المغرب في مقدمة المانحين والمساعدين .
عاشرا , يستقبل المغرب كل اعلامي يريد ان ينجز تحقيق عملي بخصوص هذا الملف بصدر رحب وبدون قيود .
لقد كان على الصحافية اليابانية ان تقوم ببحث بسيط لمعرفة مشكلة الصحراء من أولها الى آخرها , لكن في زمن المسخ الاعلامي , اصبحت الاقلام مأجورة وتكتب حسب الدفع السخي بدون مراعاة لادبيات المهنة .
من هذا المنبر أردد أن الصحراء التي كتبت عنها الصحافية اليابانية , مغربية وأن جبهة الوليزاريو جبهة انفصالية مغربية ,كما هو الشأن لاسبانيا مع الباسك وكندا مع الكيبيك , مع فارق بسيط حيث انفصاليو الاسبان وكندا يعيشون داخل الوطن , فيما انفصاليو جبهة البوليزاريو يتواجدون خارج الوطن وبالضبط فوق التراب الجزائري .
محمد بونوار
كاتب مغربي مقيم في المانيا