وقاحة وابتزاز صهيونيان … بامتياز !؟

التصنيف : آراء حرة (:::)
د. فايز رشيد – فلسطين المحتلة (:::)
الوقحون …الكذابون … الديماغوجيون … العاكسون للحقائق … المضللون … وكل ذلك بامتياز ! هذه بعض من صفات قادة الكيان بشكل عام فيما يصرحون ويقولون . الفاشي ليبرمان  وزير خارجية الكيان وفي مقابلة حديثة له ( الاحد 12 أوكتوبر الحالي ) مع موقع ” واينت ”  للانترنت التابع لصحيفة “يديعوت أحرونوت” اعترض على عدم دعوة ” إسرائيل ”  للمؤتمر الدولي لإعادة إعمار غزة , الذي انعقد مؤخرا في القاهرة , من خلال القول : ” إن عدم دعوة إسرائيل للمؤتمر الدوري للمانحين , أمرا سيئا , فلا يمكن إعادة إعمار غزة من دون مشاركة إسرائيل , ومن دون تعاونها ” ! . تصوروا مدى الوقاحة في كلامه ! دولة الكيان هي السبب في الدمار الفاشي الهائل في القطاع , حين قامت طائراته  بهدم بيوت أحياء بأكملها على رؤوس ساكنيها من الفلسطينيين … واليوم يطالب وزير خارجية دولته بحضور مؤتمر إعمارها ! أيمكن للإنسان أن يجد وقاحة على هذه الشاكلة في كل التاريخ البشري ! ؟ . المثل العربي الذي ينطبق على ليبرمان والحالة هذه هو ” كالداعرة التي تدّعي الشرف ”  مع الاعتذار للقارىء الكريم .
كذلك صرّح ليبرمان : بان التسهيلات , وإدخال المواد والأموال  إلى غزة لن يتم , إلا من خلال رقابة  إسرائيلية محكمة وتامة على كل ما يتم إدخاله . أما الشرط الثاني : فهو أن تفرض السلطة سيطرتها على القطاع. ” وهذه الشروط أبلغتها – يستطرد ليبرمان – للوزير الأمريكي كيري , واصبح يعرفها جيدا ” .إنه الإبتزاز الشايلوكي الصهيوني . فيما يتعلق بالمبادرة الفلسطينية والمتعلقة برفع القضية إلى الأمم المتحدة ,  قال ليبرمان وبمنتهى العنجهية والاستعلاء : ” إن العالم الآن منشغل في أمرين , الأول : مرض الإيبولا , والثاني : داعش , ولهذا , فإن كل مبادرة فلسطينية أحادية الجانب لن يكون نصيبها سوى الفشل ” . النازي ليبرمان نصّب من نفسه ” قائدا للعالم” وليس وزيرا لخارجية دولة احتلالية عنصرية فاشية ! ؟ .
أما زعيم عصابة الإئتلاف الصهيوني الحاكم  في الدولة الصهيونية نتنياهو, ففي خطابه الأخير في الأمم المتحدة : ادّعى عكس كل ما ارتكبته إسرائيل على مدى قرن زمني من حرب إبادة جماعية , ومذابح , وجرائم متفوقة بذلك على الظاهرتين الأبشع في التاريخ : النازية والفاشية , وألصقه بالفلسطينيين !؟.متهى العنجهية والكذب .المذابح للفلسطينيين على أيدي الصهاينة بدأت   من خلال ما مارسته  المنظمات الإرهابية الصهيونية ضد الشعب الفلسطيني قبل إنشاء إسرائيل القسري بالتعاون مع كافة الدول الاستعمارية , وبريطانيا خاصة , لتكون الدولة الجديدة المصطنعة : رأس جسر متقدم للاستعمار في المنطقة , وتقام على ارض فلسطين المغتصبة ,ويحل المهاجرون اليهود من مختلف أنحاء العالم , على ترابها , بعد تهجير وطرد أهلها .
توالت مذابح الكيان وجرائمه وموبقاته في الفترة التي صاحبت إنشاء الدولة الصهيونية , وتواصلت بلا انقطاع واستمرت منذ تلك اللحظة المشؤومة حتى هذه اللحظة  . هذا ما يعرفه العالم وما أثبتته الوقائع الحية عن دولة الكيان , ولذلك كان قرار الأمم المتحدة باعتبار الصهيونية (وتمثيلها السياسي : إسرائيل) حركة عنصرية وشكلا من أشكال التمييز العنصري . معروفة هي ظروف إلغاء القرار بعد انهيار الاتحاد السوفياتي ودول المنظومة الاشتراكية , وتشكل عالم القطب الواحد بزعامة أمريكا , الحليفة الاستراتيجية للكيان الصهيوني , التي ضغطت على غالبية دول العالم وهددتها إن لم تصوت لصالح إلغاء القرار المذكور.
نتنياهو في خطابه التزويري في الأمم المتحدة يحاول تسويق دولة الكيان باعتبارها : دولة ” مسالمة , يمارس الإرهاب ضدها من الإرهابيين الفلسطينيين والعرب ” و ” أنها تيمنا بالمسيح ” تدير خدها الأيمن إذا ضربها أحد كفا عليه ليقوم بضربها على الخد الأيسر ” . دولة ” تريد السلام مع العالم وبخاصة جيرانها , دولة منذورة للمحبة وللأخوة والتسامح بين البشر ” دولة ” هي ضحية الإرهاب الفلسطيني والعربي وترتكب بحقها حرب إبادة جماعية ” .هذا يتضح من بين سطور خطابه المذكور ! .
ما قلناه  في بداية المقالة : لا نتجنى فيه على ليبرمان و نتنياهو بل نقدم غيضا من فيض لقباحتهما وعنصريتهما الكريهة والبشعة !. حقيقة نتنياهو  وليبرمان أنهما  إرهابيان ويقفان على يمين مائير كاهانا الذي اغتالته يد العدالة في أمريكا.نتنياهو وليبرمان أكثر عنصرية من أعتى غلاة المستوطنيين المتطرفين من الصهيونيين , لكنهما يتصوران أنهما قادران على خداع الآخرين بالكلام المنّمق الجميل في الحديث عن السلام.إن كل محاولاتهما المكشوفة تماماً , وبضاعتهما فاسدة وكاسدة, وهما لا يخدعان سوى نفسيها , ” فيمكن لمطلق إنسان أن يخدع بعض الناس , بعض الوقت, كما أنه يمكن أن يخدع كل الناس , بعض الوقت،ولكن لا يمكن أن يخدع كل الناس,  كل الوقت”.نتنياهو وليبرمان من أكثر السياسيين الصهاينة كَذِباً وانتهازية،ومن أشدهم عداءاً للعرب والفلسطينيين والإنسانية جمعاء.هذا ما يتضح لمطلق قارئ عندما يقرأ تصريحات المذكورين.
بالنسبة لمواقف الحكومات التي رأسها بنيامين نتنياهو , وليبرمان ( الوجه الديبلوماسي الأول فيها ! ) على الصعيد السياسي , فهي من أشد السياسات الصهيونية تطرفاً وإنكاراًللحقوق الوطنية الفلسطينية وللحقوق العربية. لو أن أدنى حدود العدالة متوفرة في عالمنا , فإن المكان الطبيعي لنتنياهو وليبرمان هو قفص الاتهام في محكمة الجنايات الدولية, فكل التهم البذيئة  تنطبق عليهما : مجرمان , مخادعان , انتهازيان وعلى ذلك قس .
هذه هي دولة الكيان وهؤلاء هم قادتها . وتصوروا : يعتبرا ” معتدلين ” أليس ذلك أعجوبة في زمن الغرائب ! ؟ .