الرابط : الجريمه (:::::)
بقلم: د. وجيه الجوهري- الولايات المتحدة الأمريكية:(:::::)
بعد فترة من الحصرة والرهبة والألم من إختفاء أطفال وسيدات من قرية محلة زياد وبطريقة بدائية تدعو للشفقة حيث يقدم البلطجي أولا على سرقة ماكينة التنقل التي عادة ما تكون هذا التوك توك الهندي الشهير الذي انتشر انتشار البعوض في القرى والنجوع وضواحي العاصمة المصرية أيضا.. بعد ذلك يتصيد البلطجي ضحيته وغالبا ما تكون الضحية من الاطفال الصغار أو من النساء. وبعد الهرب بالتوك توك وما فيه من غنيمة يطلب البلطجي الفدية، وقد كانت احدى الضحايا سيدة وطفلها البالغ ثمانية أشهر. طلب البلطجي من أهل الضحية احضار 60 الفا من الجنيهات التي عجز أهل الضحية في تدبيرها مما دفع الاهالي الى تنظيم حملة للتبرعات من خلال المساجد المنتشرة في القرية الكبيرة. وقد أفرج البلطجية عن الضحية وابنها بعد أن حصلوا على المبلغ المطلوب. في الماضي كانت السرقة تحدث في الخفاء وعلى استحياء أما في عهد مرسي فاصبحت السرقة تحدث في وقت الظهيرة وعلى مشهد من الجميع.
لقد فاض الكيل وانتفض أهل القرية من أجل الدفاع عن شرفهم واعراضهم خاصة أن دور الشرطة في عهد مرسي لا يختلف عن موقفها في عهد سالفه، فالشرطة آخر من يعلم عن أي شئ وان علمت فقد يصيبها الجهل. الشرطة في الاقاليم تريد القضايا الجاهزة بدون جهد أو عناء. المشكلة أن منهج الشرطة لم يختلف كثيرا بل منهج البلطجية هو الذي اختلف وتنوع وانتعش في ظل مصر ما بعد مبارك. المهم، وجد أهالي محلة زياد – القرية المجاورة لمدينتي سمنود والمحلة الكبرى في محافظة الغربية- انفسهم وجها لوجه مع خُط الغربية الذي سلب من أهل القرية معنى الأمان والراحة فالكل في حالة ترقب للنداهة، وما أن شعر الأهالي باثنين من البلطجية في حالة تلبس بعد خطفهم للتوك توك ومحاولة خطف طفلين حتى انتفض الجميع للامسك بهما وقد تم، وبعد ذلك بدأ أهالي القرية في تنفيذ مخطط “كترمايا” الشهير بالسحل والتمثيل بالجثة وتعليقها أمام الجميع في صورة استعراضية لردع أي شخص تسول له نفسه فعل مثل هذه الجرائم مرة أخري في محلة زياد. مخطط ” كترمايا” يعود الى النصف الأول من سنة 2010 عندما أقدم حشد غاضب في بلدة كترمايا اللبنانية بالقصاص من مواطن مصري قتل مسنين وحفيدتيهما.. على الرغم من بشاعة التنكيل من المواطن المصري الا انه لم يحصل على أي استعطاف من الناس في مصر لبشاعة جرمه . الرجل أخرج من سيارة الشرطة ثم جرد من ملابسه باستثناء سرواله الداخلي وقد طعن وضرب حتى الموت بحضور رجال الشرطة. علقت الجثة بعد ذلك على عمود للكهرباء وسط هتاف وزغاريد النساء. الموقف في كترمايا لا يختلف كثيرا عن الموقف في محلة زياد بل يجب ابرام عهد أخوة بينهما فالموقف بين بلطجي كترمايا لا يختلف عن بلطجي محلة زياد اللهم الا غياب الشرطة من مسرح العمليات في محلة زياد على الرغم من أن مغفر الشرطة لا يبعد سوى 100 متر فقط. أيضا، أهل محلة زياد أرادوا أن يقدموا رسالة واضحة لمن تسول له نفسه إرهاب أهل البلد المسالمين.. أما أهل كترمايا فقد أرادوا القصاص من بلطجة شاب أعرن. بلطجي كترمايا كان يبلغ من العمر 38 خريفا أما بلطجي الزياد فقد كان على مشارف العشرينيات، فقد كان أمامهما عمرا طويلا من البلطجة وارهاب الناس. يبدو أن تأثير الوجود الكبير لشباب القرية في لبنان كان ملحوظا بفضل الطريقة الكترمايية التي وجدت صداها بعد ثلاث سنوات من الفعلة الأولى.
أخيرا.. ما فعله أهل محلة زياد ما هو الا رسالة الى مرسي وحكومته لتؤكد لهما أن البلطجة لن تستمر واذا فشل هو وحكومته وشرطته في احتواء ذلك الأمر فسيصبح الشعب كله حكاما لحالهم من أجل الدفاع عن أعراضهم وشرفهم ولا عزاء للإخوان أو غيرهم.