فن وثقافة ….
قلم : ربا الابراهيم …
هي الأميرة القرطبيّة الأندلسية ” ولاّدة ” بنت االمستكفي باللّه، الخليفة الأموي، من جاريته ” سكرى ” الأسبانيّة ، صاحبةُ أوّل صالون أدبي في الشرق والغرب ، لم يتجاهلها الأدب والتاريخ .. و لم تتجاهلها الأخبار والروايات … ولكنّ أهل العلم الحديث تجاهلوها كثيراً .. ربما بسبب هذا الاستعلاء العربي السلطوي فأمها جارية أسبانيّة ونحن شعوب تمجّد الذوات — والطريف في الرواية والخبر أن ّ التوحيدي (( أبو حيّان )) جاء على ذكر (( المستكفي بالله )) فنعته بأقسى الكلام ،فهو الخليفة الماجن ، الشهواني، القبيح السر والعلانيّة، وليس هذا فحسب ، بل يستغرب (( أبو حيّان التوحيدي ))كيف ينجب مثل هذا الخليفة الماجن، ابنة تكون فريدة عصرها؛ جمالاً وشعراً وأدباً وجرأة ونجابة وعزّة نفس ، فهي كما ذكرنا قُبيل قليل، صاحبة أوّل صالون أدبي في الشرق و الغرب، استضافت فيه رجالات الشعر والأدب ، وحاورتهم الحوار الحرّ العصري والمتمدن فتنسّموا حرية الرأي والتعبير في منتداها هذا ، وعشقها الأدباء من كلّ حدب وصوب ، وصورها التشكيليون بأبهى حلّة ومنزلة — ولاسيّما أنّها أخذت الجمال عن أمها الأسبانيّة — في لوحات تبرز عشقها المتّقد للتحرر والشعر والفن .. ومن أخبارها رفضها للزواج، فقيل : إنّها لم تتزوج بسبب تطلبها الشديد، ولا سيّما أنها كانت تبحث عن رجل لامثيل له ؛ فلايرى غيرها من دون كل ّ النساء ، ولكن عبثا….!!!!فلا وجود لمثل هذا الرجل في عصرها، ففضلت الوحدة، وبقيت أسيرة الشعر والأدب لا ترتوي منه إلى آخر لحظات حياتها .. وقصة حبها لابن زيدون معروفة ولكنّه حب غير مثمر ؛ ففي لحظة شك .. وبسبب انحراف بصر ابن زيدون قليلا (( إلى امرأة ثانية)) تركته منتصرةً لإبائها وعزّة نفسها .. ولكن لاضير أن تعبّر عن عشقها ، فالرّفض لا يمنع الشعور، تقول :
أغارُ عليكَ من نفسي ومني
ومنكَ، ومن زمانكَ والمكانِ
ولو أني خَبَـأتُكَ في عُيـوني
إلى يوم القيامة مـا كــــفاني” !!!!