منوعات.. على صفيح ساخن..- بقلم : بكر السباتين

منوعات ……
بقلم : بكر السباتين – الاردن …
ما بعدَ الصمودِ إلاّ الفرج. الأسيرُ الفلسطينيّ البطل، ماهر الأخرس، ينتصر بصمودِهِ الأسطوريِّ على السجّان الإسرائيليّ البغيض، باتفاقٍ يقضي بتعليقِ إضرابَه البطوليّ عن الطعام، الذي استمرَّ 103 أيام، مقابلَ الإفراجِ عنْه بتاريخِ 26/11/2020م. إنَّ عزةَ النفسِ وكرامتَها خيرٌ من الإذعانِ لسالبِ الحريةِ الذي ينتهكُ حقوقَ الإنسانِ دونَ حساب.
***
الوسطاء العرب المطبعون باتوا في حرج شديد مع حليفهم الإسرائيلي، إزاء الموقف اللبناني المتصلب “موقف الضحية”.. حول اتفاقية الحدود البحرية.. والتي من شأنها منح الطرف اللبناني الحق في استغلال ثرواته البحرية شرق المتوسط، مثل الغاز الطبيعي الذي زاد الطلب العالمي عليه.. وفي ظل ظروف اقتصادية مزرية، يشهدها لبنان منذ عامين؛ دون أن يُشْتَرَطُ على لبنانَ التوقيع على اتفاقية سلام مع تل أبيب في إطار صفقة القرن.
وبكل عنجهية المحتل وصلفه، فإن صحيفة (يسرائيل هيوم) وصفتِ الموقفَ اللبنانيَّ بأنه “استفزازي” وقام الوفد الإسرائيلي بالرد على ذلك عن طريق وزير الطاقة الإسرائيلي، يوفال شتاينيتس الذي قال “فُوِّضْنا بإجراء مفاوضات حول المنطقة الواقعة شمالي الخط الأخضر وعدم تجاوزه”.. أي أن الطرف الإسرائيلي هو الذي وضع السيناريو ورسّم الحدود وما على الطرف اللبناني إلا الإذعان وهز الرأس بالموافقة بوجود وسطاء عرب أعتقد بأنهم شجعوا على ذلك من باب العادة؛ إلا أن لبنان خالف رغبة تل أبيب، في أنْ يكونَ خطُ حدودِ المياهِ الاقتصادية إلى الجنوب من الخط الذي كان قد أودعه مندوبون عنه لدى الأمم المتحدة، في عام 2010، بادعاء توسيع منطقتها في هذه المياه، والاقتراب من حقلي الغاز اللذين استولى عليهما الاحتلال الإسرائيلي”فوق البيعة” بعد احتلالها لفلسطين، وتطلق عليهما تسمية “كَاريش” و”لِفياتان”.. فشبق الاحتلال لا يرضيه كل كنوز البحر لو ترك على سجيته. أفلا يعقل المطبعون!
***
بقيت عدة أمتار وتعلن نتائج ملهاة الانتخابات الأمريكية، فقد تحول العالم إلى مضمار سباق أمريكي وقد أحيط بكل الملفات العالمية المنتهكة.. وضحايا السياسة الأمريكية ينتظرون عالماً بدون المقامر الأمريكي الأبرص، ترامب.. فهل هذا يعني بأن بايدون يحمل أسباب التعافي والشفاء!! في عالم الرأسمالية المتوحشة لا صوت إلا نداء ميكافللي، ومقولته الأشهر في أن الغاية تبرر الوسيلة. فلا عجبَ يا عرب!
***
صحيح أن وعدَ بلفور المشؤوم الذي تُصادِف ذكراه هذه الأيام، قدّم كلَّ فلسطين للصهاينة على طبق من ذهب؛ حتى تم احتلال جزءٍ منها بعد أن أفشل الملك عبد العزيز آل سعود ومن لف لفيفه من حلفاء بريطانيا العرب، إضرابَ عام 1936 الذي يُعد الأطول عبر التاريخ بعد أن تدلت قطافه، وشارفت حكومة الانتداب البريطاني على الرضوخ له؛ ولكنَّ وعدَ “ترامب” كان أشد قسوة من بلفور، لأنه يسعى لطمس الملف الفلسطيني في العقل العربي، لا بل وجَلَبَ الدبَّ الصهيوني إلى الكرم الخليجي، ثم وسّع من دائرة العملاء العرب، وحولهم إلى حلفاء، وسوّق أوهام القوة الإسرائيلية الضامنة للأمن الخليجي إلى العقول الخرفة التي صارت مكرهةً أخلاقية، يتجمع فوقَها الذبابُ الإلكتروني المُضَلِّل.. وعلى رأي المثل العربي: “خرّبها ترامب وقعد على تلها”.
***
“إلغاء نظام الكفيل في السعودية خطوة في الاتجاه الصحيح”..
تعتبر السعودية من أهم أسواق العمل في المنطقة، ومع أنها كانت من أهم المستقطبين للكفاءات الوافدة إليها من شرق آسيا وعموم الوطن العربي؛ إلا أن نظام الكفيل كان عاملاً منفراً للعاملين والمستثمرينن الصغار، ولا ينسجم مع متطلبات التنمية الحقيقية.. وأخيراً تم إلغاء هذا النظام الذي كان يوصف بناهبِ الحقوقِ المُقَنَّعْ.. وهو من واقع التجربة الشخصية.
فقد أعلنت وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية في المملكة العربية السعودية، عن إلغاء نظام الكفيل (الاستعبادي) في إطار مبادرة جديدة لتحسين العلاقة التعاقدية، وهي إحدى مبادرات برنامج التحول الرقمي، والتي تستهدف دعم رؤية الوزارة في بناء سوق عمل جاذب.
تشمل خدمات المبادرة جميع العاملين الوافدين في منشآت القطاع الخاص ضمن ضوابط محددة تراعي حقوق طرفيْ العلاقة التعاقدية، على أن تدخل المبادرة حيز التنفيذ في شهر مارس من عام 2021 القادم.. فنظام الكفيل كان يستهلك معنويات العامل ولا يمنحه الشعور بالانتماء الحقيقي للمؤسسة. ويعطي الفرصة لسلب المشاريع الناجحة من أصحابها والبحث عن ذريعة لترحيل المتضرر ومصادرة حقوقه من قبل الكفيل الذي يعتبر نفسه صاحب المشروع الشرعي فيما ينظر إلى مالكه كمستخدم لديه، وما أكثر القصص التي تؤكد ذلك!
هذه خطوة في الاتجاه الصحيح، بقي أن تتحول إلى ثقافة مجتمعية حتى يبرمج العقل السعودي على تقبلها، لأن نظام الكفالة كان يُعْتَمَدُ عليه معيشياً من قِبَلِ فئة واسعة من الشعب السعودي، لكن إلغاءه يُعد خطوة تنموية جاذبة ومفيدة.. وتساعد على الاستقرار الوظيفي وجدية العطاء.
وتقدم هذه المبادرة خدمة التنقل الوظيفي، وتطوير آليات الخروج والعودة والخروج النهائي.
وأوضحت وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية السعودية “بتصرف-العربية” بأن خدمة التنقل الوظيفي تتيح للعامل الوافد الانتقال لعمل آخر عند انتهاء عقد عمله دون الحاجة لموافقة صاحب العمل خلافاً لما كان سائداً تحت مظلة نظام الكفيل وسلطته غير المشروعة على حقوق العاملين الذين يظللهم بكفالته، كما تحدد المبادرة آليات الانتقال خلال سريان العقد شريطة الالتزام بفترة الإشعار والضوابط المحددة كما هو معمول في الدول الأخرى، وتسمح خدمة الخروج والعودة للعامل الوافد بالسفر خارج المملكة وذلك عند تقديم الطلب مع إشعار صاحب العمل إلكترونيًا، فيما تُمكن خدمة الخروج النهائي العامل الوافد من المغادرة بعد انتهاء العقد مباشرة مع إشعار صاحب العمل إلكترونيًا دون اشتراط موافقته، وهذا بحد ذاته تَحَرُّرٌ من قيود الكفيل، ويمنح العامل استقلاليته كحق إنساني له.. وعليه فمن الطبيعي عند فسخ العقد من قبل المُستخدم ومغادرة المملكة؛ تحمله جميع ما يترتب من تبعات فسخ العقد والمنصوص بها في العقد المشروط.
وتأتي هذه المبادرة ضمن سعي وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية السعودية؛ لتحسين ورفع كفاءة بيئة العمل، وكانت قد أطلقت مسبقاً العديد من البرامج ومن أهمها اعتماد برنامج التأمين على حقوق العاملين، وإطلاق منظومة اللجان العمالية المنتخبة، وحماية أجور العاملين في القطاع الخاص وبرنامج توثيق العقود إلكترونيًا، ناهيك عن برنامج رفع الوعي بالثقافة العمالية وبرنامج «ودي» لتسوية الخلافات العمالية؛ بغية تطوير وتحسين بيئة العمل وحماية حقوق جميع أطراف العلاقة التعاقدية.
وأخيراً، فمن الأهمية بمكان ترجمة هذه المبادرة على أرض الواقع حتى لا تتحول إلى مصيدة قد تُوْقِعْ العاملين من جديد في براثن الكفيل.
وموضوعياً فإن نظام الكفيل لا ينسجم مع متطلبات التنمية والحداثة؛ ومن باب أولى تقديم الحكومة السعودية الضمانات لحماية حقوق العاملين في المملكة كونهم جزءاً فاعلاً من عجلة التنمية المستدامة.
ويبدو أن هذه الخطوة جاءت إزاء نفور الرساميل الأجنبية والعاملين من سوق العمل والاستثمار السعودي.. فبدون مبادرات جادة في هذا الاتجاه يظل سوق العمل السعودي في أزمة ثقة لا تنسجم والتطلعات.. ويبدو أن هذه المبادرة تشكل أول الطريق، بانتظار أن يعم الخير في حياض نظام يحترم موارده البشرية.
***
القصيدة لا تشيخ حتى لو أصيب صاحبها بالخرف والهذيان ..
النص كيان مستقل، ويقيم وفق الشروط الفنية للجنس الأدبي الذي ينتمي إليه،، حتى لو كان صاحبه جهبذاً لا يبارى.
بواسطة النقد الجاد يفرز الغث من السمين في المشهد الثقافي المثقل بأشباه الأدباء، إلا من رحم ربي.
***
لست وحيداً في هذه الدنيا ما دمت غنياً بالمشاعر الطيبة مع الناس..