كلمة رئيس التحرير …
بقلم : وليد رباح – الولايات المتحدة الامريكية
مصر غالية علينا كعرب .. هذا ان كنا عربا .. بغض النظر عمن يحكمها .. فقد تداول على مصر حكاما فيهم من كان عربيا وفيهم من كان امريكيا صرفا .. فيهم من يخاف صولة امريكا وفيهم من لا يخشاها .. وسواء كنا نؤيد هذا ام نرفض ذاك .. فان مصر هي مصر الشعب .. وليست تابعة في كليتها لحاكم قفز الى السلطة من خلال الدبابة او جاءه الحكم من خلال الشعب .. ببساطة .. لان الحكم مهما طال الزمان زائل ..
وتحقيقا لهذا الامر .. فقد مر على مصر حكام ايدناهم وآخرين لفظناهم .. منهم من كان يرقص على انغام الموسيقى الامريكية .. ومنهم من لا يغرف النغم والرقص ومن لا يهمه النغم بالقدر الذي تهمه المصالح المصرية كبلد عربي لا يكتمل فيه الانسان الا اذا كان ذا صولة وتخشاه اسرائيل وامريكا .. مع علمنا ان الاخيرة لا تقيم وزونا الا للامر الواقع ..
الا ان الامر الذي يخز عواطفنا ان السياسة ليست وليدة الواقع .. ولكنها وليدة المصالح .. وفي كل ذلك نحن لا يهمنا ان كان الحاكم دكتاتورا او كان ديمقراطيا .. فقد تعودنا ان نرى هذا يهتم بمصر وآخر يهتم بمصالحه الشخصية .. ولا اريد ان اثمن أن هذا شجاع والاخر رعديد.. فالشعب المصري هو الوحيد الذي يحكم على هذا وذاك .. ولا يغرنك التصفيق بحرارة لهذا أو المعارضة لذاك .. ما يهمنا ان تظل مصر هي النبراس الذي به نقتدي .. وخلاصة القول .. ان العرب دون مصر هم صفر .. فمصر من خلال هذا الامر هي مصلحة المصريين والعرب جميعا .. فان كبت كبونا .. وان نهضت رفعنا رؤوسنا حتى حدود السماء .
وعلى الوجه الاخر ..هناك طرف ثالث نصفق له مرة ونلفظه مرة اخرى .. وهي الامم المتحدة التي لا وزن لها ولو كان قيراطا .. فهي تتبع من يمولها .. والى حد علمنا ان امريكا هي التي تمول .. فان كان الموضوع يهم امريكا رحبت به .. وان كان لا يهمها صفق له الفقراء الذين يريدون مصالحهم ..
ولنأت الى لب الموضوع :
هذا العالم سواء كان يعارض او يوافق .. يصرخ باعلى صوته او ببحته .. فانه يلجأ في النهاية الى الاعتراف بالحق المصري في مياه النيل حسب ما كان قبل بناء سد النهضة .. ومصر حسب علمي لا تعارض الواقع في مجرى النهر ان تستفيد من مياهه هي والاخرين .. ولكنها تربأ بنفسها ان يعطش الانسان المصري .. وان تؤول زراعته الى العدم .. ولست خبيرا بهذا الامر الا ما اراد ربي .. فمرور بضع سنوات على قطع كامل حصة مصر في مياه النيل لكي يمتلىء السد الاثيوبي.. يعني ان تصبح الارض المصرية هباء ولا نريد ان نكرر فاذا فشلت المفاوضات التي تجري .. فما الذي يمنع مصر من ان تحافظ على حصتها كاملة غير منقوصة .. ولا يتأتى ذلك من خلال السياسة .. فقد تعبنا وتعب العالم من ( اللولبيات) في السياسة .. ولم يبق حينها الا البندقية .
ان الجيش المصري الذي كان له صولات وجولات مع العدو الاسرائيلي قادر بكل تأكيد على ان يعيد الحق الى نصابه خاصة بعد تحديث قوة هذا الجيش.. وللعلم .. فكما ضاع الحق الفلسطيني عبرفلسفات الامم المتحدة .. لا نريد ان يضيع الحق المصري من خلال ما يسمونه بتلك الامم .. والعالم دائما تستقر قراراته مع القوة .
ومع كل ذلك فاننا نعلم ان تعنت اثيوبيا بهذا الامر .. لا يفيد اذا كانت القوة المصرية قادرة على فعل ذلك .. فعشرين طائرة حربية قادرة على ان تعيد الحق الى نصابه .. اما الامم المتحدة .. فهي تخضع كما قلنا الى من يمولها .
لتكن المحادثات الجارية الان آخر المحادثات .. والا .. فقد يضيع الحق المصري ان لم يعتمد القوة .. وانا لهذا الموضوع لعائدون .