آراء حرة .. افتتاحية العدد .. فلسطين …
بقلم : وليد رباح – امريكا ….
شر البلية ما يضحك .. ولكن الكوميديا السوداء تقودنا حتما الى التجمل بالصبر كي نصل الى ما نصبو اليه .. فلو ان العرب وقفوا في بيوتهم ومتاجرهم وشوارعهم وعماراتهم واماكن تواجدهم ونبحوا جميعا في وقت واحد فان علم الجيولوجيا يقول بان الارض سوف تصيبها هزة تعادل سبعة بمقياس ريختر .. وليس ما اقوله ضرب من الخيال .. بل ان علم الاصوات وتذبذباتها يقول بان نصف مليون من البشر لو (نبحوا) في عمارة مكونة من ستة وعشرين طابقا فانها ستنهار حتما .. أين ؟ على رؤوسهم ان شاء الله .. لانهم سوف يكونون بداخلها .. فاذا كان ذلك كذلك .. فما بالك بمليار وخمسين مليونا من العرب لو نبحوا .. وبما ان النباح حسب آخر الاحصائيات لا يقدم ولا يؤخر اذا كان فرديا ، ويحسب له حساب ان كان جماعيا ، فلن يتفق العرب ( واعني هنا الرؤساء والحكام) على النباح في وقت واحد .. فقد اختلفوا حتى في النباح .. وان تظاهروا بانهم ينبحون سويا عندما يتعلق الامر بفلسطين او الاقصى تحديدا او المقدسات المسيحية .. مع وجود فوارق زمنية في النباح حتى لا يؤثروا على هذا العالم ( المتحضر)
أمريكي شعر بالذبح مرة ابان الاعتداء على غزة مؤخرا وكره جيش العدو مثلما اكره انا حماتي ، قال لي ابان المذبحه ، اسمع يا ابن رباح .. كل العرب ( فالصو)حفنة من الرجال في فلسطين وقفوا كالزلازل في وجوه السفاحين ، فما بالك لو استطاع كل حاكم عربي ان يحل لواء او لوائين من جيشه وحوله الى جيش مقاتل بسلاح خفيف وآخر ضد الدروع وثالث لصواريخ الكتف ضد الطائرات .. ترى ماذا سيفعلون .. هل يجرؤ نتنياهو وشلة القتلة على أن يعتدي على غزة ولتفعل اسرائيل ما تشاء .. دعها تدمر البنيات التحتية ولكنها في النهاية سوف تخسر المعركة ، ولتذهب امريكا واسرائيل الى الجحيم .. قلت له مازحا:اسمع مستر بيل .. لا تستهن بنا الى هذا الحد . فطائرات العرب متوفرة والحمد لله .. ولكنها ابان المذبحة كانت في ( التشحيم والغسيل) وشدشدة البراغي والمسامير فلم يعد هناك مجال لاستخدامها ، ودباباتهم كانت تجري مناورات مشتركة مع الامريكيين .. وعندما انتهت المناورة هدمت أجزاء كبيرة من غزة .. اما السيارات العسكرية التي تنقل الجنود فقد اكتشفوا في صباح الاعتداء ان عجلاتها جميعا منفسه ( مفسيه) وكل عربة منها تحمل عجلة اضافية فقط .. فكيف تسير هذه العربات ان كانت كل عجلاتها مفسيه .. اغلب الظن انها سوف تتأخر اسبوعين او ثلاثة لاستكمال تجهيزها ، ومن هنا فقد استطاعت اسرائيل ان تنال من غزة ..
اما السلاح الخفيف فان الذخيرة المتوفره لدى الجنود عبارة عن طلقات خلبية تستخدم للمراسم فقط ، اذ يخاف الحكام ان يعبئها بالرصاص الحي خشية حدوث انقلاب عسكري .. ومن هنا حدثت الطامة الكبرى .. فاين لنا من يحكمنا اذا ذهبوا .. واين لنا من يضطهدنا ويدوس على رؤوسنا بالبساطير ، ولقد ادمنت رؤوسنا على البساطير فلم نعد نستيطع ان نفارقها ، فان رفض الحاكم الدوس على رقابنا دعوناه باستعطاف ان يفعل ذلك ، وان لم تمتلىء سجونه بنا فان شيئا خطأ يحدث في هذا العالم ونبارك له ان يسجننا ويسجن الاخرين معنا ، وان صنع لنا معروفا رجوناه الا يفعل لاننا ( لا نستحق المعروف )
ضحك المستر بيل وقال : انها اعذار مشروعة ومقبولة يا عزيزي
وعود الى النباح : في الزمن الذي مضى اي ما قبل اربعين عاما بما يشبه التقريب كان العالم واقفا على قدميه ، اذا نبح كلب في الصين قال الامريكيون والبريطانيون ان فلسطينيا داس على ذيله ، وان ماءت قطة في الهند قالوا انها تموء جوعا لان الفلسطيني لايطعمها ، وان ضرب امريكي زوجته في نيويورك قالوا انه تلقى تحريضا من فلسطيني في مكان ما ، ثم تطور الامر بعد ذلك فاستلموا ابن لادن ٍ، ان فرقعت علبة من الصودا في احد الشوارع قالوا ، انه ابن لادن ، وان ضبطت امرأة مع عشيقها قالوا السبب هو لحية ابن لادن ، فقد خلب لب النساء الامريكيات وغدون لا يفكرن الا بها ، وان حملت امرأة سفاحا قالوا ابن لادن هو السبب انه ( يخرب) المجتمع الامريكي ، ثم كان ما كان من امر ابن لادن فعادوا للفلسطيني لانه الاضاءة الوحيدة التي بقيت في العرب . فاخذ العرب ينبحون والامريكيون يؤمنون على ذلك النباح حتى قيل في الامثال .. ان الفلسطيني سوسة هذا العالم .
وقد قيل والعهدة على الراوي ان الجامعة العربية بصدد وضع قانون ( للنباح) يوقعه جميع العرب تتضمن احدى بنوده ان النباح سوف يكون جماعيا كلما احتلت اسرائيل جزءا من الوطن العربي .. اما حال استفرادها بشعب فلا يجب النباح ، لان العواء من شيمة الكلاب وليس من شيمة الزعماء . ولسوف يتم النباح بعد ذبح الشعب الذي استفردت به اسرائيل ، عندها فقط سوف تسمع النباح عبر النداءات التي توجه طائرة مع الاثير لاهداء اغنية على النجده هيا يا رجال للشعب الذي يذبح .
اخزاكم الله يا كلاب العرب من حكام ومن يدور حولهم ، فلو انكم اصدرتم اقرارا بتعيين يوم للنباح في بلادكم ما وصلنا الى ما وصلنا اليه . ولكنكم تأبون الا النباح على زوجاتكم وبناتكم ،، فانتم رجال فقط في بيوتكم .. اما امام العدو فانتم كلاب شاردة لا يستطيع احد امساكها الا بعظمة ربما كانت متعفنة ،
اخزاكم الله يا كلاب العرب ، فقد اوصلتمونا الى حال من البؤس لم تصله شعوب حتى في مجاهل الغابات تعيش على الحراذين والصراصير وحشرات الارض .
ان لم يخزكم الله فانا ومن يستطيع ان يخزو يخزكم .. انتم جراثيم هذه الامة وانتم فساقها .. اخزاكم الله واخزى من لم يخزكم ،، انتم بؤرة فساد هذه الامة ، وانتم اللعنة التي صبها الله على رؤوسنا لانكم منا .. فخزيكم هو خزينا .. وعاركم هو عارنا .. ببساطة كما قلنا لانكم منا .. وكما تكونوا يول عليكم .. او دعنا نقول .. يبول عليكم .. ولكم في الحياة قصاص يا اولي الالباب .