أراء حرة ….
بقلم : محمد بونوار – المغرب …
كثيرة هي القرى المغربية التي ليست معروفة لدى المواطنين المغاربة أنفسهم , والتي ليس لها حظ وافر حتى يخصص لها الاعلام حيزا من المكان على صفحات جرائدها , اما الاعلام المرئي فهو بعيد كل البعد للحديث على مثل قريتي الصغيرة والتي تحمل اسم بني عياط .
قرية بني عياط تابعة لعمالة أزيلال , هذه العمالة تعتبر من أضعف وأفقر العمالات في المغرب , ويطلق على هذه المنطقة مصطلح – المغرب العميق – نظرا لتضاريسه الوعرة ولبعده عن التنمية والحضارة التي تتمتع بهما باقي الجهات في المغرب .
جميع سكان القرى التابعة لعمالة أزيلال يعانون الامرين , قساوة الجو من جهة , وضعف البرامج الهادفة والرامية الى الدفع بهذه المنطقة الى اللحاق بباقي الجهات المغربية والتي يصل عددها الى 12 جهة حسب التقسيم الجديد لوزارة الداخلية المغربية .
قرية بني عياط تقع في سفح الجبل الذي تشقه الطريق المؤدية الى أكبر شلا لات في المغرب والتي تسمى بشلالات – أزود –
قر ية بني عياط لا تبعد عن الطريق الرئيسية التي تربط بني ملال ومراكش .
قرية بني عياط تمتاز بقربها لاكبرسوق اسبوعي في المغرب والذي يتخذ من مدينة سبت اولاد النمة مقرا له كل يوم سبت .
قرية بني عياط قريبة من مدينة أفورار والتي بها أكبر مولد للكهرباء في المغرب بفضل مياه سد بين الويدان الذي يسقي حوض تادلة وحوض الحوز .
قرية بني عياط تعتبر مشتل غني للعسكر المغربي حيث ينخرط جل شباب القرية في صفوف الجيش المغربي في جميع الاصناف تقريبا .
قرية بني عياط لها تاريخ مجيد في التصدي للاحتلال الفرنسي ايام الاستعمار.رغم كل هذه النقاط الحسنة , فان السكان يطلقون عليها اسم القرية النائمة , نظرا لقلة الحركة التجارية والاجتماعية والثقافية والرياضية , ونظرا لتواجد عدد كبير من عائلات الجنود المرابطة بذات القرية , اٍما في الصحراء المغربية , أو مرابطة بالرباط في مهمات الحراسة والمراقبة والبروتكول ’ او في التكنة العسكرية بتادلة والتي تعتبر القاعدة العسكرية الاولى التي تتولى التدريبات العسكرية والتوجيهات حسب التخصص والقدرات البدنية , وثلة تعمل خارج الوطن وخارج القرية أيضا .
جميع البنيات التحتية التي تحاجها القرى كحديقة او ملعب للاطفال او مستوصف , او نادي ثقافي, أو مسرح , أو مسبح , أو مراحيض عمومية فهي غائبة من برنامج المجلس القروي .
النقطة الوحيدة التي تحسب للمجلس القروي هي الانارة العمومية والتي تنبعث منها أضواء ضئيلة , وربما قد فكر المجلس القروي طويلا في هذا البديل حتى لا يزعج المواطنين الذين فرض عليهم النوم طوال السنة من فرط الهشاشة والتهميش وقلة الشغل .
من المفارقات الكبيرة التي تسجل على المجلس القروي بقرية بني عياط هو أنهم يستخلصون عن كل رخصة بناء , أموال كبيرة كرسوم , لكن بدون تجهيز كامل وبدون صرف صحي كامل . وبالدليل والحجة هناك مواطنون قدموا شكايات في الموضوع و لازالوا ينتظرون دورهم لربط منازلهم بقنوات الصرف الصحي وترصيف الازقة وتعبيدها وتزفيتها الى حدود اليوم .
التماطل هو سيد الموقف في جميع القرى المغربية , ونفس الاجوبة ترددها جل المجالس القروية المغربية, ضعف الميزانية وقلة الموارد وانعدام المانحين .
كثيرة هي القرى التي أنشئت تحت مبادرة التجمعات السكنية ,لكن بدون دراسة منطقية , ليس هناك قانون منظم لتدبير النفايات والصرف الصحي والماء الصالح للشرب وتهيئة المجال بشكل يعجب المواطنين . وهنك قرى تعاني من تفاقم عدد الكلاب الضالة والتي تعكر حياة الساكنة بشكل يومي .
هذه المشاكل تجعل المواطن بالقرى المغربية يفقد الثقة في السياسة والاحزاب و المؤسسات , كما تجعله يبتعد عن الثقافة والعمل الجمعوي ويفضي الى تقلص مفهوم الواجب الوطني والانتماء والوطنية , مادام الوطن لم يوفرابسط حقوق العيش الكريم – الماء الصالح للشرب وتدبير جمع الازبال والصرف الصحي وقلة الطرقات لفك العزلة عن قرويين يعانون التهميش والاقصاء في مجالات مختلفة .
يقول فاعل جمعوي من جمعية تيفاوين بقرية بني عياط .
رئيس الجماعة هو المفتاح السحري في العالم القروي على الصعيد الوطني , ويعلل ذالك بان جميع المشاريع التي تهم البنية التحتية يشرف عليها رؤساء الجماعات والتي توزع على الاقارب والمقربين والجمعيات الموالية, ويشرح الفاعل الجمعوي من ذات القرية ان ميزانية الماء الصالح للشرب المخصصة للدواوير المجاورة مثلا يتحكم فيها رئيس الجماعة والذي يمرر حسب أهواءه الى جمعيات لها أهداف انتهازية دون أخرى , انتهى كلام الفاعل الجمعوي .
وزارة الداخلية هي الوزارة الوصية على الجماعات والعمالات والجهات بشكل مباشر , وللتذكير فقط يبلغ عدد الجماعات القروية والحضرية بالمغرب حوالي 1500 .
هناك خيارواحد لانقاد العام القروي , من هذه التصرفات العشوائية , خيارواحد لا مثيل له , الا وهو ربط المسؤولية بالمحاسبة ,وهو مايعني تشديد الفحص والمراقبة والتفتيش والمتابعة بكل تجلياتها على الجماعات بشكل مستمر وجدي لان مصلحة الوطن والصالح العام تبقى فوق الجميع .