آراء حرة …..
بقلم : بكر السباتين ..
ما زالت إدلب السورية تتصدر كواليس السياسة العالمية نظراً لعواقب ما يتربص بالمدينة من نوايا بعض الدول ذات العلاقة المباشرة مع الأزمة السورية مثل تركيا وروسيا وحلفائها ناهيك عن الموقف الأوربي المتوافق نسبياً مع ضرورة عدم خلق أزمة لاجئين جديدة على أن يتم التخلص من المتشددين، والبحث عن معادلة سياسية تحقق ذلك.
ففي وقت سابق، حذرت الأمم المتحدة من أن شن هجوم على إدلب قد يتسبب في كارثة إنسانية، في المنطقة التي يقطنها نحو ثلاثة ملايين نسمة، ولعل هذا الزخم الديمغرافي الذي لا يمكن تحييده هو الذي يرجئ المواجهة العسكرية المحتومة.
ويوم أمس الأول، الجمعة، اتفقت تركيا وروسيا وفرنسا وألمانيا، على أن أي هجوم على إدلب الخاضعة لسيطرة المعارضة المسلحة في سوريا ستكون له “عواقب خطيرة” وستنعكس نتائجها على تركيا ودول الاتحاد الأوروبي فيما يتعلق باللاجئين من إدلب المتاخمة للحدود التركية مع سوريا، وأنه يجب التوصل إلى حل سياسي لتجنب الهجوم على المنطقة؛
لكن إيحاءات كل من روسيا وتركيا تلمح إلى اتفاق الطرفين على حسم الموقف في إدلب عسكرياً رغم أن الاختلاف يكمن في الكيفية، بينما يتفق الجميع على الأهداف.
هذا ما يتوافق مع تصريحات روسيا في أنها عازمة على فتح ممرات إنسانية للخروج من إدلب وهذا لا يكون إلا في أتون مواجهة تقشُّ في طريقها الأخضر واليابس.. وفي ذات السياق فإن تركيا أيضاً وعلى لسان وزير الخارجية مولود جاويش أوغلو، خلال زيارة لباكستان قال بأن بلاده تبذل جهوداً حثيثة للتوصل إلى وقفٍ لإطلاق النار في إدلب.. ولكن ماذا يخفي في نفس الوقت من وراء دعوته أنقرة لتنفيذ عمليات محددة الأهداف ضد المتشددين، بدلاً من شن هجوم عشوائي شامل، غير النية المبيتة على الهجوم المحتمل على إدلب!؟.
أما موقف إيران فلا شك أنه لن يبتعد عن الموقف الروسي نظراً لتحالفهما مع الجيش السوري ميدانياً على الأرض السورية، ولعل انحجاب إيران عن المناقشات الأخيرة يأتي لدرء الحرج عن موقف الحليف الروسي التفاوضي.