آراء حرة …..
بقلم : بكر السباتين ….
تعتبر جائزة الملك عبد الله للتميز من أكبر المحفزات على الإبداع على مستوى المؤسسات والأفراد.. والتي فازت بها مؤخراً إحدى الصروح التربوية في الأردن، مدارس الحصاد التربوي، وزيادة في تفهم هذه التجربة دعونا نتعرف على المؤسسة الفائزة لتلمس نتائج هذه الجائزة وانعكاساتها على التنمية المستدامة في الأردن.
ولنبدأ من الحفل الذي اقامته المؤسسة احتفاءً بهذا الفوز. فقد كنت في حالة من الغبطة حينما لبيت دعوة حضور حفل مهيب أقيم في مدارس الحصاد التربوي بحي البنيات مساء يوم أمس الاثنين الموافق ١٠ سبتمبر ٢٠١٨، بمناسبة حلول رأس السنة الهجرية (الواحد من محرم 1440هجرية)، بالإضافة إلى حصول مدارس الحصاد التربوي على جائزة الملك عبد الله الثاني للتميز عن المؤسسات الخاصة. وهي جائزة اعتبارية ومادية وتحفيزية.. بحيث تقوم على تجذير ثقافة التميز لدى المؤسسات في الأردن، لا بل وتؤهل المؤسسات والأفراد على التميز في أدائهم للوصول إلى ما هو أفضل من المعايير الدولية للتميز. وبينما كنت أتجول في رحاب المدرسة بين مبانيها الضخمة ومرافقها التي صممت وفق أرقى المعايير الدولية، أدركت أن الطريق إلى التميز بدا مشهود المعالم لا بل أصبحت مدارس الحصاد تمثل علامة بارزة في المشهد التربوي الأردني، ومن مظاهر التنمية الحقيقية التي يساند فيها رأس المال السخي العملية التربوية برمتها، من أجل بناء الطالب الإيجابي المعطاء، ولا شك بأن العوائد المادية والمعنوية والتربوية سترفد المشروع بالخير، وتبذر فيه أسباب الرقي والنماء.
وتشمل خطة التدريس في مدارس الحصاد كافة المراحل التعليمية (الوطني والدولي.) وأدخلت مؤخراً في مساراتها التعليم الصناعي للمرحلة الثانوية وهو قرار ريادي على مستوى التعليم الخاص في المملكة ناهيك عن تبني مشروع الألف حافظ وحافظة ورصد ميزانية مستقلة للمشروع تقدر ب 200 ألف دينار .
وتجدر الإشارة إلى أنه قبل انتداب إدارة الجائزة لخبرائها إلى المدرسة، كان على إدارة الحصاد إجراء الاستعدادات اللازمة لذلك من حيث إعادة الهيكلة الفنية، وتأهيل المرافق، ودعمها بالكفاءات البشرية القادرة على التعامل معها، وتوفير اللوازم الفنية المطلوبة من أجل تطوير كل المجالات وخاصة حوسبة المواد وفق المعايير المطلوبة وتدريب الكوادر المؤهلة في إطار خطة تنموية مستدامة. واستوجب الأمر لنجاح الخطةـ بذل مجهود استثنائي من أجل تطوير الأداء الفردي لإدخال الكوادر وفق تخصصاتها في المجموعات لتكون أكثر فاعلية وتميز. والنتيجة كانت الحصول على الجائزة الثمينة.
وقد وفرت المدرسة كل أسباب النجاح لبناء قاعدة تنموية حقيقية ومستمرة بدئاً بتأهيل بيئة تساعد على خلق ثقافة التميز وبعث الطاقة الإيجابية في أعماق العاملين في كافة المجالات، ضمن المعايير المشروطة للحصول على هذه الجائزة ذات المردود المعنوي والإيجابي الذي سيضيف إلى مدارج التحدي طاقة الصمود ومواجهة المشاكل ومعالجتها باقتدار معرفي وفني. من هنا يمكننا فهم ذلك الفوز المتكرر للحصاد التربوي في مضمار المسابقات العلمية على الصعيدين الوطني والدولي، فحصلت على المركز الأول وطنياً في مسابقتي الفورميلا، والحساب الذهني. والمركز الثاني على العالم في الروبوتيك. والمركز الأول عالمياً في بطولة التايكوندو. والدرجة الأولى في مسابقة الإنتل العالمية. ولعل آخر الأخبار الجيدة عن هذه المدرسة أن الدرجة الخامسة “مكرر” على المملكة في الثانوية العامة الفرع العلمي حصلت عليها إحدى طالبات الحصاد التربوي، واسمها سارة يوسف عشا التي اعترفت بفضل مدرستها عليها إلى جانب ما قدمته من جهد ومثابرة على صعيد شخصي..
كان الحفل بكل تفاصيله يليق بمدارس الحصاد التربوي التي أضاءت مشعل النجاح بتميز وأثارت البهجة في قلوبنا وهي تحفز ابناءنا على العطاء والتحزم بالإرادة والمعرفة والثقة بالنفس والعمل الدؤوب لتحقيق الأهداف والظفر بمكتسبات التميز والنجاح والتمتع بأخلاق الدين الحنيف التي تنسجم مع الحداثة في عالم يتغير، ليكون هذا الطالب بعد أن ينخرط في منظومة التعليم الجامعي ويتخرج منها؛ مواطناً صالحاً قادراً على العطاء في إطار التنمية الوطنية المستدامة، ويكفي أن الحصاد التربوي ظلت تمثل لخريجيها القدوة الحسنة بكوادرها وطلابها.
وقد وعد رئيس هيئة المديرين الأستاذ الفاضل أيوب خميس في سياق كلمته الترحيبية أثناء الحفل يوم أمس العمل على بذل الغالي والرخيص لدعم أسباب الترقي والتميز في العملية التعليمة على صعيد المدرسة حتى تنعكس النتائج إيجابياً على الطالب من حيث بناء الشخصية وتعزيز القدرة لديه على التحصيل العلمي بثقة واقتدار.