في انتظار طبيعة اخرى – شعر : فيصل اكرم

الشعر ….
شعر : فيصل اكرم : كاتب وشاعر واديب من السعودية …
وصلوا الى نصف الحديقة
لم يكونا قادريبن على التقدم للثمار
ولم يكونوا عاجزين عن التلهي كالصغار
لانهم كانوا كبارا . انما
كانوا اذا اعترف المساء بما يرون على النوافذ
يسألون البيرق الوهمي فتحا للنهار
واذا تحتم في المسافات القريبة طلسم
شردت ظلال منه كي يبقى وحيدا مرغما بمسيره
حتى مواجهة الغبار
خرجت حوائم من اصابع قاصرات
كي تمد حلوقها حول المفاتيح القصار
كانوا قريبا من اجابتهم ، ولكن
لم يكونوا مرغمين على السؤال
من ذا يعود الى الطفولة ، في براءة عاشقين ، مجددا
وهو الذي تعبت حروف منه في لغة ستشطفها القواميس التي
خرجت من الامطار
من ذا سيحكي للرمال السيرة الاخرى التي كانت عليها
قبل ان يأتي على السور انهيار ، ثم يتبعه انهيار
كان الطريق الى الطريق طريقهم
والموج كان صديقهم
والماء بعض الماء كان على الجبين يعد شيئا في الرموش
يرد شيئا للنقوش الحافظات بقاء ذروتها
ويمر بين ملامح الزوار  ينزع طوقهم
ويسير فيهم عبر ذاكرة السنين الى الثواني
يسير فيهم بالدقائق والمعاني
والجسور الى الاعادة للقواعد ثابتات
كانحناء الخوف في قلب الجبان
وكانتهاء الشوط في قدم تخطاها امتحان فاشل
نزلت به الاقدار من اعلى مكان في المكان
كما تراها فيه ، قد نزلت به . حتى تعلق بالزمان
كمن تخاف عليه منه ، تعلقت فيه الصدامات الخفيفة
في الصباح، تكون ادمى
في المساء تكون اسمى
والسماء تظل آخر كل نجم سوف يأتي
سوف يأتي ، كالنجوم
وكالطبيعة .. سوف يأتي
اول اللقطات .. يأتي
اول الورقات .. يأتي
سوف يأتي : لا تصدق من يريدك ما تريد
ولا تصدق ان بعد الانتظار المر يأتي العيد
فهي الطبيعة
من حروفك ، من وقوفك ، من كفوفك ، منك انت
وانت من طرقاتها الاولى ستأتي
لا تفتش في الذي آلت اليه نهاية المهزوم فيك
ولا تفتش عن وصايا من ابيك
غدا سيأتي فيك يوم طالع من اصبعيك
غدا ستأتي انت ، والدنيا طبيعتها لديك
وفي انتظارك .. سوف تأتي
مثلما لم يأت منك سوى رحيل
من خطوط في يديك
الى خيوط سوف تحملها على كتفيك
تجتاز الحواجز
ثم تفرضها حصارا حول جفنيك اللذين
ورثت خوفهما
فهل ستخاف مني ؟
قلت : لا
وسيقول : احفظ كل ما يدنيك مني
قلت : فاحفظ كل ما يرضيك فيك