فلسطين: كل التقدير والتحية للجزائر الأبيّة – بقلم : طلال قديح

فلسطين ….
طلال قديح* …..
تظل العلاقة الفلسطينية الجزائرية أنموذجا لما ينبغي أنت تكون عليه العلاقة بين بلدين شقيقين ، خاضا تجربة نضالية طويلة، جسدتها الدماء الطاهرة للأبطال العظماء، الذين أثبتوا للعالم كله أنهم ينتمون إلى أمة، ظلت عبر تاريخها شامخة حرة ، تحطمت على أرضها كل أحلام الغزاة الطامعين، وغرقت في بحارها كل مؤامراتهم الخبيثة.
خاضت الجزائر حرب استقلال ضد الاستعمار الفرنسي الذي أضر بالبلاد والعباد، ونهب الثروات، وحاول أن يبقى جاثما على أرضها أعواما طوالا، يسرح ويمرح وينهب..لكن خاب ظنه وتحطمت خططه على صخرة النضال الجزائري الأسطوري الذي يفخر ويعتز به كل المناضلين الشرفاء من أجل الحرية والاستقلال.
ومن واقع الثورة الفلسطينية العظيمة التي امتدت قرابة قرن من الزمان في مسيرة نضالية عملاقة،حطمت أحلام العدو وقضت على كل خططه الجهنمية، وكشفت للعالم كله حقيقة هذا العدو الصهيوني الغادر، ونواياه الخبيثة التي ضلل بها معظم دول العالم ردحا من الزمن، ليفيق أحراره على حقيقة شعب عربي أصيل، ملأ الدنيا كلها وشغل طالبي الحرية ليصبح مثلا يحتذى في الجهاد، والإصرار على نيل الاستقلال مهما كانت التضحيات.
وهكذا جمعت فلسطين والجزائر علاقة أخوية نادرة سداها التقدير المتبادل للبلدين..وعزز ذلك وجود فلسطيني في الجزائر بذل أبناؤه جهدا عظيما وساهموا في مسيرة البناء والإعمار التي اضطلعت بها الجزائر بعد الاستقلال الذي سعدت به فلسطين ومعها كل العرب وأحرار العالم الشرفاء.
شرعت الجزائر في التخلص من كل تبعات الاستعمار وبدأت بالتعريب الذي ساهم فيه الفلسطينيون والمصريون،  ومعهم الأشقاء العرب بجهد خارق لتعود الجزائر عربية الوجه واليد واللسان.
وكان لإصرار قادة الجزائر بدءا من أحمد بن بيللا ورفاقه الأبطال الذين كانوا نماذج مشرقة للنضال، أعظم الأثر في نفوس كل الأحرار. وكم كانت سعادة العرب عظيمة باستقلال الجزائر فعمت الفرحة والاحتفالات الوطن العربي من المحيط إلى الخليج.
ولم تنس الجزائر لفلسطين دورها لذا فإننا نرى الآن، في ظل ما تموج به فلسطين من تضحيات وإصرار من أبنائها على تحقيق النصر وقيام دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس- نرى أن الجزائر تلقي بثقلها، وتسخر كل إمكاناتها في خدمة قضية فلسطين، وتأييدها ودعمها في كل المحافل الدولية.
نتابع وسائل الإعلام فنرى ونسمع مشاركات ابناء الجزائر، رجالا ونساء،  يتسابقون في تأييد الانتفاضة الفلسطينية، مبدين استعدادهم لدعمها بكل ما يملكون، لا يدخرون في ذلك جهدا مهما بلغ مداه. وهذا ما عزز الصمود الفلسطيني ومنحه عزيمة على المضي قدما حتى تحقيق النصر.
وكما لم تنس الجزائر لفلسطين وقوفها معها ، وتأييدها لها بحزم وعزم،  كذلك فإن فلسطين تقدر للجزائر هذا الوفاء، وتدعو لها بلسان كل ابنائها أن تظل شامخة شماء، وحصنا منيعا لأهلها الشرفاء..وعاشت الجزائر حرة قوية..وعاشت فلسطين حرة أبية.
*كاتب ومفكر عربي
31/1/2016م